الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 09:02

شاعر الناصرة واسراره المجهولة/ بقلم: ناجي ظاهر

ناجي ظاهر
نُشر: 24/06/21 11:38,  حُتلن: 11:49

تحلُّ اليوم، الخميس الرابع والعشرين من حزيران الجاري، الذكرى السنوية الثامنة لرحيل الشاعر الصديق جمال قعوار، ابن بلدتي الناصرة. ربطتني بهذا الشاعر المهم، اواصر صداقة ومودّة منذ بداية طريقي الادبي حتى ايامه الاخيرة في عالمنا، ولي معه ذكريات غزيرة سجّلتُ بعضها في كتابات متفرقة كتبتها ونشرتها ابان حياته وبعد رحيله، ويكفي ان اقول تجسيدًا لهذه العلاقة الصادقة الصدوقة، انه اختارني عندما كرّمته مؤسسة الاسوار بإدارة الصديق يعقوب حجازي، في عكا، لأكون المتحدّث عنه وعن مسيرته الادبية.. التي آثر ان يطلق عليها عنوان مسيرة العشق والصمود.

لقد كُتب عن جمال قعوار (1930- 2013)، وقيل الكثير.. وبإمكان من يود الاطلاع على حياته ونتاجه الادبي الشعري بالطبع، ان يطلع على ما يريد منها وربما اكثر، بنقرة او عدد من النقرات على شبكة البحث العنكبوتية الالكترونية العالمية "غوغل"، لذا لن استرجع هنا حياته ونتاجه، وسوف اتوقّف عند عدد من النقاط غير المعروفة عنه للكثيرين.
النقطة الاولى: قد يعرف البعض خاصة من ابناء الاجيال الجديدة ان جمال قعوار.. كتب في بدايات حياته الادبية، العديد من القصص والاناشيد الموجّهة للأطفال، وقد تعاون في كتابة بعضها مع آخرين ابرزهم الكاتب الصديق محمود عباسي اطال الله في عمره، والشاعر الصديق جورج نجيب خليل رحمه الله وطيّب ذكراه، وبإمكان من يقوم بمراجعة جادة لما كتبه وانتجه جمال للأطفال، قصةً وانشودةً، ان يرى إلى ذلك الغِنى والعُمق في انتاجه هذا، وقد سبق وكتبت عن كتاباته الرائدة لأدب الاطفال في بلادنا ودعوت لإعادة نشر ما كتبه.. لاطلاع ابناء الاجيال الجديدة عليه والنهل من منابعه الثرة الغنية، ولعلّ هذه فرصة مناسبة للعودة الى هذه الدعوة والالحاح عليها، فقد تجد هذه المرة الصدى المنشود.
النقطة الثانية: ان جمال قعوار كان شاعرًا مطبوعًا حاضرَ البديهةِ وسريعها، وانه كان يدهش المحيطين به في قدرته على ارتجال القول الشعري، ومما اذكره عنه، كما عرفت خلال عملي متطوّعًا معه في تحرير مجلة "المواكب" الادبية، ان العشرات من اهالي بلدتنا المشتركة الناصرة، كانوا يتوجّهون إليه لكتابة بيت او بيتين من الشعر لينقشوها على شواهد وانصاب اعزائهم الراحلين، فكان يستجيب لهم وينظم ما يطلبونه منه على الفور، وقد اخبرني، ذاتَ جلسةٍ، ان اشعاره هذه كتبت على المئات من الاضرحة.
النقطة الثالثة: ان جمال اتقن اللغة العربية نحوًا وصرفًا، بلاغةً ومعرفةً، اتقانًا قلّ نظيرُه، ومع هذا، وهو ما اود قوله في هذه النقطة، كان انسانًا متواضعًا لا يدّعي معرفةَ ما لا يعرفه، وكان يضع القاموس (المنجد) على الطاولة قبالته.. لفحص ومعرفة معاني ما يستمع إليه، ولا يعرفه من كلمات.
رحم الله جمال قعوار، فقد كان واحدًا من اعلام الادب والثقافة في بلدتنا المشتركة الناصرة.. فحق له ان يحظى في حياته وبعد رحيله. بلقب شاعر الناصرة.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com


مقالات متعلقة

.