يقول المعري: لقد ساس أهلُ الأرضِ قومٌ تفتقت _ أمورٌ فما ألقت لهم يدُ راتقِ.
أثبتت الهبة الجماهيرية الكبيرة التي قامت من أجل الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، ومنع تهجير الفلسطينيين القسري في حي الشيخ جراح أن الشعب الفلسطيني هو صانع التاريخ، هو البطل الحقيقي الخالد، وإذا كان التاريخ الماضي هو تاريخ أفراد وأحزاب، فالتاريخ الحاضر تاريخ شعوب.
لقد استطاع الشعب الفلسطيني على امتداد أماكن تواجده امتصاص كل الاختلافات، وتأطيرها في سياق وحدة ميدانية شاملة بين عناصره وقواه متجاوزاً في ذلك قيادته السياسية، بحيث أصبح المبادر في صنع القرار من أجل التغيير، وهو يضع البذور في الأرض، وينتظر أن تنمو. لذلك، فإن رياح التغيير قادمة لا محالة في ظل هذه التحولات التي تجتاح فلسطين، فقد كتب شعبنا اليوم السطر الأول في تاريخ الأمة الحديث بحروف مدادها دماء الشهداء.
إن فلسطين تحتاج اليوم إلى مؤسسة قوية وقيادة قادرة على مواكبة هذا الزخم الكبير، وإعادة هذا الغائب إلى الحضور، لكن وفق أية رؤية وأية صورة وأي منظور؟!
وفي الختام، فقد استعادت القضية الفلسطينية حضورها، وقال الشعب الفلسطيني كلمته، وتجسدت وحدته الميدانية على الأرض، وعلى القيادة السياسية الفلسطينية التقاط الفرصة وعدم الانتظار بأن تتحمل دورها، وتحتاج إلى التأطير لفهم المتطلبات الحاصلة، والإجابة على الأسئلة الجديدة التي يطرحها الشعب الفلسطيني، وتتعلق بفرص إثبات الذات، وأولى هذه المهمات تعزيز صمود الجماهير في الثبات على أرضهم، وتشكيل حكومة تكنوقراط عمادها الشباب المبدع مدعومة بخبرة الكبار تكون أمينة على أحلام الناس وتطلعاتهم، والسعي الجاد لاستعادة الوحدة الوطنية التي ضُربت مرات ومرات في الصميم، وبحيث تفضي هذه الوحدة إلى عقد انتخابات شاملة ومتزامنة في كل الأراضي الفلسطينية.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان alarab@alarab.com