الرئيسية مقالات

هناك من وراء الأكمة من يريد هدم مجتمعنا !!!

الدكتور صالح نجيدات
نُشر: 13/08/25 23:22
هناك من وراء الأكمة من يريد هدم مجتمعنا !!!

نحتاج إلى جرأة ومصارحة غير مسبوقتين في تناول حالة العنف والقتل والفوضى الذي بلغه مجتمعنا حيث لم يبلغه من قيل ,ونحتاج إلى مكاشفة وإلى طرح يخرجنا من حالة عدم الاكتراث وحالة " زاحت عن ظهري بسيطة " وحالة التردد والانانية , وحالة مدينة الأطباء ونسبة الأكاديميين في مجتمعنا التي لا تنعكس على جودة حياة الناس وأمنهم ومنع الظواهر السلبية في المجتمع . علينا أن نعترف، وندرك أن هناك من هو وراء الاكمة يريد ان يقوض كيان مجتمعنا بغض الطرف عن المجرمين ونشر السلاح المهرب والمخدرات وظواهر اجتماعية سلبية وغيرها في مجتمعنا التي تعتبر معاول هدم اساسات المجتمع , وكذلك منعه الميزانيات عن السلطات المحلية العربية من اجل شلها و إفشالها وعدم تطويرها والمس في ادائها وعدم تقديم الخدمات لمواطنيها .
علينا ان نعترف ان مجتمعنا بمكوناته الاجتماعية والثقافية والقيمية والأسرية وروابطه الإنسانية والعائلية، قد لحقه هو الآخر حالة من الاستقطاب العائلي والطائفي والحزبي (موحدة, جبهة , تجمع ,وتغير ).
وسنعرض هنا بعض مظاهر التآكل والاضمحلال ومحاولات الهدم التي لحقت بالمجتمع، حتى أبين عمق الانحدار الذي صرنا إليه بكل أسى وألم وحزن.
وأما على مستوى المجتمع، فقد نالته العصبيات العائلية التي طفت على السطح استقطابات عائلية ودينية حركة إسلامية جنوبية، وحركة إسلامية شمالية , في انتخابات السلطات المحلية التي أذكت العصبيات العائلية ونشب الصراع العائلي على كرسي السلطة المحلية تخللها شجارات عائلية وعنف وقتل وعدم قبول للرأي الآخر، وغابت قيم المواطنة الصالحة، ، وهو الوضع الذي تلاشى معه الخطاب الوطني وحل مكانه الخطاب الفئوي الحزبي ، وتراجعت منظومة القيم الاجتماعية من التواصل والاحترام المتبادل والعمق الثقافي للتكوين الاجتماعي للمجتمع، وصارت لدى شريحة من المجتمع ظواهر اجتماعية دخيلة وسلبية جدا لم يعرفها مجتمعنا من قبل , مثل تكوين عصابات وخاوه وابتزاز والاتجار بالمخدرات والسلاح المهرب والربح السهل للشباب ، وهو ما ينذر بتوجه غير حميد لمجتمع يغذى العصبيات، ويعلي شأن الاستقطاب الفئوي الذي لا يبني مجتمعاً متماسكاً، بل يزيد من نمط الطرح الإقصائي وتمزيق المجتمع، ويشيع الكراهية، في المجتمع. واختزل التعليم بالشهادة، فصار لدينا حملة شهادات بلا علم ولا مؤهلات، وهذا يجعل البناء الاجتماعي هشّاً، فمتى كانت المظاهر والشكليات هي غاية الناس، يفقد المجتمع جديته وتطفو على سطحه مظاهر التفكك لضياع قيم الاحترام والتقدير، ومن غيرهما لتصبح ارتباطات الناس فِي مهب الريح، فيتأكل المجتمع ويضمحل من الداخل، فتضعف وحدته ويوهن تماسكه. فهل يجوز السكوت والصمت أمام كل ذلك أيها الناس ؟ وما هي الحلول والطرح الذي يخرج مجتمعنا من هذا الوضع المزري الذي لا نرى النور في آخر النفق ؟انه تحسين وضع التعليم في مدارسنا , وإعداد وتسليح المعلم بمعطيات المهنة المقدسة , وبناء منظومة قيم وأخلاق لمجتمعنا تدرس في المدارس من اجل اصلاحه.
الدكتور صالح نجيدات