المحاضر في الجامعة وسام أبو أحمد:
الطلاب تعرضوا لملاحقات قانونية تضاعفت معها قيم المخالفات حتى بلغت آلاف الشواقل
البلدية تجعل من التعليم الأكاديمي في الجامعة المفتوحة بفرعها في الناصرة أمراً شاقاً وصعباً
المحاولات المستميتة التي يبذلها الطلاب لتفادي المخالفات التي يحررها مراقبو الموقف التابعون للبلدية لا يكتب لها النجاح دائما الأمر الذي يكبد العديدين منهم مخالفات قد تصل قيمة بعضها إلى آلاف الشواقل
مديرة مركز الجامعة المفتوحة في الناصرة يسرا حجوج:
لا يوجد أي قانون يُجبر الجامعة أن توفر موقفاً للطلاب وبشكل عام لكل فرع ميزانية معينة وبالنسبة لنا فإننا نرى أن توفير منح دراسية بهذه المنح أهم من توفير مواقف
أنا أعمل 8 ساعات يومياً، أي أنني أغير بطاقة الوقوف 4 مرات علماً أنه ملقى على عاتقي مسؤوليات كثيرة كمديرة للمركز لقد حاولنا أن نجد حلولاً للمشكلة لكن لا حياة لمن تنادي
كل المدن والقرى توفر البلديات والمجالس المحلية منحاً للطلاب ونحن لا نريد من البلدية أي منحة لكن على الأقل أن يوفروا علينا بطاقة الوقوف أو على الأقل أن نستعمل الموقف بعد الظهر مجاناً
حجوج لبلدية الناصرة
إذا أردتم أن تدعموا الطلاب الجامعيين في المدينة فعلى الأقل لبوا حاجاتهم البسيطة، وموقف سيارات لبعد الظهيرة ليس بالشيء الكثير
صبيح ملحم مسؤول ومدير مشروع مواقف السيارات في الناصرة:
حتى الآن لم يتوجه لنا أحد بهذا الخصوص فنحن لا نسمع بهذه المشكلة إلاً عن طريق الإعلام
الموقف ليس تابعاً للجامعة المفتوحة فقط إنما لكل المدينة بما أنه تابع للبلدية لكني أؤكد أن أحداً لم يتوجه لنا بشكل رسمي
يمضي طلبة الجامعة المفتوحة فرع الناصرة نهارهم متنقلين في سباق مع الزمن بين قاعات المحاضرات وآلات اصدار بطاقات الوقوف في موقف السيارات التابع للبلدية، والتي يتسبب لهم التأخر عن تجديد بطاقاتها بمئات المخالفات شهرياً والتي تعادل آلاف الشواقل. ولا تمهل هذه الآلات الطلاب الذين يأتون من أنحاء البلاد، سوى ساعتين في الحد الأقصى، وهو ما يجعلهم يهرعون إليها خلال الاستراحات القصيرة بين المحاضرات من اجل تجديد بطاقات وقوف سياراتهم دون استغلال تلك الفترة للراحة فعلاً.
مديرة مركز الجامعة المفتوحة في الناصرة يسرا حجوج
إلا أن المحاولات المستميتة التي يبذلونها لتفادي المخالفات التي يحررها مراقبو الموقف التابعون للبلدية، لا يكتب لها النجاح دائما، الأمر الذي يكبد العديدين منهم مخالفات قد تصل قيمة بعضها إلى آلاف الشواقل اذا ما لم يدفعها في الوقت المحدد. تقول إحدى طالبات الجامعة التي اضطرتها ظروفها إلى العمل والدراسة في نفس الوقت "أشعر أنني أعمل فقط لتسديد تكاليف الموقف والمخالفات". وتؤكد الطالبة التي فضلت عدم ذكر اسمها، إنها تكبدت عدة مخالفات رغم محاولاتها الجاهدة لتجديد بطاقة وقوف سيارتها. وتقول "حاولت كثيرا تجنب المخالفات ولكن دون جدوى، فالاستراحة بين المحاضرات هي 15 دقيقة، وخلالها يكون أمامي التزامات كثيرة لأنجزها". وتضيف "فكرت أيضاً أن أركن سيارتي عند أحد أطراف شوارع الحي، لكن تبين لي أنه حتى السكان المجاورون لا يجدون مكاناً لركن سياراتهم". ولا توفر الجامعة مواقف سواء لسيارات الطلاب الذين يصل عددهم إلى نحو 600، وهي لا ترى أنها ملزمة بذلك، وهو ما يترك الطلاب وأيضاً المدرسين والموظفين تحت رحمة موظفي وآلات التوقيت في موقف البلدية.
