يحظى ذوو الاحتياجات الخاصة في مدينة رهط في النقب، جنوبي البلاد، في السنوات الثلاث الأخيرة، بقضاء ثمانية أيام كاملة في فعاليات ترفيهية وتعليمية، ضمن مخيم "شموع الأمل" الذي ينظمه المركز الجماهيري، بهدف دمجهم وإشراكهم في المجتمع، ورسم البسمة على وجوههم في ظل الإقصاء الذي يعاني منه البعض منهم في المجتمع بصورة عامة.

ومدينة رهط تعمل على مدار العام في دمج طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة في الفعاليات وسوق العمل وذلك من خلال عدة مشاريع وورشات تدريبيّة بالإضافة إلى تشجيعهم على الانتقال إلى مرحلة العمل في المصانع والمصالح المحلية.
خلال المخيم الصيفي التقينا بالشاب معاذ (بركات) زيادنة، وهو مصور متطوع ويعمل بنصف وظيفة في المركز الجماهيري رهط، حيث تمّ دمجه كجزء من النهوض بأصحاب القدرات الخاصة في المدينة. وفي حديث لمراسل "كل العرب": "أشكر مدير المركز فؤاد الزيادنة الذي منحني هذه الفرصة للعمل في المركز، وكإنسان من ذوي الطاقات الخاصة والهمم، افتخر بنفسي لكوني أنتمي لهذه الفئة الجميلة المبتسمة دائما، وأرجو من كافة المواطنين أن يقدموا دعمهم لنا في كل شيء، لأن سعادتنا من سعادتكم وفرحتنا من فرحتكم".
ويقول ماجد الكملات، مسؤول قسم الرفاه الاجتماعي ببلدية رهط، في حديث لمراسل "كل العرب" إنّ "هذه الشريحة هي جزء لا يتجزأ من المجتمع، ويجب علينا كمجتمع إبراز هذه الشريحة والاستثمار فيهم، من أجل وقف تخوف بعض الأهالي من إظهارهم للجمهور".
ويروي محمد القريناوي، مسؤول ذوي الاحتياجات الخاصة في المركز الجماهيري رهط، عن استمرار هذه النشاطات للسنة الثالثة والتي ترسم البسمة والفرحة على وجوه الأطفال من ذوي الهمم، ويضيف: "تخلل هذا المخيم نشاطات ترفيهية ولامنهجية إلى جانب نشاطات تعليمية تربوية وكذلك تعارف مع ذوي الهمم من المجتمع اليهودي، لأن هؤلاء الأطفال يستحقون منا الأفضل دائما".
الأخصائية الاجتماعية والفنانة مرح العبرة تقول في حديث لـ"كل العرب" إنها مررت ورشة "ريزن" لأبناء المجتمع من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتضيف: "الهدف هو رسم الابتسامة على وجوههم، لأنهم يستحقون الابتسامة وأن يكونوا جزءا من مجتمعنا، وأن يعيشوا التجارب الفنية والاستمتاع بها".
ضمن هذه الأجواء تتلاشى الإعاقة، ويصبح الجميع وكأنهم أشخاص عاديون، حيث يأمل المرشدون والقائمون على دمج هذه الشريحة الهامة في المجتمع بإظهار صورة الشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة بطريقة تجعل الناس يتفهمونه ويعرفون عنه أكثر من خلال احتضانه.
المرشدة في المخيم، رشا الكتناني، تقول لمراسل "كل العرب" إنّ "المشروع ناجح جدا، وآمل أن تستمر مثل هذه المشاريع بمدينة رهط، ليتمكن أكبر عدد ممكن من شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة من المشاركة ورؤية البسمة على وجوههم، لنرضى عن أنفسنا كمواطنين".
جٌمانة القريناوي، المرشدة في مخيم "شموع الأمل"، تؤكد سعادتها وفرحتها مع مشاركة الطلاب من ذوي الاحتياجات، وتضيف: "نعمل في مشاركة الأطفال في الفعاليات الترفيهية والتعليمية ومساعدتهم في بعض الفعاليات في هذا المشروع المتميز والذي تحوّل إلى مشروع سنوي".
ويؤكد المسؤولون عن الفعاليات والنشاطات، أنها لا تأتي كمنّة من البلدية ومركزها الجماهيري لأصحاب الهمم، بل كواجب وكحاضنة اجتماعية على جميع السكان أن يشاركوا فيها.