- القاضي الدكتور أحمد ناطور:

* كيف تسمح المحاكم لنفسها أن تجلس على جثث الموتى المسلمين؟

* المسلمون يرون في هذا التمادي في تدنيس مقدساتهم والاستهتار بمشاعرهم إعلان معاداة لهم ولدينهم

*  كيف يتوقعون أن يتوجه المسلمون إلى المحاكم الإسرائيلية نشوداً إلى العدل و الإنصاف بعد أن يعلن هذا الجهاز العداء لهم ولمقدساتهم ؟أيكون القاضي خصماً وحكماً في آن واحد ؟

حذر القاضي الدكتور أحمد الناطور رئيس محكمة الاستئناف الشرعية رئيسة محكمة العدل العليا القاضية دوريت بينش من مغبة إقامة مجمع المحاكم الإسرائيلية على أرض مقبرة مأمن الله في قلب القدس الشريف . وقال سماحته هنالك مثل عربي يقول " إذا كان القاضي غريمك فلمن تشتكي همك " وتساءل كيف تسمح المحاكم لنفسها أن تجلس على جثث الموتى المسلمين ،وتجثم على عظامهم وعلى ترابهم ؟ إنها لقمّة الاستهتار أن يدوس من يدعي إقامة العدل على صدور موتاك ويقول أنا عنوانك لإعطائك مظلمتك ، وتساءل سماحته : غريب كيف لا يرى القائمون على جهاز القضاء الذي ينبغي أن يكون الجهة المحايدة المأمول منها إنصـــاف الناس في حقوقــهم وإعادة حقوق المظلــومين من الظالمين ،هو هو الذي يسمح لنفسه أن يدنس المقدسات ويدمر مقابر المسلمين ، و قال : كيف يتوقعون أن يتوجه المسلمون إلى المحاكم الإسرائيلية نشوداً إلى العدل و الإنصاف بعد أن يعلن هذا الجهاز العداء لهم ولمقدساتهم ؟أيكون القاضي خصماً وحكماً في آن واحد ؟


القاضي الدكتور أحمد ناطور

الكشف عن هياكل عظمية
هذا، وكان قد كـُشف النقاب عن حفريات استكشافية قامت بها سلطة الآثار الإسرائيلية سيئة الصيت في ساحة المدرسة التجريبية التي كانت قد أقيمت في سنوات الستين على جهة من أرض مقبرة مأمن الله، قد كشفت عن هياكل عظمية كاملة مدفونة تحت الساحة .ويذكر أن هذه المدرسة ومدرسة أخرى بجوارها وفندق وسوبرماركت قد أقيمت في منتصف سنوات الستين على أرض المقبرة بعد أن ادعت البلدية وأيدها الشيخ طاهر حماد بأن عظام الموتى قد درست وأصبحت المقبرة مندرسة .

المؤسسة  تبطل وتحرم فتاوى القاضي ناطور
وقد فند القاضي الناطور هذه الفتوى من أساسها وألغيت مع جملة من الفتاوى المشابهة بموجب المرسوم القضائي رقم (1) الذي أصدره القاضي ناطور سنة 1994 ، إلا أن المؤسسة الإسرائيلية ومعها مجموعة من المستشرقين اليهود لا زالوا يفضلون فتوى الشيخ حماد على فتاوى القاضي ناطور التي تبطلها وتحرمّها .
هذا وقد رفضت المحكمة العليا في دعوى مؤسسة الأقصى للتراث ضد متحف روزنطال منع القائمين على إقامة المتحف على أرض مأمن الله ، بل أباحت لهم ذلك .

المقابر مقدسة الى أن تقوم الساعة
هذا ، وطالب الدكتور ناطور رئيسة المحكمة العليا بإلغاء خطة وزارة المالية لإقامة مجمع المحاكم على أرض المقبرة ، محذراً أن المسلمين يرون في هذا التمادي في تدنيس مقدساتهم والاستهتار بمشاعرهم إعلان معاداة لهم ولدينهم .
من جهة أخرى ، فقد عُلم أن القاضي ناطور سيتوجه أيضاً الى بلدية القدس يطالبها بإخلاء المدرسة القائمة على القبور والساحة المذكورة التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من المقبرة المقدسة مبيناً أن الحكم الشرعي بشأن المقابر هي أنها مقدسة الى أن تقوم الساعة ، وأن حرمة المقابر لا تزول ولا تزال مهما مرت عليها السنون ، حتى لو بليت عظام الموتى وصارت تراباً ، لأن الميت مودعٌ بين يدي الله الى يوم الدين .