صدر هذا الأسبوع للكاتب الإعلامي نادر أبو تامر الكتاب الثامن بعنوان "أجنحة الملائكة" ضمن القصص التي يكتبها لعالم الأطفال حيث تزين الكتاب برسومات من ريشة الفنان التشكيلي ايمن خطيب.
يُشار إلى أن قصة أجنحة الملائكة تطرق أحد المواضيع الحساسة للغاية في عالم الكبار والصغار على حد  سواء وربما يكون هذا هو السبب وراء تسمية المجموع الجديدة من كتب نادر أبو تامر والصادرة عن دار الهدى كريم عز الدين عثامنة سلسلة "صغار كبار" ألا وهو موضوع "الموت".

وكان نادر أبو تامر قد اصدر خلال العامين الأخيرين سبعة كتب أخرى هي "سوار تبحث عن سنها"، "رقصة الخضار"، "القرية التي نسيت اسمها"، "كيف صار  رامي يحب العتمة؟"، "جزيرة المطر"، "الشمس لا تزعل من أحد"، و"رامي لا يشبه أحدًا" التي اعتبرت من القصص الواعدة في مخاطبة وجدان الطفل العربي في هذه البلاد.
تختلف قصة "أجنحة الملائكة"، عما ما عرفناه في تاريخ قصص الأطفال من الأعمال الأدبية التي تتناول موضوع الموت فهي تتحدث عن موضوع أصعب من أن يفهمه الصغار.
ومما جاء في مداخلة للدكتور بطرس دلة حول الكتاب: "في الحقيقة فإن مشروع الكتابة للأطفال هو مشروع صعب وشائك وخاصة لأن من يكتبون للأطفال من المبدعين محليا وعالميا يتجشمون عناء العودة إلى عالم الطفولة وتقمص مواقف الأطفال والكتابة بلغة تتناسب مع سن الأطفال الذين يكتبون لهم وعنهم، أما مبدعو القصص فعليهم التأكيد على القيم الايجابية التي يرغبون في أن يتبناها الأطفال بعد قراءة أي كتاب وتذويت مضامينه، ويمكن الإشارة في هذا السياق إلى أن نادر أبو تامر يتحلى بقلم نادر وبحنكة متميزة في التحدث عن عواطف الصغار".
تحكي القصة عن الطفلة الصغيرة شوشو والتي هي بنت تحب اللعب لكنها تصطدم بواقع أن رامي ابن جارهم لا يريد اللعب معها، فرامي يحب لعبة كرة القدم، أما شوشو فتحب اللعب بالدمى!! ولما توفي عفيف أخو شوشو لم يجد رامي له ندا يلعب معه كرة القدم.  وحتى عندما حاولت شوشو أن تمرر له الكرة جاءت ضربتها ضعيفة، مما زاد من غضب رامي فرفض أن يلعب معها.
ولا شك بأن الدخول في موضوع الموت ولو انه واقع يعيشه كلّ الناس إلا أن فيه صعوبة فائقة!!  فجواب الأب لشوشو كان بأن أخاها عفيف قد مات وصعد إلى السماء لأنّ هناك ملاكا قد أتى إلى البيت ومنحه جناحين ليطير بهما إلى السماء. غير أن هذا الجواب لم يحل الأشكال الذي وضعت فيه الأخت شوشو ولذلك فبقيت تتأمل السماء ليس بحثا عن الطائرة التي طار بها والدها إلى خارج البلاد كما يفعل الصغار وغنما وبصورة مؤثرة فهي تنظر إلى السماء وتنتظر أن تمر روح أخيها من فوق بيتهم فربما ربما تراه.
ويبرز في قصة نادر أبو تامر التي قام بتدقيقها لغويا أيضا إهداؤها "إلى روح عفيف الطاهرة الناعمة كأجنحة الملائكة والى والديه شادي ومنال"، مع العلم أن نادر أبو تامر كتب هذه القصة من خلال تجربة عاشها بوجدانه وهي وفاة ابن صديق له.