عندما يهرولون لصناعة التطبيع المجاني مع الكيان الصهيوني| بقلم: هشام الهبيشان

هشام الهبيشان
نُشر: 01/01 07:47,  حُتلن: 08:40

 تزامناً مع التطور الهائل في التطبيع الإعلامي المجاني الخليجي مع الكيان الصهيوني والذي تتبناه معظم انظمة الخليج العربي ،وبضغط أمريكي وبمباركة غربية، بدأنا نرى حالة غير مسبوقة من التطبيع الاقتصادي والثقافي و الامني والاستخبارتي بين الجانبيين ،فبوادر وملامح ومؤشرات التطبيع مع هذا الكيان في معظم دول الخليج، لها جذور ورواسب تاريخية، فهذه ليست المرة الأولى التي تسير بها علاقات الجانبيين بهذا المنحى التطبيعي ،فعلاقات التطبيع لها تاريخ حافل مع هذا الكيان . 

اليوم ، لايمكن انكار حقيقة ان هذا التطبيع المتسارع،قد جاء لأتمام صفقة تطبيعية كبرى ،بين الكيان الصهيوني وبعض انظمة الخليج ومنها السعودي بالتحديد،وهذا ينسحب على معظم انظمة الخليج العربي ، والهدف انجاز تطبيع شامل مع الكيان الصهيوني وعلى مراحل متقاربة زمنياً” وربط ذلك بتفاصيل مصيرية تخص القضية الفلسطينية”،ونتيجة هذا التطبيع ،قريباً سنسمع ونرى تبادل فتح سفارات ومنح الشركات الصهيونية إمكانية التحليق وعبور الأجواء في دول الخليج، وإلغاء كامل القيود المفروضة على إدخال المنتجات الصهيونية إلى دول الخليج، علاوة على ذلك،سنرى مسار تطبيعي رياضي- ثقافي ،سيتبعه مرحلة نهائية وختامية تتعلق بالتطبيع المجتمعي . 

الصهاينة بدورهم يعولون كثيراً على هذا التطبيع مع بعض انظمة الخليج العربي ،”علها تكون المدخل لتصفية القضية الفلسطينية ،واعطاء هذه التصفية غطاء عربي “خليجي “- اقليمي – دولي “،الغريب والمستهجن بهذا الخصوص هنا ايضاً هو غياب ،أي تنديد شعبي “خليجي ” ،على مسار التطبيع هذا ،وكان كل هذا لا يعنيهم بشكل قاطع، والمثير للاشمئزاز هنا، انه وتزامناً مع كل الجرائم التي ارتكبها الصهاينة في المنطقة بعمومها وفلسطين تحديداً ،نرى حالة غريبة من تشابه والتقاء المصالح بين بعض انظمة الخليج والكيان الصهيوني !؟. 

ختاماً ، اقول ، لكل أولئك الذين مازالوا يهرولوا لصناعة التطبيع المجاني مع الكيان الصهيوني ،ولكل آولئك الذين يهللوا ويطبلوا لهذا التطبيع “بحجة إيران أو غيرها “وهذه حجة سخيفة جداً ،ولايقبلها عقل واعي مدرك لحقائق وواقع المنطقة بمجموعها “، أين هم الآن من ماسأة تعيشها أمة العرب نتيجة وجود سرطان خبيث بقلبها يسمى بالكيان الصهيوني المسخ ،أين هم من جرائم الكيان الصهيوني التي مارسها بعموم المنطقة العربية ،وتحديداً فلسطين، أين هم الآن من دماء شهداء فلسطين وتضحيات المناضلين العرب من اجلها ، على كل حال التاريخ يسجل ويكتب سقوط بعض العرب إلى مديات هابطة وطنياً وأخلاقيا وحتى دينياً ، عندما قرروا البداية بمسار تطبيعهم مع الصهاينة . 

* هشام الهبيشان - كاتب وناشط سياسي ـ الأردن. 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   


تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة