قررت عائلة المرحومة أحمد قدح (ابو محمد) (67 عاما) من قرية كفرمندا، التبرع بأعضائه وبهذا انقذت حياة أربعة اشخاص كانوا بانتظار زراعة أعضاء حيوية لفترة طويلة: كبد، رئتين وكليتين.
وفي حديث مع ابن المرحوم، محمد قدح (41 عاما) حول اتخاذ هذا القرار الاصيل والذي تقبلته العائلة برحابة صدر قال: "عرضت علينا منسقة زراعة الاعضاء في مستشفى "بوريا" ان نتبرع بالأعضاء. قلت لها ان لا مشكلة لدي من الناحية الانسانية في انقاذ حياة الاخرين. لكن طلبت ان تمهلني حتى استشير ابن عمي الشيخ عبد الهادي قدح امام مسجد الهدى في البلدة. بدوره استشار الشيخ اهل العلم من الشيوخ وأخبرني ان هذا ليس مسموحا فحسب بل محببا ويعتبر صدقة جارية. بعدها وافقنا برحابة صدر"
وأضاف قدح:" الحمد لله على كل شيء، مررنا بظروف صعبة جدا خاصة وأن والدي كان قد اصيب بنزيف في الدماغ قبل فرح أخي بعدة أيام وتوفي في 12/6/2021 وهو ذات التاريخ الذي توفي فيه أخاه (عمي) خضر الشيخ قدح قبل خمسة أعوام. كان والدي محبا للناس وناشطا اجتماعيا وسياسيا وعرفه الجميع وانا متأكد ان قرارنا بالتبرع بأعضائه من أجل انقاذ حياة الاخرين يتماشى مع ما آمن به ومع مسيرته في العطاء والتضحية.
وفي هذا السياق قالت مريم شلبي، منسقة التبرع بالأعضاء في المجتمع العربي: "خلال الاشهر الاخيرة نلمس ارتفاعا في موافقات التبرع بالأعضاء في المجتمع العربي. التوقيع على بطاقة "آدي" يسهل اتخاذ القرار على العائلة في الاوقات الصعبة لأنها عبارة عن وصية روحانية من الموقع لعائلته برغبته في التبرع بأعضائه بعد وفاته. نسمع الكثير من العائلات المتبرعة تقول انها تبرعت بأعضاء ذويها لأنها متأكدة ان "هذه كانت ستكون رغبة المرحوم أو المرحومة" وأنا اقول ان التوقيع على البطاقة يسهل القرار على العائلة في الظروف الصعبة وهو أيضا رسالة انسانية عليا للموقع خلال حياته. كما وأن التوقيع على بطاقة آدي يمنح الموقع وأبناء عائلته القريبين أفضلية في قائمة المنتظرين للزراعة.