يزوّدني عدد من الأصدقاء، مشكورين، عبر الواتساب الّذي توطّدت علاقتي به في زمن الكورونا، بفواكه أدبيّة قديمةً وحديثةً.
أرسل إليّ الصّديق الدّمث حسن صالح (رئيس بلديّة أريحا سابقًا) مقالةً اختارها وجاء فيها: "أجمل البنات اللواتي حملهن لبنان على ثراه هي دلال المغربيّ الّتي ولدت من أمٍّ لبنانيّة وأبٍ فلسطينيّ تحت الصّفيح في مخيّم صبرا، ودلال هي أحلى بنات العرب." كما أرسل إليّ مقالة غاضبة حزينة اختارها من كتابات الاديب السّوريّ محمّد الماغوط جاء فيها "الخمر يلعب برأسي، وزوجتي تلعب بجيوبي، والبقال يلعب بحساباتي، وأكثر من زعيم سياسيّ يلعب بمصيري. ماذا نفعل عند هؤلاء العرب من المحيط الى الخليج؟ أعطونا السّاعات وأخذوا الزّمن، وأعطونا الأحذية وأخذوا الطّرقات، وأعطونا البرلمانات وأخذوا الحرّيّة، وأعطونا الثّوار وأخذوا الثّورة." ويصرّح الماغوط في النّهاية "يبدو أنّ تحرير العقل العربيّ أصعب من تحرير فلسطين!".
وأمّا الصّديق الشّاعر عبدالنّاصر صالح وهو شاعر وابن شاعر ولمدينة الشّعراء "طولكرم" ينتسب، فقد أرسل لي كتابًا ممتعًا ثمينًا اسمه "فصول من المثنويّ" للشّاعر الفارسيّ الصّوفيّ جلال الدّين الرّوميّ وترجمة الأستاذ عبد الوهّاب عزّام ويتطرّق في مقدّمة الكتاب الى اللقاء المثير لجلال الدّين الرّوميّ مع الدّرويش شمس الدّين التّبريزيّ وكنت قد التقيت بهذين الصّوفيّين البارزين في رواية "قواعد العشق الأربعون" للأديبة التّركيّة المعروفة إليف شافاق.
ويزوّدني أخي وصديقي الكريم د.أسعد عبد الرّحمن بمقالات عميقة يكتبها أو يختارها وبطرائف ممتعة ود.أسعد المناضل الفلسطينيّ العريق كاتبٌ وأديب بارز وقد استضافني مرّتين في عمّان قدّمت فيهما أربع محاضرات أدبيّة.
ونقل لي الجوّال عبر الأخ خالد خليفة النّدوة الأدبيّة الرّائعة الّتي جرت قبل نصف قرن تقريبًا والتقت فيها مجموعة من كبار الأدباء المصريّين بالأديب الكبير طه حسين وهم: نجيب محفوظ، عبد الرّحمن الشّرقاويّ، ثروت أباظة، أمين يوسف غراب، انيس منصور، كامل زهيريّ، محمود أمين العالم.
تابعت هذا اللقاء الجميل عبر أثير إذاعة القاهرة في الزّمن العربيّ الجميل، قبل عقود، وأذكر أنّ عميد الأدب العربيّ طلب من عبد الرّحمن الشّرقاويّ نسخة من روايته الشّهيرة "الأرض" وقال الشّرقاويّ بعد اللقاء أنّ طه حسين يطلبها منه للمرّة الثّالثة وكان قد لبّى طلبه في كلّ مرّة، والشّرقاويّ روائيّ وشاعر كبير واشتهر بقصيدته "رسالة من أبٍ مصريّ الى الرّئيس ترومان". وأمّا صديقي العزيز المفكّر العملاق والنّاقد الكبير والانسان التّقدميّ المتواضع جدًّا، المرحوم محمود أمين العالم فقد خاطبه طه حسين قائلًا: أنت محمودٌ وأنت أمينٌ وأنت عالمٌ.
تحدّث طه حسين في هذا اللقاء عن الالتزام في الأدب وعن المسرح الشّعريّ وعن كتابه الجميل "الأيّام".
درستُ "طه حسين الأديب والمفكّر " طيلة عام دراسيّ كامل في جامعة حيفا مع البروفيسور دافيد صيمح، رحمه الله، وكتبت أطروحة بعنوان "طه حسين روائيًّا" ونشرتها فيما بعد في مجلّة "الجديد" على ثلاث حلقات هي: طه حسين والرّواية الفنّيّة، طه حسين والرّواية التّاريخيّة، الأسلوب الرّوائيّ عند طه حسين.
قرأت معظم مؤلّفات هذا الأديب الكبير وأعجبت بمعظمها وبخاصّة كتابه الهامّ "الفتنة الكبرى" بجزأيه: عثمان وعليّ وبنوه، وصرّح طه حسين في ذلك اللقاء أنّه كان يرغب بكتابة الجزء الثّالث لكنّ ظروفًا قاهرة منعته من ذلك.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com