أعضاء اللجنة يتبرعون بالخيام ويزرعون الزيتون في العراقيب

الوفد ضم العشرات من قرى الجليل والكرمل

قام وفد من أعضاء وأصدقاء لجنة المبادرة العربية نهار الجمعة بزيارة تضامن لقرية العراقيب التي هدمت أكثر من 21 مرة في الثمانية اشهر الأخيرة، وتكون الوفد من 27 شخصا من أعضاء وأصدقاء اللجنة منهم الأمين العام للحزب الشيوعي الكاتب محمد نفاع وسكرتير الجبهة القطرية المحامي ايمن عودة والمحامي جمال عبدة عضو مجلس البقيعة المحلي وآخرون من قرى الجليل والكرمل.

 التحديات الجسيمة
وعند وصول الوفد قرية العراقيب عقد اجتماع تضامني شارك به الوفد وسكان القرية والقرى المجاورة، افتتح الاجتماع وأداره سامر سويد سكرتير لجنة المبادرة العربية الدرزية، الذي قام بتعريف أعضاء الوفد ثم أعرب عن تضامن ووقوف اللجنة وكوادرها وأصدقائها إلى جانب أهالي العراقيب الصامدين على أرضهم، وأضاف سامر سويد أن تجربة ومعاناة الأهل في العراقيب تمس ضمير كل إنسان شريف وحر بغض النظر عن الانتماءات المذهبية والعقائدية والقومية، ولذا فهذه الزيارة واجب إنساني ووطني.
ثم رحب الشيخ أ ضمير بو عزير صياح الطوري بالوفد باسم أهالي العراقيب والمنطقة، وأكد أن هذه الزيارة تثبت فشل سياسة فرق تسد السلطوية التي حاولوا من خلالها تفريق أبناء الشعب الواحد، وهي رسالة معنوية لأهالي العراقيب المتمسكون بأرضهم رغم التحديات الجسيمة، تقول أن كل أبناء شعبنا يقفون إلى جانب أهالي العراقيب وانه لا فرق بين نقب وجليل فالقضية واحدة والصراع على الأرض والهوية واحد.وقام الشيخ ابو عزيز صياح الطوري بشرح عن تطورات الأحداث في العراقيب وعن استهدافها المستمر يوميا منذ أكثر من ثمانية اشهر، بالرغم من أن مقبرة القرية تشهد بوجود القرية قبل وجود الدولة بكثير.

تجربة العرب الدروز
ثم تحدث الكاتب محمد نفاع، سكرتير عام الحزب الشيوعي، الذي أكد أن رسالة شهر آذار ما زالت نفسها منذ يوم الأرض، وأن الجماهير العربية لن تتنازل عن أرضها وستصمد أمام كل عدوان، وان أهل العراقيب هم الدليل والمثال الواضح لجرائم السلطة من جهة ولصمود الأهل الأسطوري من الجهة الأخرى، حيث استطاعت السلطة التعدي على البيوت والحجر والشجر ولكنها فشلت في اقتلاع أصحاب الأرض عن أرضهم.
وكانت الكلمة لجهاد سعد، سكرتير اللجنة السابق الذي شرح عن دور اللجنة في دعم رافضي الخدمة الإجبارية، وعن أهداف اللجنة التي تضع قضايا الأرض في صلب اهتمامها، وان تجربة العراقيب أصبحت رمزا لهذه القضايا. أما ايمن عودة سكرتير الجبهة القطرية فأكد أن لجنة المبادرة هي الجواب لكل من يثير الشك من السلطة وعملائها في الانتماء الوطني العريق لأهلنا العرب الدروز. وشرح عودة عن قضية العراقيب معبرا أنها أصعب بكثير من نظام الابرتهييد في جنوب افريقيا، وتعامل الدولة مع أهلنا في العراقيب أسوء بعدة درجات من تعامل النظام مع السود في جنوب أفريقيا عهد الفصل العنصري.
ثم تحدث الشيخ أبو علي يوسف سويد، وقال" أننا نستمد منكم القوة من اجل الصمود أمام سياسة الدولة التي تشد الخناق على أصحاب الأراضي في كل مكان كونهم عرب، وهي بهذا لا تهتم سواء خدم أم لم يخدم أصحاب الأرض في صفوف الجيش، وتجربة العرب الدروز هي الدليل على ذلك، وهي رسالة واضحة وصريحة لكل من يتطوع في الجيش أو في الخدمة المدنية بان هذا التطوع لن يسعف لأحد، لان مشكلة الدولة مع كل من هو عربي". وأضاف سهيل قبلان "جئنا من الجرمق الأشم لنقول لكم إنها تستطيع الدولة أن لا تعترف بكم، لكن هذه الأرض تعرفكم انتم وتعترف بكم، وليس بالقادمين الجدد إلى هذه الديار".

تبرع لأهالي العراقيب
ثم ألقى الأسير الأمني المحرر صالح قويقس قصيدة معبرة عن التمسك بأرض الوطن، وحيا الشاعر نايف سليم صمود الأهالي وعبر عن وحدة الحال والقضية المشتركة، وقال المحامي جمال عبدة عضو المجلس المحلي في البقيعة أن ما تفعله السلطة في العراقيب هو الوجه البشع لما تقوم به في كل المناطق، والحديث عن نفس السياسة بأوجه مختلفة أقبحها في العراقيب، ولذا فصمود العراقيب هو الضمان لصمود بقية المناطق أمام سياسات المصادرات والترحيل والتهويد.
وتحدث حسين العبرة من رهط وعزيز الطوري من العراقيب مرحبين بالوفد ومؤكدين على أهمية التضامن لشحذ الهمم ورفع المعنويات. وقبل مغادرة الوفد قدموا 10 خيام تبرع لأهالي العراقيب وقاموا بزرع 5 أغصان زيتون على تراب القرية لما تبعثه هذه الشجرة المباركة من تشبث وصمود.
من الجدير ذكره انه عمل على تنظيم الوفد أعضاء السكرتارية غالب سيف وفواز ابو الزلف وراشد مهنا وفريد خطار ود.عبداله أبو معروف .