القدس تودع المحامي زهدي داود الحشوة

ودعت مدينة القدس عصر اليوم السبت شخصية عربية فلسطينية مقدسية بارزة إلا وهو المحامي الوطني المعروف زهدي داود الحشوة (أبو ماهر) الذي أنتقل الى رحمته تعالى يوم أمس الأول الخميس عن عمر يناهز 96 عاما.
المرحوم من مواليد بئر السبع عام 1912 حيث نُكبت عائلته وطُردت من بير السبع كباقي الشعب الفلسطيني عام النكبة 1948. وقد تعلم في مدارس بئر السبع وفي مدرسة الفرندز في رام الله. عام 48 أنتقل الى أريحا ومن ثم الى القدس التي سكنها وأستقر فيها حتى وفاته. درس المحاماه على زمن الأنتداب البريطاني وكان يعتبر من أقدم المحامين قبل وفاته. فتح مكتب للمحاماه في أريحا واخر في القدس وكان محاميا لبطريركية الروم الأرثوذكس أكثر من 40 عاما ومحاميا لبلدية اريحا ولعدد من المؤسسات الوطنية الأخرى.
عام 67 حيث أحتلت القدس وباقي الأراضي الفلسطينية رفض المحامي زهدي الحشوة التعامل مع المحاكم الأسرائيلية ورفض التعاطي مع القوانين والقضاء الأسرائيلي. معتبرا أن وجود أسرائيل في القدس هو غير قانوني وغير شرعي. وبالرغم من الضغوطات والأغراءات التي تعرض لها بقي متمسكا بموقفه ولم يتعامل مع المؤسسة الأسرائيلية حتى وفاته.
تميز بأنتمائه العربي الفلسطيني وأفتخاره بأرثوذكسيته وكان نموذجا للأستقامة والأخلاق الرفيعة أذ كان ينظر أليه الجميع بعين الأحترام لانه كان أنسانا مبدئيا.
الصلاة على جثمانه تمت في كنيسة جبل صهيون للروم الأرثوذكس عصر اليوم وقد ترأس الجناز سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بمشاركة كهنة الرعية الأب عيسى والأب فرح وبحضور أبناء الفقيد وأقربائه وزملائه المحامين وممثلي الهيئات والمؤسسات العربية المقدسية وحشد من أصدقاءه ومعارفه من أبناء القدس وخارجها.
سيادة المطران ألقى كلمة تأبينية مؤثرة نقل خلالها تعازي غبطة البطريرك ومشيدا بخصال المرحوم حيث قال: لقد كان أنسانا وطنيا مبدئيا متحليا بالأستقامة وغير قابل تحت أي ضغوطات أو أغراءات أن يتنازل عن مبادئه. وكان نموذجا للوطنية والأستقامة والأصالة أحب مدينة القدس التي نزح أليها عام 48 أثر النكبة وأحب أسوارها وعشق تاريخها وكان يتغنى بأزقتها وكنائسها ومساجدها. كان مقدسيا حتى الصميم خدم شعبه وخدم المؤسسات الوطنية في القدس مدافعا عن مدينته التي تعرضت ومازالت تتعرض لمذبحة تاريخية.
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته فهو أبن لكنيسة القيامة وأن شاء الله هو سائر نحو القيامة لأن القيامة هي قيامة للأنسانية بأسرها.
تفتقدك كنيستك ورعيتك ، يفتقدك شعبك ومدينتك والله نسأل أن يكون موضعك مع القديسين والصديقين وأن تكون مسيرتك نحوالسماء وصولا الى الملكوت الأبدي.
تعازينا للأسرة الكريمة والمعارف والأصدقاء ، تعازينا للقدس ومؤسساتها التي تفتقد اليوم شخصية وطنية أصيلة.
وبعد الصلاة نقل الجثمان الى مدافن جبل صهيون المجاورة حيث ووري الثرى في مدافن العائلة.