الأعراس العربية بشكل عام معروفة بالحفاظ على التراث الفلسطيني والعادات والتقاليد في مجتمعنا، مما يجعل الألاف من المشاركة فيها لعراقتها ، خاصة في وقت قد تلاشت فيه الكثير من العادات العربية.
لكن في الاونة الأخيرة عبر الكثير من رواد هذه الأعراس عن استيائهم الشديد من الاغاني من بعض المطربين الشباب، حيث يتم ترديد أغاني تشجع على السلاح والقتل وتحوي مصطلحات تحريضية، بالرغم من رضى الجيل الشاب من هذه الأغاني الا أن الكبار وأصحاب المسؤولية قلقين جدًا خاصة في ظل الأوضاع التي يشهدها الوسط العربي.
وفي حديث لكل العرب مع أحد رواد الأعراس العربية والذي يشارك فيها بشكل يومي قال:" كنا في الماضي ننتظر العرس العربي من أجل الفرح والاستماع الى الشعر والتراث الفلسطيني المعروق بالـ (حداي) ، الذين كانوا يتحاورون على مواضيع معينة او عن مواضيع دينية وتاريخية، لكن للأسف الشديد اليوم نسمع أغاني مقززة وتحريضية تتحدث عن الخمر والسلاح والمخدرات، بالاضافة الى بعض المصطلحات التي قد تسبب تحدي بين العائلات ، خاصة عندما نتحدث عن أغاني تشجع العائلة مثل " احنا كبار البلد" ، أو "صغيرنا يرفع مسدس أو رشاش"، هذا أمر خطير جدًا وعلى كبارنا مقاطعة هذه المطربين ومنع هذه الاغاني".
الشيخ د.مشهور فواز
ومن جهة اخرى، كان قد تطرق رئيس دار الافتاء في الداخل الفلسطيني د.مشهور فواز الى هذا الموضوع قبل أيام وأصدر البيان الاتي:" ظهرت في الآونة الأخيرة في الأعراس والحفلات ظاهرة الغناء الذّي يمجّد الخمرة والحشيش والمنكرات ويحرّض على العنف والقتل ويحثّ على الرذيلة .والمؤسف في الأمر أنّ مثل هذه الأغاني تجد إقبالاً وتقبلاً لدى قطاع واسع من الأهالي والشباب خاصة .هذا ومن منطلق الحرص على قيمنا الدينية والاجتماعية والوطنية يجب على كل فرد منا في نطاق ودائرة مسؤوليته أن ينصح ويبيّن أبعاد هذا الغناء الماجن على مجتمعاتنا برمتها لأنّ من يصفق للرذيلة يناله إثم ووزر الرضا بها .قال الله تعالى : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) آل عمران/110 .وقال تعالى أيضاً : ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) آل عمران/104 "، الى هنا بيان د.مشهور فواز.