الرئيسية اخبار محلية

القيود الإسرائيلية على القدس الشرقية منذ بدء الهجوم على إيران تُعطّل حياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين

كل العرب
نُشر: 15/06/25 14:11,  تحديث: 23:57
القيود الإسرائيلية على القدس الشرقية منذ بدء الهجوم على إيران تُعطّل حياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين

رصدت منظمتا عير عميم وبمكوم – التخطيط وحقوق الإنسان خلال الـ48 ساعة الماضية تصعيداً مقلقاً في سياسات القمع والتضييق التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على سكان القدس الشرقية. فمنذ بدء الهجوم الإسرائيلي على إيران، فرضت السلطات سلسلة من الإجراءات القمعية التي تعيد إلى الأذهان الأساليب البوليسية التي سادت عقب أحداث السابع من أكتوبر، ما انعكس سلباً على حياة السكان اليومية، وقيّد حرية العبادة، وخرق الحقوق المدنية الأساسية للفلسطينيين في المدينة.

مداهمات ليلية وقمع ميداني

وفقاً للمعلومات التي جمعتها المنظمتان، نفذت قوات الشرطة وحرس الحدود الإسرائيلي مداهمات ليلية في أحياء جبل المكبر، العيسوية، الطور، وادي الجوز وكفر عقب، مستخدمة قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع تجاه المنازل. في العيسوية، أصيبت عائلة بالاختناق، فيما تسببت قنبلة صوتية في كفر عقب بإشعال حريق في شرفة أحد المنازل. كما تم اعتقال ما لا يقل عن شخصين على خلفية منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.

قيود مشددة على حرية الحركة والعبادة

البلدة القديمة تخضع حالياً لإغلاق شامل يُمنع بموجبه غير سكانها من الدخول. كما أُغلق المسجد الأقصى/الحرم الشريف أمام المصلين المسلمين، باستثناء موظفي دائرة الأوقاف. وتم فرض قيود على أعداد المصلين عند حائط البراق (الحد الأقصى: 50 شخصاً)، إلى جانب تقييدات على دخول كنيسة القيامة.

شلل في الحياة اليومية وانتهاك للنسيج المدني

في حي الطور، أغلقت الشرطة اثنين من المداخل الرئيسية للحي الواقع على السفوح الغربية لجبل الزيتون، بذريعة إلقاء حجارة على أفرادها عقب إشاعة كاذبة عن سقوط صاروخ. هذا الإغلاق حاصر آلاف السكان، الذين باتوا مضطرين إلى سلوك طرق التفافية طويلة، فيما تواجه مركبات الطوارئ والخدمات صعوبة في دخول الحي. على إثر ذلك، توجهت "عير عميم" و"جمعية حقوق المواطن" برسالة عاجلة إلى قائد شرطة القدس تطالب بإزالة الحواجز فوراً.

كما اندلعت مواجهات في أحياء شعفاط، العيسوية، ووادي الجوز، وداهمت الشرطة صباحاً مخيمي قلنديا وكفر عقب، حيث أُخضع شبان لتفتيش جسدي وتم فحص هواتفهم المحمولة – ممارسات تُذكّر بأساليب القمع التي سادت خريف عام 2023.

إغلاق الحواجز وعزل المناطق

شهدت الأيام الأخيرة إغلاقات طويلة عند حاجزي قلنديا وشعفاط، ما أدى إلى أزمات مرورية خانقة. واضطر سكان بيت لحم وبيت جالا إلى استخدام طريق ضيّق بالقرب من حاجز DCO لا يُناسب سوى السيارات الصغيرة. أما حاجز جبع، فقد أُغلق بشكل متكرر، مما فاقم الاختناقات المرورية. كما وردت تقارير عن تأخيرات متعمدة على حاجز قلنديا.

تفتقر معظم أحياء القدس الشرقية إلى ملاجئ عامة أو غرف محصنة، ما يترك السكان دون أي حماية أساسية في ظل التهديدات القائمة.

"عير عميم" و"بمكوم": ما يحدث هو عقاب جماعي مرفوض

وجاء في بيان مشترك للمنظمتين" :الواقع المفروض على عشرات الآلاف من الفلسطينيين في القدس الشرقية خلال الأيام الأخيرة يشكّل انتهاكاً صارخاً للحقوق الأساسية للسكان المدنيين. التصعيد في القيود، المداهمات، الاعتقالات، والإغلاقات الدينية يتم تبريره تحت ذرائع أمنية، لكنه يُستخدم في الحقيقة كأداة سياسية لقمع الوجود الفلسطيني في الحيّز العام وخنق أي تعبير أو حضور مدني." "يُعامل المجتمع الفلسطيني في القدس الشرقية ككتلة مشبوهة أو تهديد يجب احتواؤه أو قمعه، بدلاً من اعتباره جزءاً شرعياً لا يتجزأ من النسيج الحضري للمدينة."

وختم البيان بالدعوة إلى الوقف الفوري لسياسة العقاب الجماعي، وتوفير الحماية والحقوق المدنية الأساسية لسكان القدس الشرقية.