* أفعال الجيش الإسرائيلي منذ سنة 1948 حافلة في الأفعال الإجرامية والبشعة بحق شعبنا الفلسطيني
* التوراة اليهودية لا تخلو من أحداث القتل, مثل العداء بأسباب الحسد بين ألأخوين قابيل وهابيل, وقد قام قابيل بقتل أخيه هابيل
لقد تعودنا على تصرفات الجيش الإسرائيلي " الأخلاقي ". ومع الأسف الشديد أصبح لا يفاجئنا, عندما نسمع عن أفعاله الإجرامية. أفعال الجيش الإسرائيلي منذ سنة 1948 حافلة في الأفعال الإجرامية والبشعة بحق شعبنا الفلسطيني. هذا ما أكده الكثير من الفلسطينيين الذين عاشوا وحتى جربوا هذه الأفعال على جلدهم. وهذا ما سطره المؤرخون في كتبهم التاريخية. وحتى لا يتهمنا الصهاينة أننا نبتذل الاتهامات والدعاية " اللاسامية " . نستشهد في كاتبيهم ومؤرخيهم. مثل المؤرخ أيلان بابه الذي كتب مؤخرا كتاب " التطهير العرقي في فلسطين " وشرح وفصل طرق الإجرام البشعة التي استخدمت ضد الشعب الفلسطيني. وكذلك الكاتبان الصحفيان جدعون ليفي وأميره هيس الذين يزودونا التقارير الأسبوعية عبر جريدة "هآرتس " عن أفعال الحكومات الإسرائيلية وجيشها, والنتيجة من معاناة شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة.
التوراة اليهودية لا تخلو من أحداث القتل, مثل العداء بأسباب الحسد بين ألأخوين قابيل وهابيل, وقد قام قابيل بقتل أخيه هابيل. وكتاب التلمود في التوراة يعطي تعاليمه لليهود : " הבא להורגך השכם להורגו " أي من يأتي لقتلك عليك أن تسبقه وتقتله. ولكن التحليل لنية القتل تبقى لدى المتعلم لهذه التعليمات. وما العجب أن قتل الفلسطينيين بأيدي جنود الاحتلال أو المستوطنين الصهاينة كان دائما وكأنه "دفاعا عن النفس " بسبب نية الفلسطينيين قتل هؤلاء اليهود. ولهذا السبب, إذا قدمت لوائح اتهام ضد اليهود القتلة, كانت النتيجة أن حكمت المحكمة عليهم لمدة قصيرة جدا أو التبرئة أي أحكام مثيرة للسخرية رغم أن القانون يعاقب القاتل بالسجن المؤبد!
وبين الفينة والأخرى يطل علينا رجل دين يهودي أي " حاخام " بتفوهات عنصرية ضد أبناء شعبنا. مثل الحاخام عوفاديه يوسف الذي لم يقصر تجاه أبناء شعبنا في الوصف العنصري. فقد وصفنا " بالأفاعي " أو "بالحيوانات" وغيرها. وهذه التفوهات لم تصادف النبذ ولا حتى الاعتراض لا من مؤسسات حكومية ولا من أعضاء كنيست يهود. وليس مرة سمعنا عن فتاوى عنصرية خرجت من مؤسسات " حاخاميه " يهودية ضد أبناء الشعب الفلسطيني, حتى أصبح هذا التصرف نوع من النهج العادي في المجتمع اليهودي, دون أن نسمع أية معارضه. وهذا على العكس إذا ما كانت تصرفات كهذه ضد أبناء الشعب اليهودي, حينها تقوم الدنيا ولا تقعد, وتبدأ الطبول تضرب على أسطوانة "اللاسامية" والعنصرية ضدهم !
ولكن أخيرا أصدرت أم الفتاوى الحاخامية " الفتوى التي تبيح قتل كل من هو غير يهودي يشكل خطرا على اسرائيل حتى لو كان طفلا او رضيعا ". هذه الفتوى من كتاب باسم " توراة الملك " للحاخامين يتسحاق شبيرا ويوسي اليتسور. والذي يوزع في هذه الأيام عن طريق رجال الدين بين اليهود. الكتاب يلقى ترويجا بين الأطر اليمينية . ولكنه يلقى نبذا يساريا خجولا.
هذا وقد امتنع الكثير من الحاخامات اليمينيين عن نبذ الفتوى أو فحوى الكتاب أو معارضة ما كتبه الحاخامين في الكتاب. بل على العكس راح أحد الحاخامات ودون أن يذكر أسمه بالاستغراب عن الانفعال الناتج من إصدار وتوزيع الكتاب وما كتب فيه, ليقول انه عندما ألتحق إلى الجيش تلقى الأوامر: " أطلق الرصاصة الأولى في الهواء, وأطلق الرصاصة الثانية على الأرجل, وأطلق الرصاصة الثالثة بين الأضلع ( أي القلب) ". ووصف هذه الأوامر بقتل العربي وليس غير ذلك. ويقول أن كل جندي يعرف هذه الأوامر, والفتوى ليست جديدة.
نعم , ليس جديدا تحت الشمس. ها هم يعترفون أن أوامر القتل في الجيش لا تختلف عن فتاوى رجال الدين (الحاخامات). هذه الاعترافات كانت بالنسبة لي ولأبناء شعبنا ليست جديدة. قبل سنين عديدة أعترف لي صديق يهودي بأنه من المستحيل أن يعم السلام في المنطقة, ما دامت المدارس الإسرائيلية تعلم الطلاب بأن كل عربي هو عدو لهم, وفي الجيش العدو الوحيد لهم هو العربي, إما أن تقتله أو يقتلك! رغم أننا نعرف الواقع عن طريق تصرفات الحكومات الإسرائيلية وجيشها على أرض الواقع وهو لم يكن مغايرا عن هذه التصريحات. ولكنهم لم يعترفوا أبدا أن أوامرهم كانت كذلك. بل على العكس أقنعوا الإعلام والعالم الغربي بأن العرب والفلسطينيين, هم الذين يريدون قتلهم, والإسرائيليين هم الضحية فقط, وكل ما يفعلوه هو ليس غير "الدفاع عن النفس" !
أليوم نقف أمام واقع وتصريحات واضحة, "قتل كل من يشكل خطرا على إسرائيل" والمقصود هو كل عربي بما فيهم الطفل والرضيع . الاستنتاج الواضح هو تحريض على كل فلسطيني بالقتل. والقانون يعاقب كل محرض بالقتل على الآخر أو على شعب. في كل نظام ديموقراطي ومتنور, يقوم المستشار القضائي للحكومة بتقديم لائحة اتهام ضد مؤلفي الكتاب ومن يروج له على فحواه المحرض. ولكن بين الحكومة ومؤسساتها وبين النظام المتنور الديموقراطي هوة شاسعة تبعد سنين ضوئية, لذلك حتى إذا كانت النداءات تعلو لتصل المستشار القضائي, لا نرى علامات بأنه سوف يقدم لائحة اتهام على التحريض بالقتل ضد مؤلفي الكتاب. كما أسرع بتقديم لائحة اتهام ضد عضو الكنيست محمد بركه بادعاء الاعتداء على جندي وإعاقة عمله, رغم أن الجندي قام بالاعتداء على عضو الكنيست لأنه قام بواجبه الوطني بالتظاهر ضد الجدار العنصري الفاصل وأداء واجبه اتجاه ناخبيه.