أخيرًا وبعد يوم درامي من اللقاءات والحوارات والمفاوضات والترقب، أبلغ رئيس حزب "يش عتيد" يائير لبيد، رئيس الدولة رؤوفين ريفلين بأنه تمكن من تشكيل حكومة تكون رئاستها بالتناوب بين لبيد وبين عضو الكنيست نفتالي بينيت، الذي سيشغل منصب رئاسة الحكومة اولًا، وأمام هذه الحكومة 11 يومًا حتى تنال الثقة وتخرج إلى حيز التنفيذ.
واللافت أن تركيبة هذه الحكومة هي خلطة غريبة وعجيبة "يونا"، وفيها تناقضات ايديولوجية وسياسية عميقة، وتجمع اليمين الاستيطاني الفاشي والمركز واليسار، ولكن القاسم المشترك فيما بينها هو الاطاحة ببنيامين نتنياهو، ومن يترأسها لا يملك سوى 6 مقاعد، وهو امر غير مسبوق في تاريخ المؤسسة الحاكمة، فضلًا عن مشاركة وانضمام أول حزب عربي في ائتلاف حكومي منذ قيام الدولة، وهي القائمة العربية الموحدة، وهي خطوة وتجربة جديدة وغير مسبوقة يمكن لها أن تفشل أو تنجح، وتطور خطير، ويشكل منعطفًا خطيرًا، يركز على القضايا والمسائل المدنية، وتغييب للقومي والوطني، ولا يتطرق لقانون القومية.
وقد سجلت الجبهة والحزب الشيوعي والتجمع الوطني الديمقراطي موقفًا سياسيًا وتاريخيًا واضحًا بعدم دعم هذه الحكومة.
وهذه الحكومة لن تكون مختلفة ومغايرة لحكومة بنيامين نتنياهو والحكومات السابقة، بل ستكون حكومة ليكود ب، وهي بمركباتها أكثر يمينية وعنصرية في تعاملها مع العرب في هذه البلاد، ومع شعبنا العربي الفلسطيني، وهي برأيي حكومة أذا ما نجحت في كسب الثقة لن تصمد طويلًا، نتيجة التناقضات والاختلاف الجذري الكبير وعدم الانسجام بينها، وستنصب جهود بنيامين نتنياهو على عدم انجاح هذه الحكومة وافشالها.
على كل حال سننتظر أيام ونرى ما ستفضي إليه الأمور، هل ستنال هذه الحكومة الثقة من نواب الكنيست، أم لا، وان غدًا لناظره لقريب.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com