افتتحت جمعية ابداع، أمس الجمعة، معرض رسومات بعنوان "ولادة " للفنان حبيب فرح في جاليري ابداع - كفرياسيف بحضور جمهور غفير من البلدة وخارجها، شمل شخصيات إجتماعية من كتاب، شعراء وأوساط فنية.
وافتتح المعرض عبد الخالق أسدي - عريف الإفتتاح وعضو الهيئة الإدارية، مرحبا بالحضور ومعبرا عن سعادته وشكره العميق لمشاركتهم الإفتتاح، مهنئا الفنان حبيب بمعرضه.
الفنان حبيب فرح
ثم تحدث أيضا السيد جورج توما - رئيس جمعية ابداع قائلاً: "باسم جمعية ابداع – بهيئتها الإدارية والفنية أرحّب بكم أجمل ترحيب لحضوركم ومشاركتكم معنا افتتاح هذا المعرض للفنان العزيز حبيب عيسى فرح . إنه المعرض الفردي الأول له في جمعية ابداع . لقد اختار الفنان حبيب موضوع الرسم ليعبّر عن أحاسيسه ومشاعرة بالقلم واللون والريشة بدلاُ من الكتابه التي اختارها غيره من المثقفين والأدباء والمعلمين".
وتابع توما: "إننا نرحّب به بيننا وندعو كل من يجد في نفسه ميولاً للفن أن يتجه اليه لأن الفنون من أهم المواهب التي يعبّر فيها الإنسان عن مكنوناته وخفاياه، وهي وسيلة لتخفيف الضغط النفسي والجسدي لكل واحد منّا. كما أنها وسيلة لقتل الفراغ واستغلاله في الأعمال المثمرة والحسنة، وآمل أن يكون هذا المعرض نقطة انطلاق للأعمال الخيّرة والتعبير عن الذات بالرسم والفن".
كما تحدث المحامي شادي شويري - رئيس مجلس كفرياسيف المحلي معربا عن إعجابه بلوحات المعرض وبارك للفنان حبيب بمعرضه وأشاد بجمعية ابداع ونشاطاتها وتمنى لها ولحبيب دوام التقدم والإبداع. ومن ثم تحدث الدكتور منير توما، الذي قام بتحليل لوحات المعرض ومكنوناتها والمعاني الرمزية التي تحملها كل لوحة ولوحة مهنئاً الفنان حبيب بمعرضه.
ومن بعده هنأت الفنانة صبحية حسن- منظمة المعرض واستاذة الفنان حبيب في دورة الرسم بالمعرض وأشادت بأعماله المعبّرة وقوة موهبته وشغفه بالفن وتميزه بهذا المجال، قائلة: "استطاع الفنان حبيب خلال وقت قصير صقل وتطوير مهاراته في مداعبة اللون وتوظيفه بايقاعات تخدم الفكرة المطروحة ، فاختار شغفه اللّا متناهي لفنّهِ ولم يسمح للاغتراب أن يتغلغل إلى روحه المتعطشة للفن وللابداع. كيف يلامس الإنسان روحه في عصر الاستهلاك والاغتراب عن الذات؟ وكيف يقوى الفرد على الوقوف في وجه التيّار والتمرّد عليه؟ أراد الفنان حبيب فرح لهذه الروح ان تولد من جديد. بعيداً عن الواقع المضلِّل للنفس وتحريرها من عبودية المادة، من خلال قصائد بصرية تعكس حالات من الاغتراب، الغضب والتمرّد. يطرح موضوعات أعماله الرافضة للواقع القاهر بتلقائية وسلاسة، يتجلى ذلك في اسلوبه السريالي الثائر على الواقع وفي مضمون هذه الأعمال".
وأردفن الفنانة حسن: "في معظم أعماله نرى الشخوص من الخلف كتعبير لرفض الواقع، نجد ذلك جلياً في اختياره للمرأة كعنصر حاضر في لوحاته ، تارةً نجدها سجينة الزمان والمكان وتارةً أخرى نجدها تدير ظهرها لنا ولواقعنا البائس، وأحيانا يصورها عازفة تعزف على أوتار الألم لحن الثورة الصارخ فيخترق آذاننا من خلال الألوان الحارّة الصارخة وإيقاعها الصاخب إلى جانب الأزرق والتوركواز. وفي معزوفة لونية أخرى يطلقها حرّة إلى الفضاء بالوان متناغمة وإيقاعات لونية تثير المشاهد وتدهش المتلقي وتتركه مع سمفونية سريالية رائعة".
وفي ختام الإفتتاح تحدث الفنان حبيب عن معرضه موضحا للحضور لماذا سمى المعرض باسم "ولادة " وماذا تعني هذه الكلمة قائلاً: "لكلّ إبداعٍ حقيقيٍّ قابلٍ للحياةِ لحظةُ ولادةٍ حقيقيّةٍ قابلةٍ للحياةِ. وكما يقولُ مثلُنا الشّعبيُّ: "لا يستحي شيءٌ منْ أوانِهِ"، فعندما تنضجُ العواملُ الذّاتيّةُ، في اللّحظةِ الموضوعيّةِ المواتيةِ، لا ينتظرُ الجنينُ إذنًا منْ أحدٍ، وهذا ينطبقُ على تجربتي الفنيّةِ التي وجدَتْ طريقَها إلى النّورِ، في عامِ 2014، حيثُ انضمَمْتُ إلى جمعيّةِ "إبداع" التي احتضنَتْ موهبتي التي رافقتني مُذْ صغري فصقلَتْها وطوّرَتْها وأَغنَتْها. لقدْ نَمَتْ بداخلي موهبةُ الرّسمِ، حتّى لم يعدْ بِمقدوري إخفاءَها، وبعدَ مخاضٍ عسيرٍ، خرجَتْ منْ رحمِ صَمتي، إلى عالمِ الألوانِ النّاطقةِ بحكايةِ الولادةِ، ما كانتْ هذه الرّوحُ لتولَدَ، لولا رعايةُ ومشاركةُ مُنظمة هذا المعرضِ، الفنّانةُ صبحيّة قيس، ولولا احتضانُ جمعيّةِ "إبداع" لموهبتي، على مدارِ السّنواتِ السّبْعِ الماضية، ولولا تنظيمُها لمعرضي الأوّلِ هذا، ولولا دعمُ عائلتي الدّافئِ وغيرِ المحدودِ بتشجيعِهِ ومحبَّتِهِ، فشكرًا لكلِّ هؤلاءِ، وشكرًا لكلِّ مَنْ يشاركُني معرضي بكلمةٍ، أو بنظرةٍ، أو بإيماءةٍ، ولو مِنْ بعيدٍ".
وكان قد شمل لمعرض سجلًا خاصًا يوثق أعمال الفنان حبيب.