عُقد في قرية أبو تلول في النقب يومًا دراسيًا لمربي المواشي، بالتعاون بين وزارة الزراعة والمجلس الإقليمي واحة الصحراء، تم خلاله عرض الطريقة الصحيحة لتربية الغنم والماعز وتطعيمها من الأمراض المعدية وكيفية التواصل مع خدمات الطب البيطري والتفتيش في الوزارة، والتي تبيّن أنها تقوم بالتضييق على المزارعين ولا تقدّم الخدمات الكافية لهم.

محمد موسى أبو سبيلة، صاحب مواشي من قرية أبو تلول، أكد أهمية اليوم الدراسي، ولكنه أشار إلى المشاكل التي يعاني منها المزارعون والتي تبدأ بقضية نقص المراعي التي تؤدي إلى ارتفاع أسعار العلف وبالتالي سعر المواشي، والخسائر التي يتكبدها مربي المواشي في ظل هذه الظروف.

حسين أبو سبيلة مزارع من النقب، ناقش مطولا مارسيلو ميكوليتسكي، مدير قسم الطب البيطري بوزارة الزراعة لواء الجنوب، حول نقص الخدمات والحاجة إلى مراجعة مكتب الوزارة عدة مرات بهدف الحصول على تصاريح نقل ماشية من مكان إلى آخر، إضافة إلى نقص المراعي وغيرها من الخدمات التي تؤثر على المزارعين العرب-البدو في النقب.

يملك عرب النقب ربع مليون رأس من الغنم والماعز وفق سجلات وزارة الزراعة، إلى جانب مئات آلاف الرؤوس غير المسجلة - والتي تقدر بين 200-300 ألف - لأسباب مختلفة، وعدم تطعيم الكثير من المزارعين لمواشيهم أدى إلى نفوق الآلاف منها إلى جانب نقلها لأمراض لأصحابها ما يؤدي إلى أمراض وحالات إجهاض متكررة في الجنوب خاصة بسبب الحمى المالطية.

ولفت د. مارسيلو أثناء عرض المعطيات القطرية حول التطعيمات، أن سيدة بدوية أجهضت اربع مرات متتالية، واتضح أن السبب هو إصابتها بالحمى المالطية من المواشي غير المطعّمة.

د. سليمان الصانع، الطبيب البيطري في مجلس واحة الصحراء، أشار إلى الخطورة التي قد تشكلها المواشي غير المطعمة على الإنسان أيضا.
لا يخفى على أحد من أهل النقب استمرار التضييق على أصحاب المواشي، بهدف تقليص أعدادها. فالسلطات الإسرائيلية تخنق المواطنين البدو في أرضهم ومسكنهم وزرعهم ومائهم، وتوسع حملاتها لتصل المواشي، ما أدى إلى تراجع الثروة الحيوانية في المناطق الجنوبية وتنازل العديد من المزارعين العرب عن تربية المواشي بسبب غلاء الأسعار بسبب عدة عوامل، بينها عدم منح ترخيص للمراعي مقابل ارتفاع أسعار الأعلاف بنسبة أكثر من 30%.