بالمرصاد
ويشكو طلاب الجامعة كثيراً من مراقبي موقف البلدية الذين قالوا إنهم بالمرصاد ويحررون لهم المخالفات دون إمهالهم أحياناً حتى يقوموا بشراء بطاقة الوقوف من الآلات التي يصدف أحياناً أن تكون بعيدة عن مكان ركن سياراتهم أو ربما تكون معطلة. وتقول الطالبة ألاء محاجنة، وهي تأتي إلى الجامعة من أم الفحم التي تبعد أكثر من 30 كيلومترا "حدث معي قبل شهر أن أتيت بالسيارة إلى الجامعة، وعندما ركنتها في موقف البلدية اكتشفت أنني لا أحمل الفكة، فذهبت لبعض الزميلات لاقتراضها، وعندما عدت بعد 5 دقائق بالضبط، فوجئت بالمخالفة على سيارتي". وترى محاجنة أن "هذه المخالفات تُحرر للطلاب بغير حق، فنحن في نهاية الأمر طلاب تثقل كاهلنا مصاريف لا تُحصى ولا تعد". وتقول "مع غلاء المعيشة أصبحنا نتشارك حتى المواصلات لنخفف العبء، وأيضاً مع ظاهرة المخالفات التي لا تنتهي، والتي تتزايد يوماً عن يوم، أصبحنا بحاجة لمنح خاصة لنصمد أمام كل هذا". ومن جانبها، تقول الطالبة الجامعية بيان اغبارية، وهي أيضاً من أم الفحم "أنا واحدة من الطلاب الذين يعانون الأمرين من المخالفات، وأؤكد على ما قالته زميلتي (محاجنة) من أن هذه المخالفات تُحرر للطلاب بغير حق". وتقول اغبارية إن الوضع في فروع الجامعة في المدن الأخرى مختلف تماماً "حيث أننا نركن سياراتنا دون قلق أو ضغط، ونستغل الفسحة هناك للكثير من الأمور بخلاف ما يحدث معنا هنا ". وتتدخل طالبة أخرى متسائلة "أصلاً لماذا يفترض بي أن أدفع مقابل أن أركن سيارتي في موقف تابع للبلدية؟ أليس من المفروض أن يتم دعم الطلاب بدلاً من ملاحقتهم بالمخالفات؟". والى جانب الشكوى من سرعة تحرير المخالفات، فإن هناك شكوى أخرى تتعلق بإيقاع عقوبة المخالفة "ظلما" من قبل مراقبي موقف البلدية. ويروي الطالب عبد السلام موسى إحدى هذه الحكايات قائلاً "كنت وضعت بطاقة وقوف على تابلو السيارة من الداخل، وكانت تمنحني وقتاً للوقوف حتى الساعة 11:31، لكن المراقب حرر لي مخالفة عند الساعة 11:20". ويضيف عبد السلام:" توجهت إلى البلدية وقمت بتعبئة نموذج ليتم إعفائي من دفع المخالفة، وطبعاً ذلك بد سين وجيم، علماً بأنني قمت بتوثيق بطاقة الوقوف والمخالفة وأشرت إلى الوقت". ويعتقد عبد السلام أن تحرير المخالفات بهذه الطريقة لا يعتبر عملاً مهنياً واحتراماً للمواطنين إنما أسلوب "خاوة" يستعمله المراقبون لكسب النقود.
اعطال!
ويقدر المحاضر في الجامعة وسام أبو أحمد عدد المخالفات التي يتم إيقاعها بحق سيارات الطلبة والموظفين يوميا بعشر مخالفات على الأقل، وبعدد إجمالي قد يصل إلى 300 مخالفة شهرياً. ويرى أبو أحمد أن أحد أوجه المشكلة يكمن في آلات إخراج البطاقات التابع للبلدية والتي كثيراً ما تتعرض للأعطال "ودون أن تهتم البلدية بإصلاحها". وضرب مثالاً قائلاً "حصل مرة مع طالبة أن أرادت أن تخرج بطاقة ووجدت الآلة معطلةً، فجاء المراقب وضرب الآلة بحجر كبير فعادت للعمل!". وقال إن بعض الطلبة الذين واجهتهم هذه المشكلة كانوا يتركون ملاحظة مكتوبة على قصاصات صغيرة على سياراتهم لإبلاغ المراقب بأن سياراتهم بدون بطاقات وقوف لأن الآلة معطلة. وأضاف أنه رغم ذلك، كان هؤلاء الطلبة يفاجأون بتحرير المراقبين مخالفات بحق سياراتهم. ولا يقف الأمر عند تحرير المخالفات للطلاب، كما يقول أبو احمد، بل إن بعض الطلاب تعرضوا لملاحقات قانونية تضاعفت معها قيم المخالفات حتى بلغت آلاف الشواقل. ويردف أبو أحمد "وهكذا نرى كيف أن البلدية تجعل من التعليم الأكاديمي في الجامعة المفتوحة بفرعها في الناصرة أمراً شاقاً وصعباً". وينوه المحاضر في الجامعة إلى أن الوضع بالنسبة لفروع الجامعات في المدن الأخرى في البلاد مختلف تماما عما هو حاصل في الناصرة.وقال إنه يتم منح طلاب الجامعات هناك تراخيص لركن سياراتهم مجانا.
