تقرير اسرائيلي يعدد الاخفاقات

* معدو التقرير من الاستخبارات العسكرية: جيش صغير مثل حزب الله خرج يتعادل مع جيش دولة منظم ليحقق أفضل نتيجة لمعارك الدول العربية كلها مع اسرائيل.
* عادت وسائل الاعلام الى الحديث عن الخلافات التي تشهدها الأجهزة العسكرية والأمنية والسياسية حول قرار المجلس الوزاري المصغر بتصعيد العمليات البرية.
افادت مصادر اسرائيلية الجمعة انه في إطار التحقيق الذي أجراه الجيش الإسرائيلي دلت النتائج على أن قصف المبنى في قرية قانا جاء بناءا على فرضية قوات الجيش بأنه لم يكن هناك أحد من المدنيين في المبنى، وأن الجيش الإسرائيلي كان يعتقد أن المبنى قد تم استخدامه من قبل مقاتلي حزب الله. وبحسب نتائج تحقيق الجيش مع نفسه، والتي عرضت على رئيس هيئة أركان الجيش ووزير الأمن، جاء أنه لو كانت هناك معلومات لدى الجيش بوجود مدنيين في المكان، ما كان سيقوم بقصف المبنى.
في سياق ذي صلة وعلى الرغم من المحاولات الاسرائيلية بإظهار نجاح الجيش في عملياته العسكرية في لبنان في اليومين الماضيين، إلا أن النتائج التي تمخضت عن معركة عيتا الشعب تعيد الى الساحة الاسرائيلية مرة أخرى النقاش حول الأسباب التي أدت الى الخسائر في صفوف الجيش من قتلى ومصابين. وعادت وسائل الاعلام الى الحديث عن الخلافات التي تشهدها الأجهزة العسكرية والأمنية والسياسية حول قرار المجلس الوزاري المصغر بتصعيد العمليات البرية، فيما باتت الصورة حول قدرات حزب الله واضحة للجميع، وبأن الجيش حتى اليوم لم يتمكن من إحراز أي مكسب عسكري. فقد قال المراسل العسكري للقناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي روني دانئييل، استنادا الى مصادر رفيعة المستوى في جيش الاحتلال ان حزب الله قادر على ضرب شمال اسرائيل بالصواريخ لمدة ستة اشهر متتالية وربما اكثر، مشيرا الى ان الحزب يستطيع خلال هذه الفترة اطلاق اكثر من عشرين صاروخ كاتيوشا على شمال اسرائيل.
وفي موقع “ديبكا” التابع للاستخبارات الاسرائيلية استعرضوا، للمرة الأولى منذ بدء العدوان على لبنان الإخفاقات السياسية والعسكرية لهذا العدوان، وأدت الى نتائج معركتي بنت جبيل وعيتا الشعب. وانتقدوا الحكومة الاسرائيلية والجيش. وفي المقابل رأوا أن حزب الله تدرب جيدا على عملياته منذ حملة السور الواقي التي نفذها الاحتلال في الضفة الغربية في 2002.
وذكر الموقع أن الحقيقة التي يجب أن تقال إن 22 يوما مرت على الحرب، والجيش غير قادر على كسر حزب الله، وهذا الوضع لن يتغير في اليوم 23 ولا 25 من الحرب. ويجيب عن السؤال عن أسباب هذا الوضع وأسباب فشل الاستخبارات الاسرائيلية كما يلي: لا تملك القيادة السياسية في اسرائيل برئاسة ايهود أولمرت ووزير الامن عمير بيرتس التجربة العسكرية، ولا القدرة على إدارة حرب. لا يملك رئيس أركان الجيش دان حالوتس التجربة العسكرية لإدارة معركة برية، بعد تجربته في سلاح الجو (كان قائدا لسلاح الجو)، وكان يتوجب عليه تغيير القياديين في الوحدات البرية، غير الملائمين لمثل هذه العمليات الواسعة. واضاف الموقع انه خلال السنوات الخمس الأخيرة لحكومة ارييل شارون، كان الأخير حريصا على تعيين قيادة الجيش من المقربين له ومن سياسته، بمن فيهم رئيس أركان الجيش ورئيس المخابرات العامة والموساد. وقد عينوا جميعا، استنادا لمواقفهم السياسية القريبة منه وليس لخبرتهم. ويرون أن هذه كانت ظاهرة هي الأولى من نوعها في تاريخ اسرائيل، حيث كرس الجميع جهودهم، بما يتناسب والخط السياسي بدل الاهتمام بتطوير أساليب جديدة للحرب.
ومضى الموقع قائلا انه على الرغم من السنوات الست التي خاضها الجيش في حربه مع التنظيمات الفلسطينية، لم يتمكن الجيش من تطوير أساليبه العسكرية الواسعة، واقتصر نشاطه على تطوير عمله العسكري في مواجهات معينة ومحددة، ولم يأخذ في الحسبان ضرورة تطوير أساليبه العسكرية، لمواجهة تنظيم كبير ومنظم مثل حزب الله، حيث تحولت المواجهات معه الى حرب شاملة.
بالاضافة الى ذلك اهتم الجيش الاسرائيلي بتجربة الأمريكيين في العراق، والتي لا تصلح لعملياته، وعلى الرغم من أنه يدرك ذلك، فلم يتعلم الدرس ويتجه الى التدرب على عمليات تناسب مواجهة تنظيمات “ارهابية” مثل حزب الله.
وخلص الى القول: في المقابل، كان حزب الله من خلال الحرس الثوري الايراني وأجهزته الاستخباراتية يدرسون جيدا المعارك التي خاضها الجيش الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية والأساليب التي اتبعها، وأخذوا من عملية مخيم جنين في حملة السور الواقي في العام 2002 مثلا ناجحا لذلك، وتعلموا منه كل العبر الضرورية التي مكنتهم من الاطلاع بشكل كبير على أساليب الجيش، ما ساعدهم على مواجهته فيما بعد، في عمليات ضارية، مثل بنت جبيل وعيتا الشعب. وأمام هذا لم يغير الجيش الاسرائيلي من أساليب عملياته العسكرية أو يطورها.
ويزعم معدو التقرير، أن حزب الله اطلع على كل التفاصيل من خلال مقاتلين من طرفه انخرطوا في صفوف المقاومة الفلسطينية. وفي تحليلهم للنتائج قال معدو التقرير: إن جيشا صغيرا مثل حزب الله الذي لا يتعدى الخمسة آلاف مقاتل خرج بتعادل مع جيش دولة منظم، ليحقق أفضل نتيجة لمعارك الدول العربية كلها مع اسرائيل.