اللجنة تقرر مواصلة البحث في القضية وطلبت عرض المخطط النهائي عليها قبل اقراره كليا

اللجنة تبحث بطلب من النائب بركة مخطط ماعتس الذي يهدد مداخل قرى مجد الكروم والبعنة ودير الاسد ونحف

النائب بركة: مخطط شركة ماعتس يشكل تهديدا لمستقبل القرى الأربع من حيث المواصلات وآفاق تطورها

الجلسة بمشاركة النواب سويد واغبارية وزحالقة والطيبي ورؤساء مجالس مجد الكروم والبعنة ونحف

بحثت لجنة الداخلية البرلمانية اليوم الثلاثاء، بطلب من النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، مخطط دائرة "ماعتس" الحكومية" لشارع رقم 85، الذي يمر من قرى الشاغور، مجد الكروم ودير الأسد والبعنة ونحف، وهو المخطط الذي يلغي مداخل القرى ويجعل لها مدخل واحد، يحد من تطورها وحركة المواصلات فيها، وأعربت اللجنة عن تفهمها لمطالب الأهالي وطلبت من ماعتس إشراك الأهالي في إعداد المخطط.



وكان النائب بركة، ونواب آخرون، قد تقدموا بطلب لبحث قضية الشارع بشكل عاجل في لجنة الداخلية ثم عادو النائب بركة وقدم الاقتراح للمرة الثانية، إلا أن رئاسة الكنيست ولأسباب غير مبررة رفضت الطلب، وأصر النائب بركة على الموضوع وقدم اقتراحه للمرّة الثالثة، وأجرى اتصالا مباشرا مع رئيس الكنيست رؤوفين رفلين ورئيس لجنة الداخلية البرلمانية دافيد أزولاي، وأطلعهما على خطورة الأمر وعلى واجب الكنيست بأن تبحث وتقول كلمتها، وبالفعل صادقت رئاسة الكنيست على طلب النائب بركة.
وجرت الجلسة بحضور النواب د. حنا سويد ود. عفو اغبارية (الجبهة) ود. جمال زحالقة (التجمع) ود. الطيبي (الموحدة- التغيير) ورؤساء مجد الكروم محمد مناع، والبعنة عباس تيتي ودير الأسد نصر صنع الله، ومندوبين عن مجلس نحف الواقع تحت سلطة لجنة معينة، وأعضاء مجالس محلية وناشطين سياسيين في هذه القرى، من الجبهة الديمقراطية والتجمع.

بركة: غبن متواصل
وفي عرضه للقضية، قال النائب بركة، إن هذه ليست المرّة الأولى التي تواجه فيها قرى الشاغور مشكلة الطرقات التي تمر من أراضيهم، فحتى هذا الشارع رقم 85، لم يجر وفق المخطط الذ ي وعدت به القرى، واليوم يواجه الأهالي المخطط بشكل آخر، ولكن المخاطر على مستقبل هذه القرى وشكل حركة المواصلات فيها.
وتابع بركة متسائلا عن المنطق الذي يجعل شرطة ماعتس ودوائر التخطيط فيها تغلق مداخل حيوية لهذه القرى الأربع وتختصرها بمدخل واحد، وبشكل خاص لقرية مجد الكروم، التي ستكون أسيرة لمدخل واحد، وفي حال إغلاقه لسبب ما أو لمأساة تقع فيه، ستكون القرية كلها مغلقة، وهذا عدا عن أن المخطط يفصل أحياء كليا عن القرية.
ودعا بركة إلى رفض كل مخطط من شانه أن يدمر حياة الناس، وآفاق تطور هذه القرى، وهذا مبدأ يجب ان يسري على قرى الشاغور كما يسري على بلدات أخرى وفي مناطق أخرى.

