في صلاة الطبيب الذي كتبه الحاخام رمبام، (موشيه بن ميمون) في صلاة الطبيب قائلاً : "تنبع قوتي الجسدية والعقلية وترتقي حين أكون دائمًا مستعدًا لإنقاذ الفقراء والأغنياء، للمحب والمبغض، للخير والشر، وذلك لاني أُشخّص المريض دائمًا كانسان.
وفي قسم أبقراط:" وأنتم تمدون يد العون للمريض، ايٍ كان، سواءً أجنبيًا أو مواطنًا سويًا.
والحقيقة أن الأطباء والطبيات لا يقسمون بهذه الكلمات فحسب ، بل يعملون بها ويعيشون لأجلها.
يعتبر النظام الصحي الإسرائيلي هو ملاذ آمن، دفيئة للتعايش والتعاون، فضلًا عن كونه مكان مشترك للعمل.
الأطباء لا يسالون أبدًا من هو اليهودي ومن هو المسلم ، ومن هو المسيحي أو الدرزي - لا في غرف الطوارئ ولا في العيادات، بغض النظر عما إذا كان مريضًا أو طبيبًا أو ممرضاً.
لقد عملنا سنوات عديدة جنبًا إلى جنب، ولكن في الأيام الأخيرة تفجرت هجمات شرسة ، ولا ننسى جائحة الكورونا، حيثُ تفشي الوباء العالمي كوباء القرن، عملناً سوياً وجنباً إلى جنب طيلة الأيام وعلى مدار الساعة. وكنا نموذج عالمي في التعاون الانساني اولاً.
إنني لا أملك حلًا للازمة العميقة التي تصيب المجتمع الإسرائيلي ، لكني أطلب من الجمهور والمسؤولين المنتخبين النظر في كوادر النظام الصحي، أن يتفهموا أنهم عماد وجسور التعاون الذي حققوه، من خلال تحقيق التسامح والخير والرحمة والاحتواء والمداواة، دون أن يمرض الشخص فنتيقن من إنسانية المعالج. فالإنسان إنسان.
لا تزال الصحوة في ذاكرتنا الجماعية ، ففي العام الماضي عانينا من وباءٍ شديد في أجسادنا وأرواحنا، وباء أودى بحياة العديد من الضحايا. ولكن إلى جانب الصعوبة والتعقيد ، إكتشفنا أيضًا أشياء جيدة ومميزة عن أنفسنا. لقد هاجمنا فيروس جديد ، فيروس تحوّر كل الوقت، وقفنا وتصدينا وعالجنا، مما جعلنا جميعًا شركاء في نفس القدر المحتوم.
اعتمدنا على الكمامة، الوقاية، التباعد، والأهم الكادر الطبي كان قيادياً وذو مسؤولية يواصلون الليل بالنهار، نساعد بعضنا البعض.
استذكر بشكل خاص الممرض المسلم ماهر إبراهيم ، في مستشفى العفولة ، الذي صلى صلاة أخيرة على مريض يهودي وهو يحتضر.
قال، إنه فعل ذلك عندما أدرك أن أفراد عائلته لن يتمكنوا من الوصول قبل وفاته ، لذلك وقف فوق رأسه دون تردد .
لم يحدث هذا من فراغ، بل نتيجة تذويت قيم إنسانية على مدار السنوات والعمل والتطبيب. وبعد كل هذا تشتعل النيران في الشوارع الاسرائيلية!؟
وهناك من يحاول عرقلة هذا النسيج الإنساني الطبي والمهني
مجموعة متطرفة لا تزال ترى الانسان في هويات مختلفة، يشعلون حريقاً بين العرب واليهود، ويهددون بالنسيج الانساني والمجتمعي الذي نعيش به يوماً بيوم.
وعليه يجب أن تصدح حناجرناً بصوت واضح، نرفض بموجبه أن يتحول العرب واليهود لأعداء.
أنا فخور بأن رسالة المصالحة خرجت من المستشفيات في الأيام الأخيرة.
أرى الأطباء والطبيبات يتكاتفون ويهتفون "سيأتي علينا المزيد من السلام". يمكن للنظام الصحي أن يكون منارة تضيء قيم العقل والاندماج والمساواة لجميع الإسرائيليين أينما كانوا.
اليوم وكل يوم.
*البروفيسور حجاي تسيون - رئيس نقابة الأطباء في إسرائيل
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com