عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ

تحتفل الامة العربية غدا الجمعة الموافق السادس من حزيران بعيد الأضحى المبارك في ظروف سيئة وانحطاط لم يسبق له مثيل في التاريخ جرّاء الأوضاع العربية المتأزمة والانقسامات والخلافات وتبذير ثرواتها للغير و تجويع شعوبها , وكذلك نتيجة حرب غزة التي قضت على الأخضر واليابس وقتل الأطفال والنساء والدمار الهائل , وأيضا ما يمر على مجتمعنا العربي في البلاد من عنف وقتل مستمر لا نرى له نهاية , اضف الى كل هذا الأوضاع الاقتصادية الصعبة وغلاء المعيشة . والشيء بالشيء يذكر كذلك يصادف غدا ذكرى حرب الأيام الستة سنة 1967 التي هزمت اسرائيل فيها ثلاثة جيوش عربية واحتلال قسم من أراضيها , وما زال تأثير هذا الحرب السلبي مستمرا على الشعب الفلسطيني الى يومنا هذا بشكل مريع .
في هذا العيد ، علينا أن نذكر جميع المظلومين والمشردين والأيتام والأرامل في كل مكان ونصلي لله أن يرفع الظلم والمعاناة عنهم وأن يعيد العيد عليهم في السنة القادمة وقد تحسنت أوضاعهم وانفرجت همومهم .
يأتي العيد هذه الأيام والقلوب تئن من وطأة الجراح والنفوس حبلى بالهموم والمصائب, يأتي العيد ويغادرنا ولا نعرف منه إلا الاسم , فمن يعيد لنا العيد مكانته وبهجته ؟؟ ومن يعيد لنا طفولتنا المذبوحة ؟؟ على بوابة الطفولة يقف العيد حائرًا أيدخل أم يعود من حيث أتى ؟! .. وخلف الأبواب بحر من الحزن يلف الكون .. ونداءات الأطفال الذين لم يجدوا ما يستقبلون به العيد تتطلع نحو الافق الرحب وتتوسل الى العيد لكي يتسلل الى قلوبهم عبر فتحات الشبابيك التي يقتحمها صوت الريح المزمجرة لكي يزورهم ..
فالأطفال يتمنون مجيئك أيها العيد حتى لو لم يكن لديهم ملابس جديدة وحلوى والعاب .
لقد جرحت نداءاتهم قلبي ومشاعري حين سمعت توسلاتهم وهم ينادون على العيد ليأتي إليهم لكي يزين وجوههم بالفرح الكاذب والمزيف من شدة حزنهم .
أيها الاطفال لن تكونوا وحدكم في استقبال العيد سأنضم اليكم . سأخلع عنّي سنوات العمر المثقلة بالهموم سأسترجع طفولتي .. سأقف معكم خلف الشبابيك وتحت البوابات المترنحة ؛ وننادي كلنا بصوت واحد أهلًا بالعيد أهلًا بالعيد بالرغم من الجراح المثقلة والحزن الشديد.
وكل عام والجميع بخير وصحه وعافية.