مسيرة العودة التقليدية لقرية مسكة

* إصدار كراس يوثق جوانب هامة من حياة القرية المنكوبة
* إحياء لذكرى النكبة الأربعاء بمسيرة العودة الى قرية مسكة
أعلنت لجنة مهجّري قرية مسكة، عن برنامجها السنوي إحياء لذكرى النكبة، وبموجبه ستقام اليوم الأربعاء القريب مسيرة العودة إلى أرض القرية في الحادية عشرة قبل الظهر ومن هناك سينطلق المتظاهرون إلى المسيرة السنوية في قرية الكفرين.
وسيتم اللقاء الساعة العاشرة بجانب فرع البريد في الطيرة وفي العاشرة والنصف عند سبيل الماء على الشارع الموصل بين الطيرة وكفار سابا ومن هناك ستنطلق المسيرة مشيا إلى أرض القرية.
كما سيتم هذا العام توزيع كراس يصدر للمرة الأولى لتوثيق جوانب هامة من حياة القرية ونكبتها، والذي تم اصداره بالتعاون ما بين لجنة المهجرين وجمعة "ذاكرات- زوخروت."
* مسكة في سطور:
تقع قرية مسكة المهجرة في السهل الساحلي لأرض فلسطين التاريخية، وهنالك قصص مختلفة حول نشأتها وتسميتها، ويقال بأن القرية دعيت بهذا الاسم نسبة إلى قبيلة (مسكة) من مضاعة القحطانية التي نزلت هذا المكان في صدر الاسلام، إلا أن علاقة هذه القبيلة بالقرية غير مثبتة، واستنادا الى الجغرافي العربي ياقوت الحموي (توفي سنة 1229) كانت مسكة مشهورة بفاكهتها ولاسيما تفاح الحسن اليازوري، الذي توفي في سنة 1058 وقد مر القائد الفرنسي كليبر وجنوده بالقرية وهم في طريقهم إلى عكا في أثناء الحملة النابليونية سنة 1799.
وكانت قرية مسكة تقع على بعد 15 كيلومترا جنوب غربي مدينة طولكرم، لذا فقد أعدت دوما من قضائها، وتحدها شمالا مدينة الطيرة، وقرية كفر سابا المهجرة جنوبا وقرية الحرم (سيدنا علي) المهجرة من الغرب، وترتفع عن سطح البحر بحوالي 50 مترا.
بلغت مساحة أرض القرية 8076 دونما اضافة الى 5882 دونما، هي ما عرف بـ"غابة مسكة"، وأما عدد سكانها فقد بلغ في العام 1922 حوالي 440 نسمة بينما ارتفع في العام 45 الى 880 نسمة، وفي العام 48 الى 1021 نسمة.
وشردت القرية في 18.4.1948، عقب تهديد سكانها بتفيذ مجزرة مشابهة لمجزرة دير ياسين وشن حرب نفسية رهيبة ضدهم، وخرج آخر شيخين منها في 20.4.48، وقد تشتت أبناء القرية في كافة أصقاع الأرض، وأما هي فقد سلمت إلى إسرائيل، ضمن اتفاقية رودس الموقعة في العام 1950، ومنذ ذلك الحين انقطعت علاقة أبنائها الفعلية بها، إلا من ظلوا في مدينة الطيرة المجاورة، والتي ظلت صامدة وضمت هي أيضا إلى إسرائيل في اتفاقية رودس إياها.
جريمة السلطات الإسرائيلية لم تنته في العام 1948، ففي العام 1951، وبعد عامين على "الإستقلال" قامت جرافات "واحة الدمقراطية الإسرائيلية" ودون أي مبرر مباشر، بتجريف القرية عن بكرة أبيها وتسوية منازلها وقبورها على حد سواء، علما أن عدد منازل القرية في حينها وصل إلى 197 منزلا، ولم يبق من آثار القرية، إلا المسجد والبئر وأما المدرسة، فقد هدمت صيف 2006، بمحاولة سلطوية لمنع أبناء القرية من التردد عليها وإحياء ذكراها وذكرى نكبتها.
وبعد النكبة وهدم القرية فقد أستغلت معظم أرضها لزراعة الحمضيات، لصالح شركة "مهادرين" الإسرائيلية، كما توسعت على أرضها مستوطنتا سدي فاربورغ ومشميرت، بينما تظل بعيدة عن متناول أبنائها المهجرين والذين بلغ عددهم وعدد ذريتهم في الإحصائية الأخيرة عام 1998، نحو 6269 نسمة.