الاختلاف ثقافة، ورغم كُلّ الصفات التي تجمعنا كبشر إلّا أنّ هُناك ما يُميّز كل شخص عن الآخر، وما يختلف به عن سواه داخليا وخارجيًّا. مساحتنا اليوم ستُضيء جانبًا من عتمة في المجتمع والأفكار المُسبقة حول موضوع البُهاق من خلال شابة طموحة أحبّت الحياة ووثقت بنفسها وخرجت إلى المجتمع سيّدة ناجحة وأم لطفلين بكُل ثقة.
ريم عباهرة من الناصرة حاصلة على لقبين، لقب أول في الأدب العبري واللقب الثاني في التصميم الجرافيكي والتسويق الذي تعمل فيه حاليًّا، هي أم لطفلين وزوجة، وتقول عن نفسها بأنّها طموحة جدًّا وحدودها السّماء.
ريم: "بدأت ألاحظ البهاق منذ أن كنت في العاشرة من عمري، في البداية لم تكن لديّ أدنى فكرة عن هذه التّغيّرات التي بتّ أراها فجأة على جلدي ولم أعرف اسم المرض، وبدأت لديّ رحلة استكشاف مرض البهاق منذ ذلك الوقت. كانت لديّ الكثير من التساؤلات مثل هل هذا مرض خطير، هل هو معد، هل له علاج، وتوجّهت للعديد من الأطباء للاستشارة الذين أكّدوا لي أنّ علاجه مستحيل. جرّت الكثير من الأمور التي ظننت أنّها قد تساهم في أن يختفي البهاق من جلدي ولكن لا شيء كان يُجدي نفعًا".
وتابعت قائلة: "لا أخفي انزعاجي والشعور السلبي الذي كنت أعانيه في الفترة الأولى منذ اكتشافي للمرض بالذّات بعد أن أصبح البهاق أكثر بروزًا في مناطق ظاهرة على جسدي، وكذلك بسبب الأسئلة التي كنت أواجهها من قبل الآخرين، كنت أحاول الإجابة دائمًا والشّرح حول البهاق وبأنّه مرض جلدي غير معد وإنّما يغير لون بعض المناطق في الجسد فقط، كانت أسئلة عابرة لكن لم أتعرّض لأي تنمّر بشكل مباشر. بعد فترة تصالحت مع المرض، وسألت نفسي هل فعلًا أنا أريد أن أعالجه؟ هذا المرض لا يؤلمني، ولم يعد يُضايقني وجوده فلم أتمنى أن أتخلّص منه؟ عندها شعرت أنّ هذا الشيء الذي يُميّزني عن غيري وقرّرت أن أتعايش معه بغض النّظر إن زاد أو نقص، هذه أنا، وبدأت أحب نفسي أكثر من السّابق، أصبحت أرى بالبهاق حالة خاصّة ومميّزة أضافت لي جمالا ورونقًا خاصًّا بي".
وأكملت حديثها : "اليوم انا أعمل مع زوجي في مكتب تسويق وإعلانات، وأشعر أنّني قد وصلت إلى مرحلة رائعة بها الكثير من الرضا، ولدي علاقات رائعة مع الجميع، أحبّ مهنتي وأسعى جاهدة لأطوّر من نفسي من أجل التّميّز أكثر وأكثر بها، وذلك كلّه بسبب إصراري على أن أكمل دربي بكُل نجاح وسعادة وهذا بفضل الدعم الذي أتلقّاه من عائلتي والأشخاص المقربين مني، وأنا فخورة بما أنا عليه اليوم بفضل الله.
رسالتي للجميع: "الكمال لله، ولا يجب أن نطمح أن نكون كاملين في أي شيء على العكس، يجب على كل شخص تقبّل ذاته كما هي بعيوبها وحسناتها، وأن يكمل رسالته في الحياة بأفضل طريقة ممكنة، فالحياة مستمرّة وعلينا أن نكون أقوياء وأن نواجهها بكُل جُرأة وأمل بلا يأس".
البهاق (Vitiligo) هو مرض يسبب ظهور بقع يفقد فيها الجلد لونه، وعادة ما يزيد حجم هذه البقع فاقدة اللون مع مرور الوقت، وقد تصيب هذه الحالة الجلد في أي جزء من جسم الإنسان، ويمكن أيضًا أن تصيب الشعر وداخل الفم.
يحدد الميلانين في العادة لون الشعر والجلد، ويحدث البهاق عندما تموت الخلايا التي تنتج الميلانين أو تتوقف عن أداء وظيفتها، ويصيب البهاق الأشخاص بمختلف أنواع بشراتهم، ولكنه قد يكون أكثر وضوحًا في الأشخاص ذوي البشرة الداكنة. ولا تهدد هذه الحالة المرضية الحياة وهي غير معدية.
لا تخجلوا بأنفسكم.