الصدق والوحدة في زمن التلون خير من مليون منافق

الصدق والوحدة في زمن التلون خير من مليون منافق
بقلم معين ابوعبيد
في زمن تتغير فيه الملامح وتتبدل الأقنعة، يعيش الإنسان واقعًا مغايرًا لما عهدَه. صارت الصدق والوفاء عملتين نادرتين وسط انتشار النفاق والمصالح الشخصية، مما يولد فجوة بين القلوب وتحول الحب إلى جدران من الكراهية والأنانية.
تفشت ظواهر التلون الاجتماعي والخداع والغش، حيث يغش الكثيرون بوجه مبتسم ويحملون في داخلهم الغدر، ويتغير معنى الطمأنينة والأمان من مفهوم حقيقي لمجرد وهم. إن كثرة المعارف لا تعني الأمان، بل أحيانًا تصبح الواحدة في العزلة خيارًا أفضل من محاطٍ بمنافقين يطعنونك بابتسامة عريضة وكلمة مزيفة. في هذا السياق، تغدو الصدق والوفاء عملتين نادرتين، ويصبح الاعتزال والصمت ملاذًا آمنًا للأصفياء والمخلصين، حيث يميل القلب إلى العزلة كحماية في وجه زيف العالم وكثرة التلون.
ليس كل عزلة خسارة، فغالبًا تكون النجاة والصفاء مع الصدق جنة يعيشها الإنسان بعيدًا عن زحمة المنافقين والملونين. لذلك ينبغي العمل على تعميق قيم الصدق والوفاء في المجتمعات، ودعم الوحدة الحقيقية القائمة على الثقة، بعيدًا عن المجاملات الزائفة والتلون الاجتماعي
رغم ما تقدم يبقى الصدق والوفاء عملة نادرة لا تصدأ ومفتاحا لقلوب صافية وعلاقات متينة. ومن يختر أن يكون صادقا قولا وفعلا وفيا في الشدائد والعهود إنما يختار أن يكون استثناء في عالم امتلاْ بالزيف والمأرب الشخصية الضيقة
فالحق لا يخسر صاحبه مهما كانت الطريق شاقا والوفاء لا يضيع عند الباري مهما قل حاملوه
هيا بنا معا نكون البذرة التي تنبت الأمانة في أرض القلوب لعلى وعسى تثمر جيلا يعرف أن الصدق ليس خيارا بل واجبا
ونجاة