الحفاظ على الامن والسلم الأهلي في المجتمع يساوي الدنيا وما فيها

مجتمعنا العربي الذي تكثر فيه المشاجرات والصراعات والعنف لأتفه الاسباب يفتقد وينقصه احيانا كثيرة الأمن والسلم الأهلي الذي يعتبران من أبرز التحديات التي تواجه المجتمعات هذه الايام . فالصراعات العائلية في قرانا والتنافر بينها يهدد السلم الاهلي الذي لا يهتم به الكثير من الناس بالرغم من أهميته القصوى لكل مواطن .
الامن والسلم الاهلي هما اكسجين الحياة , ومن دونها لا طعم ولا معنى للحياة , وهما من أعظم النعم للإنسان ,ولا يعرف أهميتهما وقيمتهما إلا اللذين فقدهما كما هو الان في دول الجوار التي تدور على أرضها الحروب والصراعات , والسلم الاهلي هو حماية أمن الإنسان وروحه وعرضه وأملاكه من الاذى وحمايته من التهديدات التي تعرض حياته وحريته ولقمة عيشه واقتصاده للخطر , وله تأثير على التطور النفسي لأولادنا ولأجيالنا .الأمن والسلم الاهلي مسؤولية اجتماعية ينبعان من مسؤولية الفرد تجاه نفسه وأسرته والمحيطين به ومجتمعه ، ومن ثم تلعب الثقافة والوعي والأخلاق والقيم دوراً مركزيا في الحفاظ على الأمن والسلم الاهلي أو النيل منهما ، إذ يشمل الاكتفاء المعيشي والاقتصادي والاستقرار الحياتي للمواطن بحيث يشعر بأن له ركائز ثابتة في مجتمعه تحفظ له وجوده وكيانه وتعلقه بأرضه ووطنه , فالاستقرار والاطمئنان في حياة الفرد عامل ضروري لحفظ عقله وتوازنه الاجتماعي والثقافي والعقائدي , وهو الخطوة لكل تنمية والأساس لكل استقرار ، توفير الامن للإنسان هو مطلب أساسي لكل مواطن في المجتمع دون استثناء ، فكل فرد أو مواطن سيكون مطمئنا وسعيداً عندما يشعر بالأمن الشخصي والاقتصادي له ولعائلته , ومن هنا لا بد لكل فرد في مجتمعنا أن يدرك أهمية السلم الاهلي والجانب الأمني ، ويعطيه كل الاهمية والعناية القصوى ؛ وينبذ العنف ويحل مشاكله بالتروي والحكمة بعيدا عن التعصب العائلي والطائفي ويحافظ على النسيج الاجتماعي , لان امن المجتمع من أمنه , ولأن السلم الأهلي هو المنطلق الأساسي لكل تقدم اجتماعي .
وأخيرا وليس آخرا , الأوضاع في منطقتنا غير مستقرة ،وتصاحبها توترات ، وكذلك الأوضاع الاجتماعية في مجتمعنا تحتم على الجميع الاهتمام وبصورة اساسية على مفهوم وأبعاد الامن والسلم الاهلي في مجتمعنا العربي في البلاد ، وعلى الجميع تبني الاساليب الايجابية التي من شأنها تقوية العلاقات بين مكونات المجتمع الواحد لخلق الامن والأمان لكل فرد في مجتمعنا .
الدكتور صالح نجيدات