الجامعة تشكو
ومن جانبها، تشكو إدارة الجامعة من عدم تجاوب البلدية مع مشكلة الطلاب مع مواقف السيارات، وتؤكد في ذات الوقت أنها ليست ملزمة بأن توفر مواقف للطلبة والموظفين داخل حرمها الصغير نسبيا. وقالت مديرة مركز الجامعة المفتوحة في الناصرة يسرا حجوج إن "البلدية كانت ترد دائماً على شكاوى الجامعة بهذا الخصوص قائلة:" نحن لا نمنح الطلاب لا بناية ولا مواقف سيارات، ومثلكم مثل أي مؤسسة أخرى". وأضافت حجوج "في كل المدن والقرى توفر البلديات والمجالس المحلية منحاً للطلاب، ونحن لا نريد من البلدية أي منحة، لكن على الأقل أن يوفروا علينا بطاقة الوقوف أو على الأقل أن نستعمل الموقف بعد الظهر مجاناً ". وتقول حجوج:" أنا أعمل 8 ساعات يومياً، أي أنني أغير بطاقة الوقوف 4 مرات، علماً أنه ملقى على عاتقي مسؤوليات كثيرة كمديرة للمركز. لقد حاولنا أن نجد حلولاً للمشكلة، لكن لا حياة لمن تنادي". وحول إذا ما كانت إدارة الجامعة المفتوحة فرع الناصرة قد حاولت حل المشكلة عن طريق التوجه لإدارة الجامعة المركزية، قالت حجوج انه "لا يوجد أي قانون يُجبر الجامعة أن توفر موقفاً للطلاب، وبشكل عام لكل فرع ميزانية معينة، وبالنسبة لنا فإننا نرى أن توفير منح دراسية بهذه المنح أهم من توفير مواقف ". ووجهت حجوج نداء إلى بلدية الناصرة قائلة "إذا أردتم أن تدعموا الطلاب الجامعيين في المدينة، فعلى الأقل لبوا حاجاتهم البسيطة، وموقف سيارات لبعد الظهيرة ليس بالشيء الكثير". وعلى صعيدها، اعتبرت الإدارة المركزية للجامعة التي لها فرع في العديد من مدن البلاد، إن موضوع موقف السيارات لا صلة له بها، معتبرة انه يجب التوجه للبلدية في كل ما يخص هذا الأمر، كما جاء على لسان عمر مصاروة مدير الإعلام والعلاقات العامة في الجامعة. وقال مصاروة ان الجامعة "توجهت مراراً لأصحاب المبنى بطلب تطوير وتوسيع المبنى، وقد تم تلقت الجامعة في السنوات الأخيرة وعودا بالقيام بذلك وللأسف لم تتحقق هذه الوعود". وأضاف أن الجامعة في ضوء "بعض المشاكل الموجودة في مركز التعليم في الناصرة، تبحث إمكانيات مختلفة مثل تطوير في المبنى وفحص إمكانية الانتقال لمكان آخر".
استعداد للتعاون
بلدية الناصرة بدورها، أبدت استعدادها للتعاون من أجل حل المشكلة، لكنها في نفس الوقت نفت أن تكون تلقت أي شكوى رسمية بخصوصها، سواء من الجامعة أو الطلاب. وقال صبيح ملحم مسؤول ومدير مشروع مواقف السيارات في الناصرة انه "حتى الآن لم يتوجه لنا أحد بهذا الخصوص، فنحن لا نسمع بهذه المشكلة إلاً عن طريق الإعلام". وأكد انه "إذا توجه إلينا أي أحد فسوف نقوم بحل المشكلة وتقديم المساعدة". ولفت ملحم إلى "الموقف ليس تابعاً للجامعة المفتوحة فقط إنما لكل المدينة بما أنه تابع للبلدية، لكني أؤكد أن أحداً لم يتوجه لنا بشكل رسمي" بخصوص المشاكل التي يعاني منها الطلاب هناك. وتدير البلدية مشروع مواقف في أنحاء المدينة تحت اسم "البلد سالكة"، ويهدف إلى تنظيم السير ومنع الاختناقات المرورية في شوارعها. وكان مسؤول في البلدية أكد استعدادها لمنح الطلاب امتيازات في إطار اتفاق يتم التوصل اليه مع أي طرف سواء كانوا هم أم الجامعة. ولكن هذا المسؤول نفى أيضاً أن تكون وصلتهم شكوى سواء من الجامعة أو الطلاب بهذا الشأن، وقال في إشارة إلى إمكانية التوصل إلى حل والى استعداد البلدية للتعاون "فليتوجهوا إلينا وليعرضوا علينا مشكلتهم". وعلى ما يبدو، فقد القت البلدية الكرة في ملعب إدارة الجامعة التي يرى الطلاب الآن أن عليها التحرك وعرض المشكلة بشكل رسمي عل ذلك ينهي معاناتهم مع المواقف والسيارات وبما يجعلهم يتفرغون لدراستهم دون قلق أو منغصات.