الرئيسية خاطرة

القائد… منارة أمل ومسؤولية

غزال ابو ريا
نُشر: 16/08/25 21:53
القائد… منارة أمل ومسؤولية

القائد… منارة أمل ومسؤولية
بقلم:غزال ابو ريا
كُتبت أدبيات كثيرة حول موضوع القيادة: تعريفها، وأساسها، وهل يولد الإنسان بسمات قيادية فطرية، أم أنها مكتسبة يمكن تعلمها وتطويرها؟
وبرأيي، الحقيقة تكمن في الدمج بين الأمرين: هناك أشخاص يولدون بصفات قيادية، لكنهم يحتاجون إلى صقلها بالتجربة والمعرفة.

نسمع عن قيادات تربوية، تعليمية، مجتمعية، دينية، اقتصادية، عسكرية وعمالية؛ قيادات قادرة على أن تكون مُلهمة، قدوة يتماثل الناس معها. ونتذكر قول الله تعالى:
﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ﴾ (آل عمران: 159).

القائد الحقيقي يعيش مع الناس وبينهم، يتواصل معهم، لا يجلس في برج عاجي، يحب شعبه ويخدمه، بابه مفتوح، هاتفه متاح، ولا يتعامل مع الناس بفوقية. إنه يصعد الجبل مع الناس لا فوقهم.
فالقيادة ليست بالقوة؛ وكما يُقال: يمكنك أن تقود الحصان إلى الماء، لكنك لا تستطيع أن تجبره على الشرب.

امتحان القائد الحقيقي أن يُبقي في نفوس من يقودهم الرغبة والاقتناع لمواصلة الطريق. القائد لا يفرض قيادته، بل يكشف الطريق. فكل واحد يستطيع أن يمسك مقود السفينة عندما يكون البحر هادئًا، أما التحدي الحقيقي فيكمن في العاصفة.

القائد الحقيقي يقول: “فشلت” ويتحمل المسؤولية، ولا يقول: “فشلنا”.
وحين يقول: “الْحَقوا بي”، عليه أن يشير بوضوح إلى الطريق والأهداف.
وعندما يركب اثنان حصانًا، لا بد أن يكون أحدهما في الخلف؛ أي أن القيادة تستلزم تنازلًا وتواضعًا.

لا يحق لأحد التحكم بالآخرين، ومن أراد أن يتحكم بالناس فعليه أولًا أن يتحكم بنفسه.
والمعلم الجيد هو من يُبسط الأمور، لا من يعقدها.
فالطالب يتأثر بأعمال وسلوك المعلّم القائد أكثر مما يتأثر بأقواله.

وهنا يبرز السؤال: هل نعيش أزمة قيادة؟
القيادة الحقيقية تقوم على التفكير الإيجابي، وزرع الأمل من خلال العمل لا من خلال الإحباط.
وهي انفتاح على تجارب القياديين المؤثرين، والتعلم من ممارساتهم وخبراتهم.
فالقيادة هي تحفيز، إلهام، حشد طاقات الناس، ومعرفة الأهداف العملية والعليا، ولأين نريد أن نصل.

✨ الخاتمة

القيادة ليست منصبًا ولا لقبًا، بل مسؤولية ورسالة. القائد الحقيقي يضيء الطريق، ويزرع الأمل، ويترك أثرًا في القلوب قبل أن يترك إنجازًا على الأرض.