* الحفريات بالموقع لم تتوقف عن تزويد الباحثين بالمفاجآت الأثرية..
* يحتوي الكنز على 230 عملة نقدية من الذهب تم العثور عليه خلال التنقيبات الأثرية..
يعتبر هذا الكنز من أكبر وأهم الكنوز التي عثر عليها في مدينة القدس (لاسيما الأهم من بينهم من تلك الفترة) الذي اكتشف في عيد الأنوار حيث يعود تاريخها منذ 1300 عام. يحتوي الكنز على 230 عملة نقدية من الذهب تم العثور عليه خلال التنقيبات الأثرية التي تجريها سلطة الآثار في منطقة موقف السيارات "جفعاتي" المتواجد في "مدينة داهود" في الحديقة الوطنية الملاصقة لأسوار مدينة القدس. هذه الحفريات بإدارة سلطة الآثار وبمشاركة السلطة للحدائق الوطنية تموّلها جمعيّة "ألعاد".
منذ أن بدأت الحفريات بالموقع قبل عامين لم تتوقف عن تزويد الباحثين بالمفاجآت الأثرية التي تزيد معلوماتنا أثرى من يوم لآخر حول تاريخ المدينة المقدسة. في هذه الأيام يتم الكشف عن آثار مبنى كبير جدا والذي يعود تاريخه الى القرن السابع ميلادي (نهاية الفترة البيزنطية وبداية الفترة الأموية). بين أنقاض المبنى تم العثور على كنز من العملات يحتوي على 264 عملة نقدية جميعها مصنوعة من الذهب.
ووفقا لأقوال الدكتور دورون بن عامي ويانا تشحانوفيتش مدراء سلطة الآثار الذين يشرفون على الحفريات في الموقع من قبل سلطة الآثار. "بما أنه لم يعثر على أي جرّة من الفخار بالقرب من الكنز، فمن المحتمل انه كان مخبأ بأحد التجويفات أو بمشكاة داخل الحائط. كما يبدو فأنه بعد انهيار المبنى، تراكمت العملات على بعضها بين أنقاض المبنى". ويعتقد مديرو الحفريات بأن "هذا هو أحد الكنوز الأكبر عددا من حيث الكمية والأكثر أهمية من بين الكنوز التي عثر عليها حتى الآن في القدس، ولا سيما أنه الأهم من بينها والتي يعود تاريخها الى تلك الفترة. ومن باب المقارنة يجدر بنا أن نذكر، بأن الكنز الوحيد من الذهب الذي عثر عليه حتى اليوم في القدس ويعود للفترة البيزنطية، فقد شمل خمسة عملات نقدية فقط لا غير. جميع العملات تحمل صورة القيصر "هيراكليوس" _610-614 ميلادي). خلال ايام حكم هذا القيصر تم صك العديد من النقود الا أن العملات التي عثر عليها في مدينة داهود في القدس، تعود الى نوع واحد من العملات المعروفة جدا، والتي تحمل صورة القيصر في جهة واحدة واشارة الصليب في الجهة الأخرى. هذه العملات النقدية تم صكّها خلال الأيام الأولى من حكم هذا القيصر (بين السنوات 610-613 ميلادي) أي سنة واحدة قبل أحتلال القدس بيد الفرس (عام 614 ميلادي)".
خلال الحفريات الأثرية عند العثور على العملة النقدية الأولى بانت الفرحة والإبتهاج على وجوه العاملين بالحفريات. فكم بالحري يصعب وصف ردود الفعل عندما بدأت تظهر العشرات من العملات النقدية. هذه الكمية من العملات كانت بمكانها منذ أكثر من 1300 عام حتى كشفت مجددا لأعين البشر بيد باحثي الآثار المنبهرين من المفاجأة.
وعلى الرغم من أن اذهب يعتبر أحد المكتشفات النادرة بالحفريات الأثرية, فأنه بالموقع ذاته عثر قبل أيام على قطعة حلى كانت مصنوعة من الذهب ومزخرفة بالحجار الكريمة, والتي تثير الدهشة بسبب الشكل الذي حفظت به حتى أيامنا.
ما هو المبنى الذي كانت مخبأة به تلك العملات النقدية؟ من كان صاحبه ومالكه؟ ماذا كانت الأسباب التي أدت الى دماره؟ وهل خراب المبنى يعود الى تاريخ العملات النقدية هذه؟.
الا تزال الحفريات الأثرية في هذا المبنى في مراحلها الأولى, ويتأمل باحثوا الآثار بأن يتمكنوا خلال الفترة القريبة من جمع المعلومات التي سوف تساعدهم على الوصول الى الأجوبة المنشودة.