ازدحامات واختناقات مرورية
وكان اول المتحدثين، راجح بدران، عضو ممثل للجمهور في دوائر تطوير في المنطقة، فقال إن مخطط ماعتس يعني تجميع حركة السير في القرى الأربعة عند مفترق طرق واحد، وهذا ما سيؤدي إلى اختناقات مرورية كبيرة، كما ان هذا يعرّ الأهالي للخطر، ففي حال جرى اغلاق المفرق نتيجة لحادث طرق أو مأساة ما، فإن المداخل سيقطع حركة السير كليا عن القرى الاربع.
كما أكد بدران على أن هذا المخطط له انعكاسات سلبية على آفاق تطوير القرى الاربعة، وعلى مشاريع ومصالح اقتصادية مفتوحة اصلا عند مفارق قائمة واغلاقها سيعني تدمير هذه المصالح التي تعتمد على حركة السير التي تمر امامها.
وادعت ممثلة دائرة ماعتس، أن المخطط ما زال قيد التخطيط ولم يتبلور كليا، وأنه ستكون جلسة يوم الخميس من هذا الأسبوع مع رؤساء السلطات المحلية الأربعة في المنطقة لسماع وجهة نظرهم في المخطط، إلا أن ممثلة ماعتس ذاتها، رفضت التعهد بأن يتم قبول كل ما يطلبه ممثلو القرى الأربعة.
وانضمت إلى ممثلة ماعتس ممثلة وزارة المواصلات، في حين قال ممثل وزارة الداخلية إن المخطط لم يصل بعد إلى دوائر التخطيط في الوزارة.

رؤساء المجالس يعرضون القضية بحدتها
وقال رئيس مجلس مجد الكروم محمد مناع، إننا لا نعترض على هذا المخطط التطويري، بل على تفاصيله، ونحن قلقون لكون التجربة مع ماعتس لا تبشر خيرا، وشرح ما حصل في سنوات التسعين الأولى، حينما قدمت ماعتس وعودات لدى تطوير شارع 85، ولم تف بها، في حين أن قرية مجد الكروم قدمت الأرض ودفعت تعويضات للأهالي ولم تحصل على ما وعدت بها.
وحذر مناع من التفكير باقامة جسر للقرية، مذكرا ما جرى للقرية في حرب لبنان الأخيرة في العام 2006، وسأل: ما الذي سيجري للقرية في حال تم قصف الجسر، فهذا يعني اغلاق مداخل القرية كليا.
وقال مناع، في وزارة المواصلات يتحدثون عن ثلاثة مداخل للقرى الأربعة، ولمدينة كرميئيل وحدها ثلاثة مداخل، علما ان طول امتدادا كرميئيل على الشارع 2,5 كيلومتر، مقابل 6,5 كيلومتر للقرى الأربعة.
وقال رئيس مجلس دير الاسد نصر صنع الله، إننا لم نأت هنا من فراغ، فحتى وإن ادعت ماعتس أن المخطط لم يتبلور كليا، إلا أن النوايا باتت واضحة، وقال، في حال تطبقت هذه المخططات فإن الامر لن يمر بسلام من ناحيتنا، لأن هذا حق الأهالي في القرى الأربعة.
وقال رئيس مجلس البعنة عباس تيتي، إننا نرفض أن نكون جسر الزرقاء الثانية، وعلى ماعتس ان تتجاوب مع مطالبنا.
ولفت سكرتير مجلس نحف جمال فطوم، إلى تضارب مصالح، بين كون الشركة التي تخطط شارع 85، هي نفس الشرطة الخاصة التي تقدم مشاريع تطويريها لمدينة كرميئيل.

