التقى 16 من رؤساء السلطات اليهودية والعربية أمس، الثلاثاء، في بلدية بئر السبع، على خلفية نشر معطيات في الكنيست، تقول إنّ هناك تصاعدا في الجريمة في النقب، ما يؤدي إلى انعدام الإحساس بالأمن والأمان.
وشارك من بين الرؤساء كل من رئيس بلدية رهط فايز أبو صهيبان، ورئيس مجلس القيصوم سلامة الأطرش، ورئيس مجلس اللقية أحمد الأسد، ورئيس مجلس عرعرة النقب نايف أبو عرار، ورئيس مجلس كسيفة عبدالعزيز النصاصرة، والناشط الإجتماعي حسين الرفايعة، رئيس اللجنة المحلية بقرية بئر الحمام مسلوبة الاعتراف في النقب. ومن بين المشاركين أيضا رئيس بلدية بئر السبع المضيفة، روبيك دنيلوفيتش، الذي تلقي هذا الأسبوع رسالة شديدة اللهجة من قبل رئيس مجلس تل السبع عمر أبو رقيق، والذي طالبه بوقف التحريض ضد المواطنين العرب-البدو في النقب - إضافة إلى رئيس بلدية ديمونا بيني بيطون ورئيس مجلس عومر بيني بادش، الذي حاول تجنيد اليمين المتطرف ضد المواطنين العرب-البدو عشية الانتخابات.
خلال اللقاء - تصوير: دييغو ميتلبيرغ
وفي بداية اللقاء، الذي بدأه وزير الرفاه الاجتماعي ومسؤول سلطة توطين البدو مئير كوهين، أخبر دانيلوفيتش الحاضرين أنه لا ينبغي جعل القضية سياسية، ودعاهم إلى الاتحاد في مكافحة الجريمة. وتابع قائلا: "كل واحد منكم لديه مشروع حياة هنا. الأشخاص الذين يستثمرون هنا ليلًا ونهارًا. لقد قاموا بإجراء تغييرات جذرية واحدًا تلو الآخر. نحن لسنا مستعدين للتنازل، لا عن مشروع حياتنا ولا عن النقب. يجب أن يكون هناك إجماع حول هذه المسألة - مكافحة العنف والجريمة".
وطالب رئيس البلدية بمعرفة حجم المشكلة حيث قال: "لم تعد القضية ناتجة عن مجموعة صغيرة، ومن يفعل ذلك يجب التعامل معه بقسوة. لا أحد يريد الجريمة. لا أحد يريد أن يضايق بناته. لا أحد يريد أن يتعرض للسرقة والأذى. يجب طرح القضية بشفافية".
حيث يوجد فقر - يوجد عنف
سلامة الأطرش، رئيس المجلس الإقليمي القيصوم، ورئيس منتدى السلطات المحلية العربية في النقب، تناول قضية الجريمة في المجتمع العربي-البدوي وأشار إلى أن جزءًا من الجريمة بين الشباب تأتي بسبب إهمال القرى مسلوبة الإعتراف وارتفاع عدد العاطلين عن العمل. وتابع قائلا: "الجريمة منتشرة في كل مكان في البلاد وفي السنوات الأخيرة يشعر بها المجتمع البدوي أكثر، وهي لم تنزل ضيقة من السماء، بل هي نتاج إهمال منذ قيام الدولة حتى اليوم، وإذا كنت ترغب الواقع - فقم بزيارة القرى".
وضرب الأطرش مثلا بلدة تل السبع حيث قال: "لنأخذ تل السبع - 24000 مواطن ولا يوجد مركز تجاري ولا منطقة صناعية ولا حدائق. ثلث شبابنا عاطلون عن العمل. تصل نسبة البطالة بين النساء إلى 60٪ على الأقل، وهذا هو الفقر. وحيث يوجد فقر - يوجد عنف وهناك جريمة. الحل ليس في أيدي الشرطة. يجب ألا نفقد الثقة في الشرطة. الحل في الحكومة التي يجب أن تأتي وتستثمر في القرى البدوية والاستثمار في السكان. بدلاً أن يكون لدينا أطباء ومهندسون ورجال تكنولوجيا - لدينا مجرمون. لا أعرف أبًا في العالم يريد أن يرى ابنه في السجن أو يُنظر إليه على أنه مجرم. يجب ألا نجعل البدو عبئًا على المجتمع في النقب. بل على العكس يجب أن نستثمر في التعليم، حيث وضع المجتمع البدوي سيء في هذا الأمر، وكذلك انشاء مصانع ومناطق صناعية ووقف التحريض ضد المجتمع العربي".
وتحدث بني بيتون، رئيس بلدية ديمونا، قائلا إن المشكلة واضحة للجميع، واقترح تعزيز صلاحيات الشرطة بشكل كبير، ومعالجة قضايا التعليم والتوظيف في المجتمع البدوي. وأكد أن طريقة حل المشكلة هي من خلال التعاون. وزعم قائلا: "في الوقت الحالي، تصدرت بئر السبع عناوين الصحف، لكنها ليست بئر السبع فقط - بل النقب بأكمله. أولئك الذين يقودون سياراتهم على الطريق 25 يشعرون بذلك. نشعر بالرعب في شوارعنا، لكن لا يمكن تعميم ذلك على الجميع. هناك نسبة من المجرمين وعلى الشرطة أن تتعامل معهم. سأقدم لكم الحلول: نحتاج إلى إضافة ألف شرطي".
وقال بيتون إنه لا يمكن إلقاء اللوم على المجتمع البدوي فقط، ويجب معالجة مشاكله: "قضية تعليمهم وتوظيفهم المتدني، وهناك عدد من الأشياء التي إذا لم تكن هناك خطة منظمة ومتعمقة فلن نحقق أي شيء. أنا كعضو في الليكود أقول: أمنحوهم الميزانيات وتعالوا لنتعاون معا وسنقضي على هذه الظاهرة".
رئيس مجلس عومر، بيني بادش، وهو من أكبر المحرضين ضد الجماهير العربية-البدوية في النقب، دعا بدوره المجتمع البدوي إلى ما أسماه "النظر في المرآة" وعبر عن سعادته بأن "الجميع يبستيقظ اليوم رغم أنني أصرخ منذ فترة طويلة"، وتابع قائلا: "لا يوجد عقاب، ولا يوجد رادع. المشكلة الكبرى اليوم لسكان النقب ليست الاقتصاد بل الأمن".
يجب جلب ميزانيات
وزعم وزير الرفاه مئير كوهين، الذي شغل منصب رئيس بلدية ديمونا في النقب سابقا، أن "النقب في حالة طوارئ" محذرا من "انقسام كبير بين بدو القرى غير المعترف بها والحكومة". وتابع قائلا: "يجب أن نتحدث عن هذه الظاهرة، والشيء المهم الذي يجب أن نقوله هنا هو إن الحل لا يأتي من الصراخ. يجب علينا جميعًا أن نتعاون معهم ونجلب لهم ميزانيات لتطوير النقب معًا. يجب التعامل مع جميع الجرائم بصرامة - ونتذكر دائمًا أنّ الأغلبية الصامتة تريد حياة كاملة وجيدة في النقب وأن تلمس إزدهار النقب. جميع رؤساء البلديات والسلطات هنا، بما في ذلك البدو، يريدون تطوير كل شيء هنا. لكن في الوقت نفسه، اعلم أن هناك أقلية يريد أن يفعل ما يشاء في المنطقة، وهذا يؤدي إلى أذية للجميع. ولهذا علينا جميعًا أن نقف كجبهة واحدة".