الرئيسية شعر

في مجالس الحكماء

مرعي حيادري
نُشر: 12/08/25 14:19
في مجالس الحكماء

البحر الكامل

في مَجَالِسِ الحُكَمَاءِ نَرْقَى وَنَحْتَرِمُ
              وَالإِصْغَاءُ خُلْقٌ، فِيهِ نُورٌ وَمُعْتَصَمُ
وَمَنْ تَأَدَّبَ فِي المَجْلِسْ تَجَلَّتْ حِكْمَتُهُ
             وَنَالَ مِنَ العِلْمِ مَا يَسْعَدُ بِهِ وَيَغْتَنِمُ
فَكَمْ أَضَاعَ أُنَاسٌ فُرْصَةً لِتَفَوُّقٍ
            لِسُوءِ إِصْغَائِهِمْ وَاللَّغْوِ حِينَ يَحْتَدِمُ
أَيَا ابْنَ آدَمَ، مَا بَالُكَ مُسْتَهْتِرًا؟
                    أَلا تَرَى أَنَّ عِلْمَ الحِلْمِ مُنْتَظِمُ؟
إِنَّ الكَرَامَةَ أَنْ تَسْمَعَ الكُرَمَاءَ وَاقِفًا
           عَلَى حُدُودِ الأَدَبِ، لَا تَشُوشُ وَتَنْهَزِمُ
إِذَا تَكَلَّمَ حَكِيمٌ فَاسْمَعَنَّ كَلِمَتَهُ
            فَإِنَّ فِي اللَّفْظِ بُرْهَانًا وَفِيهِ يَنْحَسِمُ
وَكَمْ كَلِمَةٍ فِي المَجْلِسِ أَحْيَتْ أُمَّةً
               إِذَا تَلَقَّتْهَا العُقُولُ وَالعُيُونُ تَبْتَسِمُ
وَكَمْ كَلِمَةٍ أَطْفَتْ بُيُوتًا وَأَهْلَهَا
                  لِفَقْدِ حِكْمَةِ قَائِلٍ يَجْهَلُ وَيَتَكَلَّمُ
فَاصْمُتْ إِذَا جَاءَ الكَلَامُ بِحِكْمَةٍ
                    وَانْطِقْ إِذَا كَانَ المَقَالُ لَهُ دَعِمُ
مَجَالِسُ العِلْمِ أَعْدَلُ مِيزَانٍ لِرُقِيِّنَا
                فِيهَا تَكُونُ المَعَانِي أَنْقَى وَتَنْتَظِمُ
فَاحْفَظْ لِسَانَكَ، إِنَّ اللِّسَانَ سَلِيمُهُ
              يُعْلِي مَقَامَكَ، وَالْمُفْسِدُ فِيهِ مُجْرِمُ
وَاخْتِمْ مَجَالِسَكَ بِالدُّعَاءِ لِرَبِّنَا
                  فَإِنَّهُ نُورُ القَلْبِ وَالفَضْلُ وَالنِّعَمُ