د.ناصر سكران يكشف حقائق خطيرة: كل طفل رابع في البلاد يعاني من السمنة الزائدة

تقرير وتصوير: إبراهيم
نُشر: 01/01 11:53,  حُتلن: 18:57

كل طفل رابع في البلاد يعاني من السمنة الزائدة

الأطفال والشبيبة في البلاد يحتلون المرتبة الثالثة من حيث السمنة في العالم والأولى في استهلاك المشروبات المحلاة والثانية بمدة مشاهدة التلفزيون

د.ناصر سكران، اخصائي جراحة عامة، جراحة الناضور وجراحة السمنة الزائدة:

الحل الأمثل والعلاج الأكثر فعالية لعلاج السمنة المرضية هو العلاج الجراحي

للعوامل الوراثية لدى الإنسان تأثيرًا ملموسًا على ميله لتكديس الكيلوغرامات الزائدة

بعض البدناء يصابون بالإكتئاب نتيجة محاولاتهم الخاطئة لإنقاص الوزن ومن ثم استعادته من جديد

السمنة الزائدة هي عامل خطر للصحة ومصدر لتطور العديد من الأمراض المرافقة لكنها تزول في معظم الحالات بعد إنقاص الوزن

انتشار السمنة في العالم أوسع من انتشار سوء التغذية، وهناك أكثر من مليار شخص يعانون الوزن الزائد فيما هناك 800 مليون يعانون سوء التغذية

السمنة عبارة عن زيادة وزن الجسم عن حده الطبيعي نتيجة تراكم الدهون وهذا ناتج عن عدم التوازن بين الطاقة المتناولة من الطعام والطاقة المستهلكة في الجسم

 94% من الأشخاص الذين يعانون من السمنة الزائدة المرضية غير قادرين على الحد من وزنهم الزائد والحفاظ على الوزن الجديد لفترة طويلة بواسطة العلاجات التقليدية 

تعتبر ظاهرة السمنة الزائدة في مجتمعنا العربي خصوصا لدى الأطفال والشبيبة واحدة من الظواهر المقلقة جدا في السنوات الأخيرة حيث تشير المعطيات إلى أن الأطفال والشبيبة في البلاد يحتلون المرتبة الثالثة من حيث السمنة في العالم الأمر الذي يؤكد ان هذه المعطيات غير مطمئنة، وتشير إلى أن الأطفال والشبيبة في البلاد يحتلون المرتبة الأولى باستهلاك المشروبات المحلاة وفي المرتبة الثانية بمدة مشاهدة التلفزيون وهذان هما العاملان الرئيسيان للسمنة الزائدة ولهما تأثير كبير على المعطى المأساوي الذي يبين أن كل طفل رابع في البلاد يعاني من السمنة الزائدة.


د. ناصر سكران

 موقع العرب تحديث الى د. ناصر سكران الحاصل على شهادة الطب من جامعة كومينكسي في مدينة براتيسلافا بدولة سلوفاكيا في سنة 1989 والمتخصص في الجراحة العامة في مستشفى هلل-يافة، الخضيرة، حيث بدأ عمله في جراحة المرضى المصابين بمرض السمنة الزائدة وبجراحة المناظير بعد أن تتلمذ وتدرب على أيدي أشهر الأطباء في أوروبا (فرنسا وبلجيكيا وأمريكا).
ويقول د. ناصر سكران للعرب: "جراحة المناظير هي نوع من الجراحة المتطورة التي يتم فيها استخدام أجهزة خاصة ذات تقنيات عالية للوصول الى داخل جسم الانسان دون اللجوء الى استخدام المشرط لفتح جدار البطن كما في الجراحه التقليديه، وهي بالطبع عمليات جراحية بالكامل حيث يعتقد البعض أنها مجرد ثقوب بسيطة ولا تحتاج الى تخدير أو ما شابه ذلك ، ولكن الصحيح أنها عمليات جراحية عادية حيث أن المريض لا بد أن يخضع للتخدير الكامل قبل إجراء العملية ولكن الفرق ان العملية الجراحية تتم من خلال ثقوب صغيرة، يتمكن من خلالها الجراح إدخال الأدوات اللازمة لإجراء العملية الجراحية بالكامل بمساعدة شـاشة تلفـزيونية ويستطيع بعدها المريض الخروج من المستشفى خلال يوم أو يومين مع وجود ندبات صغيرة تختفي تدريجياً مع مرور الوقت.

