الرئيسية مقالات

بربكم قولوا لنا من نحن؟

الإعلامي/ أحمد حازم
نُشر: 16/08/25 11:07
بربكم قولوا لنا من نحن؟

بربكم قولوا لنا من نحن؟
الإعلامي/ أحمد حازم
في مقالي اليومي على صفحات عذا الموقع قي الثاني عشر من شهر يوليو/تموز عام 21023 بعنوان  "عرب إسرائيل والدخول لموسوعة غينيتس للقتل"، قلت بكل وضوح :"يقولون ان الأشرار في مجتمعنا سائبون وما عاد الكلام ينفع. فهل أصبحنا مجتمع قتل أصبح جاهزاً للدخول في موسوعة (غينتس) للأرقام القياسية فيما يتعلق بالجرائم؟ هل نسينا اننا مجتمع عربي أصيل له أخلاقياته، أم أننا أصبحنا في أرضنا مجتمع بلا أخلاق؟ قولوا لنا بربكم يا من يهمهم الأمر." من نحن؟
الرئيس الراحل ياسر عرفات وصف الشعب الفلسطيني بأنه "شعب الجبارين". قد يكون محقا في ذلك في الجانب السياسي. لكن نحن في هذا الجزء من العالم المسمى تاريخياً فلسطين، وحديثاً منذ شهر مايو/ أيار عام 1948 إسرائيل، التي صنفتنا نحن المجتمع العربي كـ "عرب إسرائيل" وليس فلسطينيين، نحن المصنفون لنا حالة لا يوجد لها مثيل في العالم. فإذا كنت مسافرا وسألك (بالصدفة) مسافر معك عن جنسيتك وتقول له " أنا فلسطيني" يبادرك بالسؤال فوراً: فلسطيني من وين؟ من  الـ 48 أو الضفة أوغزة أو لاجئي 67 ؟ السؤال دائماً: فلسطيني من وين؟ وكأن اسم فلسطين لا يكفي ويجب ان يكون مرتبطا بصفة أخرى. هذا قدرنا الذي سببه لنا العالم "الحر؟!" وسببته لنا الأمم المتحدة القائمة على الظلم والكيل بمكيالين. وإذا قلت للسائل: أنا من إسرائيل يطرح عليك أكثر من سؤال. 
في هذا الجزء "إسرائيل" تعيش أقلية عربية، أصبحت تتمتع بصفة مميزة عن باقي الفلسطينيين وعن العرب الآخرين في العالم العربي. للأسف "القتل" أصبح حالة تلازم حياتنا اليومية، ولم نعد نكتفي بحالة قتل يومياً، بل "شدينا حيلنا" ورفعنا العدد الى ثلاثة كما جرى في بعض المدن والبلدات العربية وقبلها أربعة وخمسة، فهل نحن في المجتمع العربي داخل إسرائيل ننتمي بالفعل الى شعب الجبّارين أم إلى شعب القتل؟  وإذا كان الجواب لا هذا ولا ذاك فقولوا لنا بربكم من نحن؟
معطيات رسمية تفيد بمقتل 150 شخصا في المجتمع العربي منذ بداية العام، أي بزيادة 13% عن نفس الفترة من العام الماضي، وزيادة بنسبة 127% عن عام 2022. ما شاء الله علينا في منتهى النشاط.
محلل سياسي فلسطيني يتحدث عن تفاوت صارخ في أداء الشرطة بين البلدات العربية والبلدات اليهودية؛ ففي حين تُحل معظم جرائم القتل في الوسط اليهودي بسرعة، تبقى عشرات الجرائم في المجتمع العربي دون كشف للجناة أو محاسبة تُذكر، ما يخلق شعورًا عامًا بأن الدولة تتعامل مع أمن العرب كقضية ثانوية بلا أولوية.
المحلل عنده كل الحق بقوله ان  "هذا التلكؤ في فرض القانون لا يمكن فصله عن السياق السياسي الأوسع، حيث تستخدم إسرائيل الجريمة داخل المجتمع العربي كأداة ضبط غير مباشرة، تُشغل هذا المجتمع بنفسه وتُضعف مطالبه الجماعية بالحقوق والمساواة".
وأخيراً...
يخرجون بالآلاف لحضور حفلات غنائية وللسياحة، ولا نراهم ولو بالمئات حتى ولا بالعشرات من أجل غزة. عذراً  ياسر عرفات نحن عرب من إسرائيل و لسنا من شعب الجبارين .