لقد تم بعون الله وتوفيقه إقامة لجان افشاء السلام في معظم قرانا و بلدتنا لتكون عنوانا لحل المشاكل الاجتماعية والنزاعات بين الافراد والجماعات من اجل منع تفاقمها وحلها بالطرق السلمية وبالتي هي احسن وهي في مهدها , ونرجو من كل فرد في مجتمعنا ان يلتزم ويوقع على ميثاق شرف يتعهد بموجبه أن يلجأ الى لجان افشاء السلام ولا يأخذ القانون ليديه ولا يستعمل العنف في حل أي خلاف ويكون أسلوب الحوار والتروي والحكمة هو الأسلوب الوحيد المعتمد والمتبع في حل الخلافات , والسماح للجان افشاء السلام بالتدخل بكل موضوعية ومصداقية وشفافية للبت في أي نزاع , أعضاء هذه اللجان هم من خيرة أبناء المجتمع وهم موضع ثقة ومصداقية وانتماء لبلدهم وهدفهم حل كل خلاف بين أبناء البلد الواحد , وتعاونكم مع هذه اللجان ومنحها الثقة في حل النزاعات يعيد المياه الى مجاريها ويمنع مضاعفاتها ويجلب الاستقرار للجميع ويا بيت ما فاتك شر , فكفى ما عانى منه مجتمعنا من استعمال العنف وقتل وشجارات عائلية لما لها من مضاعفات سلبية على تربية أولادنا وعلى الجو العام في بلداتنا وعلى السلم الأهلي والاستقرار .
الأخوة الأعزاء , انشغلنا في نزاعاتنا وصراعاتنا واهملنا تربية أولادنا وانعكس عنف المجتمع على تصرفاتهم . وانتشرت المخدرات بين أولادنا وشبابنا وأصبحت تهدد مستقبل اجيالنا.
علينا المحافظة على النسيج الاجتماعي في بلداتنا وننبذ العنف والعصبية العائلية والطائفية ولا نسمح لاحد اللعب بالنار ونتقي الله في أولادنا واهل بلدنا وعلينا الحذر من جهات معينة تزرع الفتن للتفرقة بين ابناء شعبنا .
ابناء قومي الكرام , علينا بذل الجهود للخروج من هذه الحالة المزرية التي نعيشها منذ فترة بالتصالح بين جميع الافراد و العائلات المتخاصمة , وعلينا بناء مجتمعنا على اسس راسخة, ولا بد من ترسيخ مفهوم التسامح والعفو , فلا خيار أمامنا إلا التسامح, ومنع إشعال فتيل الفتن والعداوات التي لا يعرف أحد وجهتها ولا الى أين ستنتهي .
علينا العيش مع بعضنا البعض بالاحترام والتسامح والمحبة بما يتلائم مع تطور القرن ال21 وننبذ الخلافات والصراعات العائلية مهما كان سببها ونهتم بتربية أولادنا وبمستقبلهم وبتطور بلداتنا , فالصراعات العائلية هي معول هدم لكل نواحي حياتنا وبالحب والتسامح والاحترام المتبادل نبني مجتمعنا وهو اساس تقدم المجتمعات .
على كل فرد فينا ان يعرف ان الامن والسلم الاهلي هو اكسجين الحياة , ومن دونه لا طعم ولا معنى للحياة , وهو من أعظم النعم للإنسان ,ولا يعرف قيمته إلا الذي فقده, والسلم الاهلي هو حماية أمن الإنسان وروحه وعرضه وأملاكه من الاذى وحمايته من التهديدات التي تعرض حياته وحريته ولقمة عيشه واقتصاده للخطر , وله تأثير على التطور النفسي لأولادنا ولأجيالنا , فالأمن والسلم الاهلي مسؤولية اجتماعية بوصفه ينبع من مسؤولية الفرد تجاه نفسه وأسرته والمحيطين به .
الاخوة الأعزاء : مسلمون , مسيحيون , موحدون , الاهتمام بالمجتمع هو واجب وطني , بل هو فرض على كل فرد , لان مجتمعك هو انت , ومجتمعك هو أمنك , ومجتمعك هو الدرع الواقي لهويتك ولاولادك ,فعليك الحفاظ عليه كحفاظك على ابناء عائلتك , فالذي يحفظ أمن المجتمع هم أبناؤه الشرفاء والمخلصون أمثالك , ولن يأتي الغريب من خارج مجتمعك ليحافظ عليه اذا انت لم تقم بواجبك وتحافظ عليه ، انتماءك لمجتمعك ليس فقط شعارات وفقط في أيام الرخاء , بل ايضا في أيام الشدة كما نحن فيه هذه الأيام من امراض الكورونا والعنف والقتل والانفلات ،وعلى كل واحد منا الحفاظ على سلامة وأمن المجتمع بالتطعيم وارتداء الكمامات الواقية , وعلينا الحفاظ عليه وجعله خاليا من المخدرات وكل الممنوعات ومن العنف على أنواعه , فمجتمعك هو بيتك وملاذك وحمايتك .
اخي العزيز , اذا اختلفنا ومهما كان الاختلاف ان لا نقتل بعضنا بعضا , فالذي يرفع السلاح في وجه أخيه هو الجبان , وعلينا الحفاظ على وحدتنا التي هي قوتنا , وتنوعنا إلى عائلات وطوائف يجب ان لا يمزقنا اربا اربا ,ويجب ان نقوي انتمائنا لمجتمعنا وان اختلفنا , فالاختلاف سنة اجتماعية , ويجب ان نحل هذا الخلاف بالحوار بالتي هي احسن وليس بالاقتتال , وعلينا الدفاع عن وحدتنا ومجتمعنا بكل ما نملك , وهذه قمة الوطنية .
الدكتور صالح نجيدات