نتنياهو يخوض ثلاث حروب في نفس الوقت

أحمد حازم
نُشر: 01/01 11:07,  حُتلن: 14:46

إسرائيل، وبقرار من نتنياهو، تخوض ثلاث حروب في نفس الوقت: حرب في الجنوب الإسرائيلي ضد حركة حماس في غزة وحرب ثانية في الشمال الإسرائيلي ضد حزب الله. صحيح ان الحرب في الشمال  ليست بالقوة والشدة كما يجري في غزة، لأنها تدور بين طرفين حسب المفهوم العسكري "قواعد الاشتباك"، لكنها بالتالي هي حرب بين "عدوين" يتربص الواحد منهما بالآخر. اما الحرب الثالثة التي تخوضها إسرائيل فهي ليست عسكرية بل سياسية ضد العالم بسبب غزة.

العالم يطالب بوقف اطلاق النار ومجلس الامن الدولي يريد وقف الحرب والجمعية العامة للأمم المتحدة  تؤيد وقف النار، والاتحاد الأوروبي  يدعم وقف اطلاق النار. إلاّ إسرائيل ترفض ذلك ولا يوجد من يلجم نتنياهو عن سلوكه ومواقفه المتشددة. عندما تتحدث أمريكا عن إقامة دولة فلسطينية، يعتقد البعض انها جادة في كلامها. ولكن الحقيقة هي عكس ذلك. فكيف تريد أمريكا إقامة دولة قبل وقف القتال؟ وأمريكا نفسها أيدت استمرار الحرب ومنعت مجلس الأمن من اصدار بيان يتضمن وقف الحرب. قولوا لنا كيف ذلك؟ 

 وليام بيرنز، مدير المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) قال خلال لقاء في باريس عقد من أجل هدنة في غزة، "ان على الناس في غزة الاحتجاج ضد قيادتهم"  وبصورة أوضح حاول تحريض أهل غزة. وحين فشلوا بدأوا بمفاوضات وتسريبات وذلك لتحصيل الأسرى والمحتجزين بابخس الاثمان، وبطريقة تسمح لنتنياهو باستمرار الحرب ضد غزة.

ماذا يعني كلام الجاسوس الأمريكي بيرنز ؟ كلامه يعني ان ما تقوله الولايات المتحدة عن دولة فلسطينية  وعن خلاف مع نتنياهو هو مجرد طحن هواء ليس أكثر وكل ذلك هو "ضحك على الدقون" كما يقولون. والحقيقة ان أمريكا تعمل على إعطاء الجيش الإسرائيلي وحكومة إسرائيل الفرصة وراء الفرصة لاستكمال مهمتها في تدمير غزة.

 اسمعوا هذه الكذبة الجديدة: خرجت علينا امريكا بعملية انزال جوي للمساعدات، وهي تقول انها اصبحت مثل مصر والاردن ( لا حول ولا قوة بيدها). مسكينة الولايات المتحدة "مش غادري تعمل شي لأنو نتنياهو ما برد عليها".  ما هذا الكذب والنفاق؟ أليست أمريكا هي التي تمنع كل شيء إيجابي لصالح أهل غزة باستخدامها حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن وهي المشاركة في الحرب ليس بتزويد السلاح فقط، وإنما بقوات في الميدان، وهذا ما اكده الطيار الامريكي أرون بوشنل الذي قضى باشعال نفسه احتجاجا على مشاركة بلاده في الحرب على غزة.

صحيفة "هآرتس" تقول إن المجتمع الدولي يعتبر إسرائيل المسؤولة الأولى عن معاناة سكان قطاع غزة، والصحفي الإسرائيلي نير دفوري من القناة 12 العبرية يرى "أن نتنياهو يبدو أنه غير معنى باتخاذ قرار وهو يريد حربا بلا نهاية، وهذا يمنحه المزيد من الوقت فيما يتعلق بمستقبله السياسي".

واضح تماما ان نتنياهو يريد كل شيء ويرفض تقديم أي شيْ. هذه هي العنجهية بذاتها وهذه هي أنانية التمسك بكرسي الحكم بأي ثمن. والواضح أيضا أن الإدارة الأمريكية تدعمه في ذلك. ومهما بلغت درجة الخلاف بين بايدن ونتنياهو، فإن إسرائيل تبقى "الطفلة" الوحيدة "المدللة" لديها. نقطة أول السطر.

وأخيراً... البيان الذي صدر عن المرشحين د. يوسف عواودة وعز الدين إمارة حول اتفاقهما على التناوب في إدارة مجلس محلي كفر كنا وتفادي الذهاب لجولة انتخابية ثانية هو بيان عقلاني ومسؤول وخطوة صحيحة من اجل مسيرة تقدم البلد.  وكان الدكتور يوسف عواودة قد عمم قبل ذلك رسالة صوتية يناشد فيها كافة أبناء كفر كنا الالتزام بوضع مصلحة البلد فوق كل شيء.

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة