بعد مفاوضات حثيثة ومستمرة من قبل قياديين في الجنوب، وبالرغم من معارضة الشرطة، اكتفت الدوريات الخضراء بمصادرة 120 رأس غنم من بين الـ800 رأس التي احتجزتها بمنطقة الخبو في النقب الغربي، بذريعة دخول صاحبها وهو من قرية بير هدّاج إلى مناطق إطلاق نار وعدم حصوله على ترخيص برعي مواشيه في المنطقة!
ويفيد مراسل "كل العرب" أنه تمّ تحميل المواشي على شاحنات ونقلها إلى المحجر (الكرنتينا)، حيث سيخضع صاحبها لتحقيق في شرطة ديمونا، ومن المتوقع أن يتم تغريمه بعشرات آلاف الشواقل بدل الحجز والنقل!
وقال الأستاذ وليد الهواشلة، مدير كتلة القائمة العربية الموحدة، في حديث لمراسل "كل العرب": "تواجدنا مع أهلنا في منطقة الخبو في النقب الغربي اليوم ونجحنا في تحرير جزء كبير من المواشي التي صادرتها الدوريات الخضراء في الصباح وسيتم تحرير ما تمت مصادرته خلال الأيام القادمة. على الشرطّة ووحداتها أن تهتم أكثر بمحاربة العنف والجريمة وليس التضييق على الأهالي والمواطنين الذين يعتاشون من تربية هذه المواشي".
أما سلمان ابن حميد، مدير عام مجلس اقليمي واحة الصحراء ومن سكان قرية بير هدّاج، فقال لمراسل "كل العرب": "الدوريات الخضراء مع أهلنا لها تاريخ أسود وطويل تحاول من خلاله تضييق الخناق على مربي المواشي من أجل أن يتخلوا عن مصدر رزقهم. اليوم وبعد أن قامت هذهِ الدوريات بمصادرة مئات المواشي، استطعنا تخليص جزءا كبيرا منها رغم معارضة الشرطة للتوصل لحلول".
وفي وقت سابق من اليوم قال صاحب المواشي، جبر الاميطل، في حديث خاص بمراسل "كل العرب"، إن مفتشي الدوريات الخضراء قاموا بإطلاق نار ترهيبي باتجاهه، لإبعاده عن ماشيته التي تم مصادرتها، وحتى أنه أرفق فيديو يوثق إصابة مركبته التجارية بعيارين ناريين – إلا أنّ مدير الدوريات الخضراء في النقب، أوري مالكا، أنكر التهم وقال إن مفتشي الدوريات تعرضوا لمحاولة دهس من قبل سكان وشبان من قرية بير هدّاج، وأن كل عملية المصادرة جاءت بحضور الشرطة وتمت بعد تحذيرات سابقة لصحاب المواشي.
واشتكى الاميطل من عدم مصادقة السلطات، وخاصة وزارة الزراعة، على المراعي لأصحاب المواشي في النقب، حيث قال: "المواشي تكلفنا 1500 شيكل يوميا علف، والأمطار الأخيرة خففت علينا قليلا فقمنا بالخروج بها للمرعى، وحضر مفتشو الدوريات الخضراء وقاموا بمصادرة المواشي بإدعاء أننا لا نملك تصاريح للرعي وأننا نرعى في منطقة إطلاق نار. كل منطقتنا تعتبر منطقة إطلاق نار، والخروج من البيت لمسافة قصيرة هي بالنسبة للسلطات خرق للقانون".
وتابع قائلا: "يتم مطاردتنا في رزقنا، وهؤلاء ممن يسمون أنفسهم الدوريات الخضراء يخالفون القانون ويتصرفون كمجرمين ولكن مع رخصة. اطلقوا النار تجاه مركبتي وأصابوها بعيارات نارية ولولا لطف الله لكنت أصبت نتيجة إطلاق النار، وكل ذلك بهدف منعي من الاقتراب للمواشي. هذا خرق للقانون باسم القانون!".