ترهلات فلسطينية-ياسمين فاعور جبارين


نُشر: 01/01 11:51

وطن مترهل
كم بدا يصبح هذا الوجه الفلسطيني على غير مرونته  الذي اعتدنا على التلذذ بشكله الوطني المتقن بطلاقة كنا نجتهد نقاوم لكي يكون بهذا الشكل الوطني المحبب ما له بدا مترهل ومنكمش منقمسن ومجزء  بكل حواسه الوطنية وقيمه ومبادئه التي تعودنا ان نرددها على شاشات التلفاز مما تعطينا شيء من الامل الميؤس منه! ، ما له اليوم لم يعد يعطي أي وجه على الاطلاق وعندما يبدو انه ظاهرا ومتفاعلا مع القضية الفلسطينية  يمثل انه موجودا على هيئة شكل منشغل بحقيبته السوداء وبخطواته السريعة وبحذائه الاسود اللامع وببقايا من وجهه الاخر ،ونحن نلتقط له بعض الصور انظروا انه على عجلة من امره يتحدث بضع مصطلحات سياسية بتوتر مثلج، لا شؤون ولا علاقة له بالقضية الشبه فلسطينة! لان القضية بحد ذاتها اصبحت باستنجاد البسطاء وسيئي الحظ والتعساء من هذا الشعب الشاغر بسجائره وارتشاف القهوة المرة وابتلاع التمر انهم منشغلون في بيوت العزاء منشغلون بالموت ، وعجوز متقلص على نفسه بشحمه ولحمه يتمتم بضع كلمات يا ايها الموتى فيقوا ما عاد لموتنا مكان صوته المبهم يستنجد بابي عمار وابي جهاد والقضاة المناضلين بكل وطنيتهم لا يمكن ان يمثلها أي شخص مفتون بحب الوطن اليوم!! ، لم يئبه اليه احد المكان يعج بالصحفيون والمصورون وبالغرباء عن هذه المدينة، الهمس يتحول فجاءة الى صمت وسكون تستقبل فيها رجل بكل معنوياته الرخيصة على ما يبدو انه  يثيره الغضب بانحاء جسده المسطول بمشهد الموت صاح باعلى صوته  اخرجوا هذا العجوز الافطس اطردوه  انه عجوز صعلوق فاقد الذاكرة .

انعدام الشخصية المعدومة!

نظرا لتتطورات السياسية المبهمة والغير ملفتة للنظر مصحوبة باحداث اشبه بمسلسل مدبلج مملل يدور على نفس الحدث بستين دقيقة من كل يوم وبسبع حلقات على مدار الاسبوع ويقبى الحدث يعجن ويدلك به حتى نتقترب من اخر حلقة خلال سنة بكاملها  نتابع ننجذب كثيرا  نتحمس اكثر حتى ان تاتي ساعة الحسم فيه يتم اخيرا  القيض على المتهم تتراكض الاحداث وملف الجريم مغلق حتى يبدو لنا سماع طلقات رصاص وملامح ممثلين تتبدل وجوههم  لتكشف الحقائق انها النهاية الان واخيرا في لذة الانسجام يباغتنا اعلان لتبيض الاسنان في زمن الابتسامات الصفراء وتستفزنا اعلانات معطر الغسيل والالبسة الناعمة في زمن الوغز والجروح العميقة نستلذ بمشهد وجبة دسمة في عصر المجاعة والانهيارات الاقتصادية نستتفه  مشهد امراة تترنح بشعرها الطويل معلنة ان جودة الشامبو الاصيل في وقت الزيف وانعدام الاصالة  تنتهي الاعلانات نستعيد عوطفنا نشحن خلايا العصبية انها الحلقة الاخيرة باقي دقيتين على انتهاء الحلقة الان..الان .. مشهد مؤثر لم نتوقعه ! مقتل ابطال المسلسل المتعلقين بهم والمهوسيين بهم قتلوا جمعيا لم يبقى منهم حيا سوا الممثلين البسطاء التافيهن الذين كان يستفزنا وجودهم في السيناريو ، هم في الاخير يبقون احياء ويموت الابطال ويطلق صراح المجرم، يكتب لك على الشاشة \"النهاية\" مع دقات سمفونية حزينة وخلفية سوداء ،وفي الجانب الايسر من الشاشة يكتب لك ترقبوا في مسلسل جديد من بداية الاسبوع القادم ، وهكذا اعزائي المشهدون نتمنى لكم اسعد الاوقات الممتعة والى اللقاء .تشاهدون \" بعد الان\" برنامج نجوم الغناء .. ونسمتر على هذا الحال معدومين الشخصية في دعم الاجيال  الى انعدام صقل الشخصية اعتمادا على المجرى السياسي المهتم بشؤونه الشخصية فقط.! فاين نحن من هذا؟!

من هي الشخصية التي تمثل القضية الفلسطينية اليوم ؟
ملفت للنظر، لكنه لا يلدغ بلسانه وحديثه الذي ياتيه شحن عاطفي وسياسي واجتماعي من جميع الاصعدة، وليس من اجله يتجمهرون في الساحات والقاعات والنوادي مبهورين لما يقول انه ليس حسن نصرالله ! وليس له بشرة سمراء لا اصله عربي ولا يمكث في اميركا وليس اسمه اوباما لا شعره ابيض يملئه الشيب ولا يتعلثم بالحديث البطيء ولا ينادوه عباس انه ليس اقرع ولا ينادوه قريع ، لا يملك عينان زرقاء ولا زوجته ملكة رانية ليس هو طويل ولا يلدغ  بحرف \" السين\" وليس اسم اباه حافظ الاسد اذا كنت قد توصلت لحل اللغز وبحاجة لدعم اكثر لمعرفته شخصية الاسبوع فهو لا يتحدث اللغة العبرية ولا يقال عنه انه نتانياهو ! ولا ترى صوره  في جميع الشوارع بابتسامة عريضة مكتوب عليها براك ولا يلبس ملابس رسمية ولا تتداول عليه الاشاعات انه عالج حفيده في المستشفى الاسرائيلي ..لا .. ليس اسمه مبارك ، ولا يحب الصقور ولا ركوب الخيل ولا يحمل السيوف ويرطل على بطنه المنتفخ لا هو من بني سعود ولا بني بني خليج !! هل ما زلت لا تعرف الشخصية التي تمثل القضية الفسطينية اليوم؟! ما دمت مصمما ستجد انه لم يعد هنا احدا يقوى على الحديث بطلاقة ،لم نعد نفهم او ندرك او نستوعب احدا حولنا  انهم منهكون بحل احجية دولة بدولتين،وامراة مع زعيمين، وشيخ مع صبيتين، ورئيس مع حزبين، ومواطن مع حركتين،ودولة لشعبين، وعملة لقارتين، ووظيفة جزئية لعاملين!!..وعميل لوطنين..والان هل عرفت من هي الشخصية التي تمثل القضية الفلسطينية اليوم؟!

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.71
USD
3.86
EUR
4.65
GBP
357339.14
BTC
0.51
CNY