يجب بناء منظومة القيم والأخلاق في مجتمعنا من جديد من اجل اصلاحه

كان لمجتمعنا العربي في البلاد منظومة قيم ومبادئ ومعايير اجتماعية وعقيدة او تعليمات دينية وصفات مثل الشهامة والنخوة والمروءة قبل عقدين او ثلاثة تضبط معاملاته وتصرفاته في الحياة اليومية ,ولكن للأسف في أيامنا قلت واضمحلت بعض القيم والأخلاق وضعف الايمان بالله والخوف من عقابه ومن عقاب القانون عند كثير من الناس ولذا انتشر العنف والقتل والخاوة والابتزاز والفوضى في المجتمع ، وأصبحت المصلحة الشخصية والماديات مسيطرةً على عقول وتصرفات الكثير من الناس، بسبب ضياع القيم الأخلاقية والمبادئ في زحمة الحياة ، وأصبح الناس كل منكفئ على مصلحته، لا أحد يراعي كبيرًا ولا صغيرًا وقلت الرحمة والعلاقات الاجتماعية بين الناس.
فلا تستغرب عندما تسمع او تجد مسئولاً متورطًا في قضية رشوة او اختلاس وسرقة أموال عامه ، او قضية تواطؤ مع مجرمين أو تستُّر عليهم، كل هذا مرده إلى خلل تربوي-أخلاقي لم ينشأ عليه هذا المتورط في صغره. أو قد يكون جاء لمنصبه برشوة أيضا، وما بني على خطأ فهو خطأ.
وحتى نصلح مجتمعنا ونعالج كل الظواهر السلبية فيه لا بد من إعادة غرس قيمنا الأخلاقية من جديد في النشء بواسطة الاسرة والمدرسة ومؤسسات المجتمع ، ولا بد من التركيز على التربية الاخلاقية والتثقيف والتوعية لإعادة منظومة القيم والأخلاق الى افراد المجتمع , وما لم نفعل هذا فسوف يبقى مجتمعنا يسير من سيئ إلى أسوأ.
وبسبب ضياع القيم والأخلاق ظهر الغش والخداع والكذب وأصبح معظم أصحاب المهن والمصالح يتعاملون معك معاملة الاستغلال والتحايل ، وليت صاحب المهنة يتقن عمله كما يجب ، وللأسف تجد عدم الانضباط وعدم الدقة في العمل وعدم الإتقان والصدق بالمواعيد.
ثقافة الأنانية والانفلات الخلقي والمصلحة طغت على الكثير من الناس ، وقلت قيمة التعاون بين الناس، فالإنسان كائن اجتماعي بطبعه لا بد له أن يتفاعل مع مجتمعه، ولا بد من ثقافة العطاء والانفتاح والتعاون والتواصل مع بقية أفراد المجتمع .
إننا ايضا بحاجة إلى تبني ثقافة التعاون فيما بيننا، كي نبني بلدنا ومجتمعنا ، ولا داعي للنظرة الضيقة نظرة المصلحة فقط، وليت رؤساء الأحزاب العرب المنغلقين على مصالحهم ليتهم يتعاملون مع بعضهم من هذا المنطلق منطلق التعاون لا الأنانية، كي نقيم القائمة المشتركة ونحمي مجتمعنا من اليمين المتطرف ونبني بلدنا- مجتمعنا من جديد وتصلح ما أفسده مفسدون.
الدكتور صالح نجيدات.