عن أية مشتركة تتحدثون؟ كفى خداعاً للشعب

أشرت في مقالات سابقة لي اني لا اهتم (سياسياً وإعلامياً) بانتخابات الكنيست ولا بمرشحيها العرب، بغض النظر عن العلاقات الشخصية بيني وبين العديد من هؤلاء. والصداقة لا علاقة لها بالسياسة وأنا أفصل بين العلاقة على الصعيد الشخصي وبين السياسة. صحيح أني لا أحب الحديث عن الكنيست و"نجومه" ولا أحب الحديث عن "مشتركتهم" وما يمت اليها بصلة أو عن غيرها من الأحزاب التي ترى في الكنيست "خير منبر؟!" لتحقيق حقوق الأقلية العربية في هذا البلد الذي يسميه قادته دولة " قانون القومية" أي الدولة اليهودية، متجاهلين تماماً الوجود العربي.
قرأت قبل يومين خبرا يتحدث عن اجتماع لقيادات أحزاب الموحدة، الجبهة، العربية للتغيير والتجمع الديمقراطي، للاتفاق على مواصلة الحوار "؟!" حول إعادة تشكيل القائمة المشتركة. فماذا يعني ذلك؟ هذا يعني أن هذه الأحزاب الأربعة هي التي يحق لها فقط تشكيل قائمة مشتركة لانتخابات الكنيست، رغم أن هذه الأحزاب مجتمعة لا تمثل خمسين بالمائة من المجتمع العربي. فبأي حق يا سادة تحتكرون القائمة لكم؟
برلمانات المجتمعات التي تحترم نفسها تضم كافة الأحزاب ويوجد فيها مستقلون. حتى برلمان السلطة الفلسطينية "حبيبة قلب" أيمن عودة يوجد فيه مستقلون. لجنة المتابعة العليا يا سادة وكما تقول هي نفسها، تستمد شرعية وجودها وتمثيلها الشعبي من كونها تضم جميع قيادات الاحزاب والحركات السياسية والشعبية الفاعلة قطريا والتي تمثل قضايا الجماهير العربية في إسرائيل. وليس فقط الأحزاب الأربعة. أليس كذلك؟
فلماذا تريد مشتركة الأحزاب الأربعة (فيما لو اتفقت مع بعضها) عدم ضم مستقلين ورفض مشاركة أحزاب أخرى فيها؟ السبب واضح بنظري وهو للحصول على مقاعد أكثر في الكنيست. قمة الانتهازية. كذبة أخرى يرددها نجوم الكنيست تقول ان "القائمة المشتركة" هي مطلب شعبي. كفاكم كذباً وخداعا للشعب. القائمة المشتركة لم تر نور الحياة لأنها ارادة شعب، بل لأن العامل الأساسي وراء تآلف هذه الأحزاب في قائمة مشتركة قبل انتخابات مارس/آذار 2015، هو رفع نسبة الحسم في الأصوات التي يجب على كل حزب نيلها للحصول على مقعد من مقاعد الكنيست الـ 120 من 2 في المئة إلى 3.25 في المئة.
يا سادة الأحزاب الأربعة: بقائمتكم هذه التي تريدون إعادة الحياة اليها بالاوكسجين الاصطناعي تضمنون تقسيم الكعكة فيما بينكم ونسيتم باقي فصائل العمل الوطني ونسيتم ان هناك شخصيات وطنية مستقلة احرص منكم على مصالح شعبنا.
ألا تخجلون من نفسكم بهذه الانانية والانتهازية والكذب على الشعب؟