ميزات عمليات جراحة المنظار
وحول ما يميز جراحة المنظار عن الجراحة التقليدية يقول د. ناصر للعرب: "من أهم ميزات عمليات جراحة المنظار هي شعور المريض بعد العملية الجراحية، حيث يكون شعوره بالألم أقل بكثير من العمليات التقليدية كما أن فترة النقاهة التي يقضيها المريض في المستشفى أو في المنزل تكون أقصر بكثير، ويكون بإمكانه العودة للعمل بعد فترة بسيطة من إجراء العملية الجراحية. إضافة الى ذلك فإن المضاعفات المحتملة تكون أقل عند إجراء العملية الجراحية بالمنظار حيث تقل نسبة الالتهابات في الجرح، وتقل نسبة الالتصاقات التي قد تؤدي الى انسداد الامعاء بالاضافة الى حدوث الفتق الجراحي.

الحمية والأدوية
أما بخصوص جراحات السمنة الزائدة يقول د. ناصر سكران للعرب: "الأبحاث تشير إلى أن الحلول الجراحية للسمنة المرضية هي السبيل الوحيد لتحقيق نحافة تبقى على المدى الطويل ويمنع ظهور أمراض جديدة تتعلق بالسمنة. حوالي 95% ممن يعانون من مرض السمنة لا يقدرون على تخفيف وزنهم والمحافظة عليه على المدى البعيد بواسطة العلاجات التقليدية مثل الحمية والأدوية.

د. ناصر سكران، اخصائي جراحة عامة، جراحة الناضور وجراحة السمنة الزائدة، Sakran Nasser M.D., Laparoscopic and Bariatric Surgeon. في هذا الحوار مع العرب:


العرب: ما هدف الجراحة؟
د. ناصر سكران: التدخل الجراحي لعلاج السمنة هو أحد الخيارات العلاجية الفعالة لعلاج السمنة وهو مجموعة جراحات تجرى على المعدة والهدف منها هو الحد من قدرة الإنسان على تناول الطعام والسعرات وبالتالي يفقد الوزن الزائد ولا يعود لزيادة الوزن بعدها. هناك أربعة أنواع للجراحات وهي تحويل المعدة، تدبيس المعدة، تصغير المعدة وربط المعدة. كل هذه الجراحات تجرى بالمنظار.

العرب: هل العلاج الجراحي هو الحل الأنسب؟
د. ناصر سكران:
جميع الأبحاث حول إنقاص الوزن أو الوقاية من البدانة تؤكد على أن الحل الأمثل والعلاج الأكثر فعالية لعلاج السمنة المرضية هو العلاج الجراحي. إن الجراحة اختيار واقعي مثل اختيار العقاقير للعلاج، وعليه فمن المستغرب أن يتخوف بعض الأطباء والمرضى من اختيارها على الرغم من كونها الحل الأمثل للكثير من الحالات.

العرب: ماذا نقصد عندما نتحدث عن السمنة الزائدة؟
د. ناصر سكران:
السمنة أو البدانة أو الزيادة المفرطة في الوزن أصبحت من أكثر الظواهر المرضية المنتشرة حاليا في جميع أنحاء العالم. وبحسب معطيات وزارة الصحة في إسرائيل فإن واحدا من حوالي 20 إسرائيلي يعاني من السمنة الزائدة المرضية. العالم شهد تحولا إذ أصبح عدد من يعانون السمنة أكثر ممن يواجهون المجاعة. انتشار السمنة في العالم أوسع من انتشار سوء التغذية، هناك أكثر من مليار شخص يعانون الوزن الزائد فيما هناك 800 مليون يعانون سوء التغذية. السمنة مع الأمراض المرتبطة بها أصبحت تنتقل أيضا من أوساط الأغنياء إلى الفقراء، ليس فقط بالمدن وإنما بالأرياف أيضا بكل أنحاء العالم.

