قبل أكثر من سنتين الشرطة سمحت باستعمال وتعاطي المخدرات من نوع " كنابس " المستخلص منها مخدرات الماريجوانا " والحشيش ", والتغير هو في تطبيق القانون , وحسب هذا التغير يحق لكل فرد ان يستعمل هذه المخدرات دون عقاب جنائي بشرط ان لا يزيد وزنها عن 14.99 غرام , وإذا ألقت الشرطة القبض على المتعاطي وبحوزته 15 غرام فما فوق من هذه المخدرات فإنه سيعاقب بالغرامة الماديه , خلافا لما كان عليه في الماضي من عقاب , ولكن إذا قبض على المتعاطي نفسه في المرة الرابعة سيقدم ضده لائحة اتهام الى المحكمة ويجرم , وبالرغم من هذا التغيير في موقف الشرطة إلا أنه لا زال قانون المنع والاتجار بهذه المخدرات ساري المفعول وهذا ما كان قبل أكثر من سنتين .
اليوم تطالب فئات كثيرة بالسماح لاستعمال " الكنابس " بدون قيد أو شرط , وهذا بسبب ضغوطات اجتماعية لفئات معينة في المجتمع الاسرائيلي والتي تستعمل هذه المخدرات يوميا خوفا من تجريمهم الذي يمس في سيرة حياتهم , وكذلك تمثلا وتقليدا بدول أوروبية كهولندا وغيرها , وكمقياس للانفتاح والتقدم والحرية الزائدة , وإذا كان استعمال مخدرات "الكنابس " هو مقياس للتقدم والانفتاح , فنحن لا نريد هذا الانفتاح والتقدم الذي سوف يؤدي الى انتشار واسع المخدرات ويدمر شبابنا .
السماح باستعمال مخدرات الكنابس سوف يفتح الباب على مصراعيه لانتشار هذه المخدرات في مجتمعنا ومن ثم الى المخدرات الخطيرة كالهروين والكوك وغيره , ومن ثم انتشار الجرائم المتعددة التي سيعاني منها المجتمع أكثر مما يعانيه اليوم , فحسب هذا التغيير , يستطيع المتعاطي ان يمتلك ما يريد امتلاكه من هذه المخدرات دون أن يعرض نفسه لطائلة القانون .
بودي التأكيد بشكل قاطع لا يقبل التأويل .أن استعمال هذه المخدرات يسبب الإدمان النفسي والفيزياء , وخلال دراستي لموضوع علم الجريمة, درست أبحاث علمية كثيرة تثبت ان استعمال هذه المخدرات يسبب الإدمان , ولم يوجد حتى الان بحث واحد في العالم كله يثبت عكس ذلك أو يشير الى ان هذه المخدرات لا تسبب الإدمان , وكذلك خلال عملي السابق في مكتب مراقبة سلوك الأحداث , فقد عالجت الكثير من الشباب الصغار الذين أدمنوا على استعمال هذه المخدرات وارسلتهم للعلاج الى مراكز الانفطام عن طريق محكمة الأحداث , ولكن للأسف لم يستطيعوا الانفطام من هذه المخدرات بسبب إدمانهم الشديد , لدرجة أنهم لم يستطيعوا الشفاء والانفطام لا بل تورطوا أكثر فأكثر وانتقلوا الى استعمال مخدرات اكثر فتكا بهم , لأن أجسامهم لم تعد تكتفي بتعاطي المرحوانا "والحشيش " بل أصبحت بحاجة الى مخدرات اكثر تأثيرا وفاعلية عليهم مثل مخدرات الكوك والهيروين.
ان السماح باستعمال " الكنابس " سيشكل خطرا على شبابنا , ويجب أن لا يغرر بأحد ان هذه المخدرات لا تسبب الإدمان والاضرار العقلية والصحية لمستعمليها بل العكس هو الصحيح , وحذاري ثم حذاري من السماح باستعمال هذه المخدرات لأنها تؤدي الى الادمان وتمس بعقول شبابنا وتضر في صحتهم وتدمر مستقبلكم وتزيد من ارتكاب الجرائم , وعلى المدى البعيد من شأنها ان تهدم اركان مجتمعنا , في اللي فينا كافينا .
اللهم اني بلغت اللهم فاشهد .
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com