هددوها بالقتل لانتقادها سياسة إسرائيل ... حاخام تكسر حاجز الصمت

الإعلامي احمد حازم
نُشر: 01/01 15:08

الإعلامي احمد حازم
تعوّدنا على اتهام الصهاينة لمنتقدي اسرائيل بأنهم ضد السامية، فكل من يوجه لإسرائيل أي انتقاد لها أو لقادتها فهو "عدو السامية" حتى لو كان سامياً. لكن الكاتبة والحاخام الفرنسية دلفين هورفيلور،  المديرة المشاركة لـ "لحركة اليهودية الليبرالية في فرنسا Mouvement juif libéral de France " عاشت حالة انتقاد لمواقفها ضد إسرائيل، تجاوزت بكثير الاتهام بأنها ضد السامية. الحاخام هورفيلور اليهودية والصهيونية المبدأ حسب قولها وهي زعيمة جماعة إصلاحية في باريس، تعرضت لتهديدات بالقتل، ليس لعمل اجرامي بل لمعارضتها وزراء الحكومة الإسرائيلية اليمينيين المتطرفين، الذين يدعون إلى تجويع أهالي قطاع غزة، كما ذكرت صحيفة هآرتس.
الحاخام هورفيلور نشرت مقالاً الأسبوع الماضي في مجلة “Tenoue تنوعة” التي ترأس تحريرها حثت فيه على دعم “من يعلمون أن تجويع الأبرياء أو إدانة الأطفال لا يخفف الألم ولا ينتقم للموت”، في إشارة انتقادية واضحة لأعضاء اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية الذين برروا حرمان الفلسطينيين في غزة من المساعدات الإنسانية والإمدادات الغذائية الحيوية باعتباره عملا حربيا مشروعا. وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، قد دعا في التاسع من الشهر الحالي إلى عدم إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، إمعانا في سياسة التجويع بحق المدنيين الفلسطينيين بالقطاع المحاصر. 
الحاخام الفرنسية لمحت في مقالها ايضاً بكل وضوح الى ان مستقبل الفلسطيني واليهودي مرتبط ببعضهما البعض حيث قالت في مقالها أنه “بدون مستقبل للشعب الفلسطيني لا مستقبل للشعب الإسرائيلي أيضا”ومن الطبيعي أن لا يلقى هذا الكلام آذاناً صاغية لدى اليمين وأن يقابل بعنف. فالعناصر المحافظة داخل المجتمع اليهودي واجهت الحاخام هورفيلور بالإساءات الكبيرة عبر الإنترنت بسبب مواقفها، بما في ذلك دعوات إلى قتلها باعتبارها تهديدا للآخرين. تصوروا أن من ينتقد إسرائيل أصبح تهديدا للآخرين ويجوز قتله.
صحيفة هآرتس رأت نفسها مضطرة الى الاعتراف بأن تغيراً مذهلاً طرأ على  موقف الحاخام.  فقد كانت متحدثة باسم الجالية اليهودية الفرنسية الأكبر في أوروبا بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول (طوفان الأقصى)، وكثيرا ما طُلب منها الدفاع عن إسرائيل في وسائل الإعلام الرئيسية حتى إنها اُستهدفت من قبل شخصيات سياسية مناهضة للصهيونية بسبب دفاعها عن إسرائيل. لكن موقفها تغير كلياً فيما بعد.
الحاخام الفرنسية قالت إنها واثقة من أن منتقديها لا يمثلون أغلبية اليهود الفرنسيين لأنها تلقت مئات الرسائل من يهود "يشكرونني فيها على كسر حاجز الصمت، وعلى قول ما يحبون التعبير عنه من أنه يمكن للمرء أن يحب إسرائيل، وأن يكون صهيونيا، وفي الوقت نفسه يدين طريقة إدارة هذه الحرب”.
وأقرت الحاخام في نفس الوقت بأن "حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي تخضع الآن لتدقيق الشرطة، نظرا لحجم التهديدات وطبيعتها" وهي ليست وحدها في الساحة. فهناك بعض الشخصيات اليهودية البارزة أعربت عن تضامنها مع هورفيلور.
 فقد نشرت الصحفية آن سنكلير والكاتبة ورسامة الكاريكاتير جوان سفار مقالات رأي في الأيام الأخيرة تعكس مخاوفهما من الكارثة الإنسانية التي يواجهها الفلسطينيون في غزة، وهما تواجهان الآن رد فعل مماثل. يعني تهديدات بالقتل.
وأهيراً...
المعادلة الآن واستناداً الى التصرف مع الحاخام الفرنسية: من ينتقد سياسة إسرائيل أو قادتها فهو معرض لتهديد حياته حتى لو كان يهوديا صهيونياً والحاخام الفرنسية خير مثال على ذلك. 

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة