"كادت أن تحصل كارثة!" هذه الكلمات المخيفة تتكرر في الأيام الأخيرة بمدينة رهط، خاصة في نهاية الأسبوع، حيث تكثر ظاهرة إطلاق الرصاص حيث تسقط رصاصات طائشة على بيوت المواطنين أو في الساحات، ما يمنع الشعور بالأمن والأمان حتى في معقلهم – عقر دارهم.
في نهاية اخترقت رصاصة طائشة "الإسكوريت" لمنزل لعائلة العمراني في ضاحية رقم 11 بمدينة رهط، ولولا لطف الله لحدثت مصيبة. العائلة أصدر بيانا جاء فيه "تحذير لكل من يطلق النار كما حصل من أحد الضواحي حيث تم اطلاق الرصاص بكثافة وسقطت رصاصة في منزل شاب وكادت تحصل كارثة".
ويقول الأهالي إنّ "على المواطنين أنفسهم التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة، وتوقيف فوضى السلاح ووضع حدا لها، وإذا تمّ معرفة المسبب لهذا الشيء القبيح، سيتم معاقبته عشائريا وقانونيا وبصورة قاسية".
وفي نهاية الأسبوع كشف نشر موقع "العرب" وصحيفة "كل العرب" خبرا عن رصاصة طائشة سقطت في ساحة لعب لأطفال عزات أبو غرارة، في حي 28 بمدينة رهط، حيث أثارت موجة من السخط المشوب بالهلع والخوف.
وكان عزات أبو غرارة (42 عاما) يجلس في الساحة الخلفية لمنزله ويتناول طعام الإفطار، حين كان ثلاثة من أولاده الخمسة يلعبون في ساحة البيت المشترك له ولشقيقه. ونحو الساعة العاشرة صرخت ابنته ميار (5 سنوات) باتجاهه "أبي لقد وجدت قنبلة"، فتوجه إلى المكان ووجد رصاصة اتضح أنه تمّ اطلاقها في ساعات ليلة الجمعة/السبت وسقطت في الساحة التي يستعملها أطفال وأطفال أخيه كساحة للعب.
وقال في حديث لمراسل "كل العرب": "أخاف على أولادي وعلى أنفسنا، والآن أصبحت أحسب ألف حساب – حيث في المرات السابقة حين كنت أسمع إطلاق رصاص أبقى في الساحة، ولكن في المرات القادمة سأقوم بالدخول إلى البيت مع عائلتي. لقد توجهت إلى رئيس البلدية وأحد النواب وأخبرتهم بما حدث ونرجو أن يتم وضع حد لظاهرة إطلاق النار في الأحياء التي تشكل خطرا على السكان في كل مكان. هذه الظاهرة موجودة فقط في مجتمعنا العربي – للأسف الشديد".
وفي نهاية الأسبوع تمّ تسجيل سقوط رصاصة على منزل في حارة رقم 34 بمدينة رهط. وقد اخترقت الرصاصة سقف الإسكوريت – ولكن لطف الله منع كارثة في هذه المرة أيضا – علما أن الرصاصة سقطت في مكان تتجمع فيه الأسرة بصورة عامة، وفي تلك اللحظات لم يكن أحدا هناك. وسقطت رصاصة أخرى على مركبة مواطن ما أدت إلى أضرار بالسيارة في نفس الحارة. وقال أحد السكان: "على الناس أن تتقي الله. لو وقعت الرصاصة على رأس شخص، لن يتم مسامحة العائلة التي خرجت الرصاصة من عندها".
وعبر مسؤولون في بلدية رهط عن امتعاضهم من عدم قيام الشرطة بواجبها بكل ما يتعلق بظاهرة إطلاق النار. وقال رئيس بلدية رهط فايز أبو صهيبان: "الشرطة تقوم بوضع حواجز في المدينة في ساعات النهار، كما تمّ اليوم في حارة 14، ولكن لا تتحرك في ساعات الليل ضد ظاهرة إطلاق الرصاص. سنقوم بمتابعة القضية مع قائد شرطة رهط".