الرئيسية خاطرة

الشعوب العربية والمعاناة من حكامهم

مرعي حيادري
نُشر: 10/06/25 15:44
الشعوب العربية والمعاناة من حكامهم

علاقة الحُكّام بالشعوب، وتحديدًا في السياق العربي حيث تتداخل السياسة بالثقافة والاجتماع، ويُضاف إلى ذلك عنصر الثروة الذي يزيد من الإحساس بالظلم والتناقض.

"أولًا: هل الحكّام وحدهم مذنبون"؟
بلا شك، يتحمّل معظم الحكّام العرب مسؤولية جسيمة في إيذاء شعوبهم سياسيًا وثقافيًا واقتصاديًا:
القمع والاستبداد.
تغييب الإرادة الشعبية.
السيطرة على الثروات العامة لصالح فئات ضيقة.إضعاف التعليم والتنوير وتفتيت المجتمع ثقافيًا.
"ثانيًا: هل الشعوب بريئة تمامًا"؟
ليس من الإنصاف القول إن الشعوب بريئة بالكامل، فثمة مسؤولية جزئية تتفاوت من شعب لآخر ومن فرد لآخر. وتتجلّى هذه المسؤولية في:
السكوت الطويل على الظلم (سواء خوفًا أو تواطؤًا أو لا مبالاة).
ثقافة الطاعة العمياء التي تربّت عليها أجيال.
الانقسام الداخلي الذي سهّل على الحُكّام إحكام قبضتهم.
العزوف عن المبادرة والفعل الجماعي طويل النفس.

ثالثًا: هل ما يحدث هو "عقاب"؟
ربما لا يكون "عقابًا" بالمعنى الغيبي، لكنه نتيجة تاريخية مركّبة لسلسلة من التراكمات:
الاستعمار، وتبعاته من تفكيك الوعي.
أنظمة ما بعد الاستقلال التي كرّست الحكم الفردي.غياب مشروع نهضوي جامع.
تورّط النخب أحيانًا في خدمة السلطة بدل المجتمع.
الشعوب ليست "مذنبة" بمفهوم الجريمة، لكنها تتحمّل قسطًا من المسؤولية عن واقعها إذا ما استمرّت في الصمت أو التبعية. أما الحكّام، فإن الإدانة الكبرى تقع على عاتقهم، لا سيّما حين تتوفر لديهم ثروات كان يمكن أن تبني حضارات، فإذا بها تُهدر في الفساد أو الصراعات أو في حماية الكراسي.

"نهاية هذه الأنظمة في ظل الاستبداد:
الاستبداد بطبيعته ليس مستدامًا، فهو كالنار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله من حولها. والأنظمة العربية المستبدة تمارس القمع لتأجيل لحظة الحقيقة، لا لمنعها إلى الأبد. نهاية هذه الأنظمة قد تأتي بواحدة من ثلاث طرق:
انهيار داخلي: بفعل تفكك مؤسسات الدولة، والفساد المستشري، وتآكل شرعية الحكم.
ثورات مفاجئة: حين تبلغ الشعوب عتبة اللاعودة، كما حصل في بعض موجات "الربيع العربي"، وإن لم تكتمل.
تغيير خارجي أو استبدال ناعم: حين تقرر القوى الداعمة (أميركا/الغرب) أن هذه الأنظمة أصبحت عبئًا بدل أن تكون أداة.

"دور الغرب وأميركا: حماية أم مصالح"؟
الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، لا يحمي الأنظمة حبًّا بها، بل حفاظًا على "مصالحه الاستراتيجية":
النفط والطاقة،أمن إسرائيل،محاربة الإرهاب،منع النفوذ الصيني أو الروسي
وبالتالي، دعم الغرب لأي نظام لا يعني أنه خالد، بل مرهون بمدى خدمته لتلك المصالح.حين تتوقف فائدته، يسقط النظام
أو يُضحى به كما حدث مع صدام، 
بن علي، ومبارك..
 هل ستستمر طويلاً؟
الزمن ليس في صالح هذه الأنظمة.
شباب العرب اليوم أكثر وعيًا من أي وقت مضى،أدوات التعبير أصبحت خارج سيطرة الأنظمة (السوشيال ميديا)
الاقتصاد ينهار في كثير من الدول رغم الثروات،التحالفات الإقليمية تتغير
قد يطول الزمن، نعم، ولكن النهاية لا محالة.
فكل استبداد إلى زوال، وكل شعوب لا بد أن تصحى، مهما طال السُّبات.

الخلاصه
الشعوب ليست "مذنبة" بمفهوم الجريمة، لكنها تتحمّل قسطًا من المسؤولية عن واقعها إذا ما استمرّت في الصمت أو التبعية. أما الحكّام، فإن الإدانة الكبرى تقع على عاتقهم، لا سيّما حين تتوفر لديهم ثروات كان يمكن أن تبني حضارات، فإذا بها تُهدر في الفساد أو الصراعات أو في حماية الكراسي. وتبقى الاستراتيجية المستقبلية عنوان التغيير الشبابي والتطرق الى نقلات نوعية في تبديل تلك الانظمة المستبدة في الحرية والكبت والاضطهاد والثروات، لحين يتم استبدالها بأدوات التغيير وتحرير الشعوب من مربع الاستبداد مع النستقبل المجهول القادم..!
اللهم أني قد بلغت وأن كنت على خطأ ..صححوني..!