في سياق محاضرته التي قدمها في جامعة حيفا حول مشروع الدستور الإسرائيلي، الذي تنكب على بلورته لجنة القانون في الكنيست، أطرى النائب ميخائيل إيتان (ليكود) على دستور مركز عدالة وقال أنه يساهم في دمج المواطنين العرب في النقاش الجاري حول الدستور المقترح.
وقال إيتان أن قتل السائق العربي من القدس في تل أبيب تقف خلفه أجواء ومشاعر الكراهية للعرب في البلاد التي تشهد أزمة بالعلاقات بين الشعبين داعيا إلى تلطيفها وتحويل الشحنات السلبية لطاقة تدفع نحو الحوار.



ودعا إيتان رئيس لجنة الدستور البرلمانية لتعميم الحوار الأكاديمي ونقله للشارع الذي يصرخ ب" الروح بالدم" والموت للعرب "الجمهور لافتا إلى أن دور القيادة أن تقود وترشد الجمهور الواسع لا التوّدد له والاستحواذ على تأييده.
عزمي بشارة
وقال إيتان أن النائب عزمي بشارة الذي شارك كنائب عربي وحيد من بين 17 نائبا في لجنة الدستور قد ساهم في إثراء النقاش الجاري حوله وأضاف" أوضت لبشارة أنني لا أنتظر منه موافقة على تعريف إسرائيل كدولة يهودية-ديموقراطية واستجاب للتحدي. أذكر أنني شاركته في ندوة في حيفا حول الدستور وشهدت كيف تعرض بشارة لنقد واسع من قبل الجمهور الذي قال له ظلما أنه وقع في فخ نصبه ميخائيل إيتان لكنه شرح لهم أهمية المشاركة وطرح التصّور المضاد".

ونوه إيتان إلى أن الدستور يتطلع لتعريف حدود المشاكل الأساسية التي تواجه إسرائي وتحديد قواعد اللعبة لا حلها بما في ذلك قضية العلاقات العربية اليهودية التي يحاذر الكثيرون من المس بها ومعاجتها وهذا خطأ وأضاف " المصالحة كلمة كبيرة وأرجو أن نبدأ بالحوار نحو التفاهم المتبادل ورغم الصراخ بيننا فأننا لا نتبادل الرصاص كما في غزة والعراق ولدينا ماهو مشترك.



وأشار إيتان إلى أن الدولة قطعت شوطا معينا في ردم الهوة بين المواطنين اليهود والعرب ولفت إلى أنها قامت بتعيين وزير عربي كما تعلمون وأضاف" لماذا لا ننظر إلى ربع الكأس الملأنة والقول لدينا ما هو مشترك وموحد ويمنح فرصا وهناك بعض الانجازات الرمزية بين مزدوجين ترينا الاتجاه المطلوب. لدينا وزير عربي في الحكومة. ربما تبتسمون وتقولون أن الوزير مجادلة هو ورقة تين ".



وتدخل د. خالد أبو عصبة عند ذلك مقاطعا:" أنت الذي تقول أن مجادلة ورقة تين لا نحن.." وعقب إيتان مرتبكا:" صحيح أنا الذي قلت.. فورقة التين أفضل من العري الكامل.. عندما أكل الإنسان من ثمار المعرفة سارع لتغطية عورته بورقة تين.. ولدينا قاضي في محكمة العدل العليا.. ومع ذلك لا أقول كل شيىء على ما يرام إنما أزعم أننا في وضع يمكن تطويره قدما دون تبادل الرصاص وبمسؤولية.."

سموحة: لا حل للصراع العربي -الإسرائيلي
وكان عميد كلية علم الاجتماع بروفسور سامي سموحة قد قال خلال المؤتمر ذاته،" الفلسطينيون واليهود في إسرائيل  على عتبة مصالحة أم مصالحة" أن الصراع العربي الإسرائيلي كغيره من الصراعات في العالم غير قابل للحل وفي أحسن الأحوال يمكن تقليصها والتوصل لتسوية معينة لها تحاشيا لانفجار دموي.
واعتبر سموحة أن الجمهور الإسرائيلي سيرد بقسوة على النصوص والوثائق الرؤيوية الصادرة عن العرب هذا العام وتوقع أن تتم بلورة دستورمتشدد لصد التطلعات القومية للعرب في إسرائيل.



اللاجئين، الأشد وطأة
وقال أن المشكلة الأخطر من بين مركبات القضية الفلسطينية تتعلق باللاجئين الفلسطينيين. إسرائيل لن تكون مستعدة لاستقبال عائدين ولو بأعداد رمزية رغم كل ما ورد في مبادرة جنيف وكامب ديفيد عام 2000 بالعكس: إسرائيل تسعى للتخفيف من عدد المواطنين العرب في البلاد على يد تقسيم القدس ونقل المثلث للدولة الفلسطينية".
وقال سموحة أن الوثائق الرؤيوية تعبير عن نضوج وتعظيم للأقلية وتنظيمه وتعبير عن تبلور تيار مركزي فكري داخلها لافتا إلى أن أغلبية المجتمع العربي تدعم هذا التيار. وهذا يعني إقامة دولتين مع محاولة المواطنين العرب تحويل إسرائيل لدولة ثنائية القومية وهذا لن يقبل.



وكان المؤتمر الذي رعته جامعة حيفا وجمعية ابن خلدون وجمعية سيكوي ومركز عدالة والمركز العربي اليهودي  قد تخللته محاضرات قدمها خبراء يهود وعرب حول نوع الحكم في إسرائيل ومطلب التغيير: التصور المستقبلي والدستور الديموقراطي، العلاقات بين المجموعتين القوميتين"، سياسات الحكومة وسلطات تطبيق القانون تجاه المواطنين العرب، ودور الإعلام الإسرائيلي في تغطية وبناء مكانة المجتمع العربي المحلي. وفيما تشابهت عملية تشخيص الأزمة تباينت وجهات النظر بطبيعة الحل بين المحاضرين حول الحلول المقترحة لها، ولخص المؤتمر د. خالد أبو عصبة.