سويد يحذر من الضريبة الكلامية
وحذر النائب د. حنا سويد، رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية البرلمانية، من أن تكون دائرة ماعتس تقدم هنا مجرد ضريبة كلامية، بمعنى أنها تعلن استعدادها لسماع ممثلي القرى الأربع، ولكنها لن تتجاوب مع مطالبهم.
وشدد سويد على ضرورة ان يأخذ المخطط بالحسبان ليس فقط المواصلات للقرى الأربع، وإنما أيضا الجوانب الاقتصادية والتطويرية، وقال إن قرية مجد الكروم على وجه الخصوص ما تزال تعاني من نقض ماعتس لوعودها في سنوات التسعين الاولى، فقد تكبد المجلس المحلي ديونا وخسائر كبيرة، ولم يتم تنفيذ المشروع المخطط، ودعا اللجنة الى مواصلة متابعة القضية.

الطيبي: هل تخاف الدولة من مصلحة القرى
وفي كلمته شكر النائب د. أحمد الطيبين رئيس كتلة الموحدة العربية للتغيير، النائب بركة على مبادرته، وقال إن السؤال الذي يطرح نفسه، هل حركة المواطنين العرب تهم دائرة ماعتس لدى طرحها للمخطط، والسؤال الآخر، (مستخفا) ما هي مصالح الأهالي في القرى الأربع التي تشكل تهديد للدولة، وتمنع اخذها بالحسبان.
وقال الطيبي، إن هذا المخطط يلغي مداخل تاريخية للقرى الاربع، ولا يجوز اقرار مخطط لا يضمن حركة مواصلات سليمة لهذه القرى.

زحالقة: السلطات تفرض مخططات لا يمكن زحزحتها
وقال النائب د. جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع الوطني الديمقراطي، إن الدوائر المختصة هنا، تقول إنه لا توجد مخططات نهائية ولكن المؤشرات باتت واضحة، لقد علمت التجربة أن المواطنين العرب يتفاجأون بالجرافات في وسط المشاريع المخططة، والتي من غير الممكن زحزحتها، وهي مخططات بنيوية تأتي على حساب المواطنين العرب ولا تأخذ مصالحهم وضمان ممارسة حياتهم بشكل سليم.
وتابع زحالقة قائلا، في العالم المتطور، يجري اشراك الأهالي في المخططات التي تكون على مقربة من بلداتهم، وهذا لا يجري هنا، ولنقل على الأقل هذا لا يسري على المواطنين العرب، والسؤال الذي يطرح نفسه، ما هي الأسباب التي تجعل هذه المخططات سرية.

اغبارية: احتياجات الناس عنصر اساسي في المخططات
وقال النائب د. عفو اغبارية، كتلة الجبهة، إن صرخة الأهالي المستمرة في الفترة الأخيرة لم تأت من فراغ، حتى وإن ادعت ماعتس ان المخططات ليست نهائية، وحذر اغبارية من خطورة تقليص عدد مداخل القرى على الشارع المركزي 85، وقال هذا يشكل خطرا على حياة الناس، ليس فقط في الحياة اليومية العادية، بل أيضا في ساعات الكوارث والأضرار الاجتماعية.
وقال اغبارية، إن هذه القضية تطرح علامات سؤال خطيرة بشان العقلية التي تدير هذه المخططات، وتنكل بالعرب.

قرارات اللجنة
هذا وتلا النائب دافيد أزولاي رئيس اللجنة التلخيص والقرار: أولا: توجه لجنة الداخلية البرلمانية شكرها للنائب بركة على طرحه هذه القضية الهامة على جدول أعمال اللجنة، ثانيا: تطلب اللجنة من دائرة ماعتس ودوائر التخطيط الاستماع لمطالب ممثلي القرى الاربع والتجاوب معها بقدر الإمكان، ثالثا: تتابع اللجنة القضية وتطلب عرض المخطط عليها قبل اقراره نهائيا.
وهذا وقال النائب بركة في ختام الجلسة، إن جلسة لجنة الداخلية كانت ايجابية بقدر ما، ولكن هذا يستدعي الاستمرار باليقظة ومتبعة المخطط، مؤكدا على مواصلة الوقوف إلى جانب الأهالي في معركتهم إلى أن يحصلوا على حقوقهم.