العرب: كيف تعرف السمنة الزائدة؟
د. ناصر سكران:
السمنة عبارة عن زيادة وزن الجسم عن حده الطبيعي نتيجة تراكم الدهون فيه، وهذا التراكم ناتج عن عدم التوازن بين الطاقة المتناولة من الطعام والطاقة المستهلكة في الجسم.
تقاس السمنة اليوم بمقياس الكتلة وهو ناتج قسمة وزن الجسم بالكيلوغرام على مربع الطول بالمتر المربع (BMI=Body Mass Index). يعتبر الشخص الذي يزيد لديه ال BMI عن 25 أنه يعاني من السمنة الزائدة؛ وال BMI الذي يصل إلى 35 فما فوق كسمنة زائدة مرضية: بينما يعتبر الBMI الذي يصل إلى 50 وأكثر سمنة زائدة مرضية متطرفة.

العرب: ما هي الأسباب الرئيسية للسمنة الزائدة؟
د. ناصر سكران:
للسمنة أسباب كثيرة، منها عوامل وراثية، هورمونية، بيئية ونفسية. وتبيّن أن للعوامل الوراثية لدى الإنسان تأثيرًا ملموسًا على ميله لتكديس الكيلوغرامات الزائدة. وتؤثر الهورمونات المختلفة على ضبط آليات الجوع والشبع بأشكال مختلفة. وللبيئة تأثير على تطوير وتبني أنماط غذائية ونشاط جسدي. كذلك فإن لهذا المرض جوانب نفسية، مثلاً التعويض من خلال الأكل عن الأحاسيس السلبية مثل الملل، الغضب أو العصبية، كما وأن هنالك أمراض تتعلق بالغدد الصماء والغدد الأخرى التي تؤثر على الوزن وتسبب تطور مرض السمنة الزائدة. ان أسباب السمنة وان تعددت تبقى نتاجا للأكل الكثير وأغذية عالية السعرات الحرارية، مع قلة الحركة والنشاط.

العرب: ما هو واقع مجتمعنا العربي من السمنة الزائدة؟
د. ناصر سكران:
إذا ألقينا نظرة على الوسط العربي، مقارنة بالوسط اليهودي، نجد أن نسبة البدناء في الوسط العربي أعلى مما هي عليه في الوسط اليهودي، حيث يعاني 2.9% من الرجال العرب في سن 35 – 64 من BMI يتراوح ما بين 35 – 39.5، أما الوضع لدى النساء العربيات فهو أصعب، إذ تعاني 13.1% من النساء العربيات في سن 35 - 64 من BMI يتراوح ما بين 35 – 39.9، ومقابل ذلك تعاني 8.2% فقط من النساء اليهوديات من نفس الجيل من مرض السمنة الزائدة.

العرب: ما هي خطورة الحميات غير الصحية؟
د. ناصر سكران:
يلجأ بعض السمينين لحميات شديدة وغير صحية للتخلص من السمنة بشكل سريع وعاجل، فبعضهم يمتنع عن الطعام بشكل كامل وآخرون يعتمدون على أغذية معينة كالفاكهة مثلاً ولا يأكلون شيئاً آخر، بينما يعتمد فريق ثالث على البروتينات فقط فيما يسمى بالريجيم الكيميائي وغير ذلك من الحميات الشديدة، ولا يعرفون خطورة ما هم فاعلون على صحتهم الجسدية والنفسية. إن من أهم مخاطر هذه الحميات الخاطئة هو أن البدين لا يستطيع عادة الاستمرار بها ويتوقف عنها ليعود وزنه للزيادة من جديد ويعوض ما فقده من كيلوجرامات ليحدث ما يسمى بظاهرة اليويو. ومن المخاطر الأخرى تأثير هذه الحميات على الصحة العامة لما تحمله من سوء للتغذية وفقر للعناصر الغذائية المهمة كالأملاح والمعادن الضرورية لصحة الجسم، فيصاب الإنسان بأمراض مختلفة عند استمراره بهذه الحميات. ويصاب بعض البدناء بالاكتئاب نتيجة محاولاتهم الخاطئة لإنقاص الوزن ومن ثم استعادته من جديد. لكل هذه الأمور مجتمعة لا بد من الحذر عند محاولة إنقاص الوزن وأن يكون ذلك تحت إشراف طبي منتظم والبعد عن الحميات الخاطئة الضارة بالصحة.

