قضية الاعتداءات على الطواقم الطبية: قال د. محمد القريناوي (34 عاما)، طبيب العائلة في عيادة كلاليت القديمة في السنوات الست سنوات، في حديث لمراسل "كل العرب" إنّ "على المعتدي أن يخجل من نفسه، لأنه رأى بي الجانب الضعيف الذي لا يرد إذا تمت مهاجمته"، فيما اعتقلت الشرطة المشتبه به على ذمة التحقيقات.
وروى د. القريناوي ما حدث معه مساء أمس في حديث لمراسل "كل العرب" حيث قال: "حضر معالَج إلى العيادة في يوم وصل فيه العشرات وحتى أننا واصلنا العمل بدون توقف. سمعت طرقا قويا على الباب وخرجت من غرفتي، وقلت للمريض إنني أقوم بعلاج شخص وحين أنهي سأقوم باستقبالك، ولكن الأجواء كانت غير مطمئنة فطلبت من السكرتارية أن تدعو رجل أمن العيادة. والد الشاب قال إنه يشعر بآلام شديدة في الرأس، وفي المقابل أخبرني بأنه فقد الوعي فذهبت إليه لفحصه، ولكنه خلال "فقدانه الوعي" كان يشتمني بعبارات نابية ثم يستلقي مرة أخرى. كان يهددني بأنه سيبحث عني وسينتقم مني، فأخبرته أنه لا يعقل أن أقوم بعلاجه وهو يقوم بتهديدي. التفت إلى الخلف وإذا به يصربني بقوة على ظهري ومؤخرة رأسي، فانسحبت مباشرة إلى غرفتي وأغلقت الباب. لم يتوقف هذا الشاب عن شتمي بألفاظ نابية جدا، ولم أتوقع أن أسمع مثل هذه الشتائم في عملي كطبيب معالج. قام المريض – الذي كان يعاني من التهابات في الجيوب الأنفية – باستدعاء سيارة إسعاف نقلته إلى مستشفى سوروكا". وقد قام الطبيب بتقديم شكوى في شرطة مدينة رهط ضد المعتدي.
وكان صندوق المرضى "كلاليت" أعلن إغلاق العيادة مباشرة بعد الاعتداء وعن إضراب جزئي في العيادة، التي تخدم آلاف المواطنين في مدينة رهط، حيث بدأ الدوام فيها الساعة العاشرة صباحا.
تجاوزت الخطوط الحمراء
وكانت الشرطة أعلنت أمس عن اعتقال المشتبه به بالاعتداء على الطبيب في العيادة بحارة 8 بمدينة رهط. وسيتم اليوم النظر في تمديد اعتقال المعتدي (33 عاما) بمحكمة الصلح في بئر السبع، علما أنه تلقى العلاج الطبي في مستشفى سوروكا، وحين تسريحه تم اعتقاله في منزله حيث أكدت الشرطة أنها "لن تسمح للاعتداء على عامل جمهور".
وأصدرت رابطة الأطباء العرب، بواسطة رئيسها د. نعيم أبو فريحة، بيان شجب واستنكار، جاء فيه: "نحن في رابطة الأطباء العرب في النقب الاعتداء غير المبرر على الدكتور محمد القريناوي في أحدى عيادات رهط ونتمنى له السلامة. نرى أن حرمة المؤسسات الطبية هي من حرمة البيت لكل واحد فينا، لا نعتدي عليها ولا على أهلها في حال من الأحوال. كما نذكر أن ظاهرة الاعتداء على الطواقم الطبية في البلاد قد تجاوزت الخطوط الحمراء ويجب التعامل معها بشكل صارم من السلطات المسؤولة، فالطواقم الطبية تعمل بشكل يومي في ظروف صعبة جداً لتقديم أفضل الخدمات الانسانية ولا يكون شكرها عبر العنف. مع تمنياتنا لمجتمعنا الحبيب الخروج من مستنقع العنف المستشري".