العرب: هل يمكن الوقاية من هذا المرض؟
د. ناصر سكران:
الحلول المتوفرة اليوم للأشخاص الذين يعانون من السمنة الزائدة من خلال طرق الوقاية من السمنة والمحافظة على الوزن المناسب على اساس الاعتماد على عنصرين أساسين وهما الحركة والنشاط والتوازن الغذائي، كذلك تطبيق برنامج غذائي متوازن ومزاولة التمارين الرياضية مثل المشي أو السباحة، كما أن الاستقرار الفكري والاطمئنان النفسي كلها تفيد من الوقاية من السمنة. الحمية هي وسيلة محدودة للأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد المرضي. ووفقًا لمعطيات منظمة الصحة العالمية فإن 94% من الأشخاص الذين يعانون من السمنة الزائدة المرضية غير قادرين على الحد من وزنهم الزائد والحفاظ على الوزن الجديد لفترة طويلة بواسطة العلاجات التقليدية مثل الحمية والأدوية الحمية، والنشاط الجسدي. جميع الأبحاث حول إنقاص الوزن أو الوقاية من البدانة تؤكد على أن الحل الأمثل والعلاج الأكثر فعالية لعلاج السمنة المرضية هو العلاج الجراحي.

العرب: ما هي الآثار السلبية للسمنة الزائدة؟
د. ناصر سكران:
من الناحية النفسية، من الممكن ان تسبب السمنة الزائدة المرضية الاكتئاب، الامتناع عن العلاقات الاجتماعية، العلاقات الزوجية والعلاقات الحميمة. إذ لا يتسامح المجتمع مع البدناء وبما أنه لا يتعامل ولا يرى هذه المشكلة كمرض، فالتعامل معهم يكون قاسيا جدًا. ويعاني الأشخاص الذين يشكون من السمنة من الآراء المسبقة، فالمجتمع يعرفهم على سبيل المثال: كأشخاص من دون دافع، ذوو شخصية ضعيفة، يفتقدون السيطرة الذاتية، قبيحين وكسالى.

العرب: وماذا عن الأمراض المرتبطة بالسمنة الزائدة؟
د. ناصر سكران:
في غالبية الأحيان الأشخاص ذوو الوزن الزائد لا ينسبون مشاكلهم الصحية إلى السمنة، ولكن أثبت أن السمنة الزائدة هي عامل خطر للصحة ومصدر لتطور العديد من الأمراض المرافقة، مثل: السرطان على أنواعه، السكري، ضغط الدم المرتفع، قصور عمل القلب، قصور عمل الكليتين، قصور في مسالك المرارة، الكولسترول الزائد، التهاب المفاصل، مشاكل في العظام، العقم، توقف التنفس خلال النوم وغير ذلك. كما وتبيّن أيضًا في الأبحاث أن معظم مشاكل الأشخاص الذين يعانون من السمنة الزائدة المرضية تزول في معظم الحالات بعد إنقاص الوزن.

العرب: كلمة اخيرة عبر موقع العرب!
د. ناصر سكران:
رغم الإيمان بأن الأرواح بيد الله، فان ذلك لا يعني أن نرمي أنفسنا إلى الهلاك. إن مريض القلب ومريض السكري يعالجون بشكل فوري لتجنب المضاعفات الصحية المميتة أما السمين الذي حياته في خطر فيشك الكثيرون في هذه الحقيقة العلمية. احتمال شخص يعاني من مرض السمنة ولم يعالج بالحل الجراحي أن يموت بنسبة أعلى ب 89% من المريض السمين الذي خضع للعملية الجراحية. الحل الجراحي هو علاج آمن، نسبة الوفاة من العلاج الجراحي للسمنة تعادل نسبة الوفاة من عملية استئصال المرارة الأكثر انتشارا وهي اقل من 0.5%.

موقع العرب يدعو كافة الأطباء والصيادلة والممرضين وأصحاب الخبرة الواسعة في مجال الطب، الى إرسال مجموعة من المقالات التي تتعلق بالأمور الطبية على مختلفها لنشرها أمام جمهور الزوار الكرام لما فيه من توعية ضرورية للزوار.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الشخص المعني أو الطبيب، والبلدة وصور بجودة عالية على العنوان:
alarab@alarab.co.il

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة