في ظلّ الظروف التي يعيشها العالم الآن، قد تزيد المخاوف المرتبطة بالموت وقد يتبادر إلى ذهنك أفكار ومشاعر مختلفة ومتنوّعة، قد يخطر ببالك فكرة فقدان أحد أحبّتك، وهذا أمر طبيعي.
هذه الفكرة تترافق مع مشاعر مختلطة بين الخوف والقلق، ومعظم الناس يعيشون هذه التجربة حتمًا في وقت ما من حياتهم وقد يصل الخوف من موت شخص عزيز إلى نقطة تعيق عن استمرار الحياة بشكل طبيعي.
صورة توضيحية
الخوف من الموت أمر طبيعي للغاية!
إنّ الموت جزء من الحياة، تأكّدي أنك لست لوحدك، تقبّلي الفقدان! فقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الأكثر تقبلًا لفكرة الموت عمومًا، يتعاملون بشكل أسهل مع الفقد ويظهرون قدرة أكبر على التّحمل في تلك الحالات بشكل عام. ولسوء الحظ فإن كل الناس يمرّون بتجربة الموت في حياتهم.
الخوف من موت شخص عزيز أمر في غاية الصعوبة، مهما كانت الظروف، والتغلّب على مشاعر الخوف من فقدان الأحبة تجربة ذاتية جدًا، لكن لحسن الحظ، فهناك وسائل وتقنيات مبنيّة على أسس بحثية يمكنها أن تساعدك على ذلك، مثل التفكير في الموت بواقعية والتعامل مع الخوف من فقدان شخص ما وتجاوز مشاعر الخوف من الفقدان وتلقي الدعم الاجتماعي.
لا بدّ من وجود الموت.. فكّري بإيجابية!
أحد الطرق التي تساعدك على التفكير في العالم بإيجابية هي أن تتعرفي على دائرة الحياة وأن تدرك أن الحياة والموت حتميان ومن سنن الكون، ولكي يكون هناك حياة فلا بدّ من وجود الموت. حاول أن تعِي الجمال الكامن في كل من الحياة والموت، فدائرة الحياة شيء مذهل يمكننا أن نقدر جماله ونشعر بالامتنان له، فهناك شخص يموت، ليتمكن شخص آخر من أن يعيش.
تعلمي أن تشعري نفسك بالامتنان، فمثلاً، قد تمرّين بتجربة فقدان لشخص عزيز، لكن في نفس الوقت، يمكنك أن تتأملي في الفرصة التي أمامك الآن بأن تقضي معه المزيد من الوقت، وتشعر بالامتنان لذلك، ويمكنك أن تشعري بالامتنان لأن هذا الشخص العزيز عليك، وأنت كذلك، كان لديكما الفرصة لكي تختبرا الحياة.
ولكن هل فكرت يومًا ما الذي يقف وراء مشاعر الفقدان ومشاعر الخوف تلك؟
الخوف ينشأ من خطر الأذى الجسدي أو النفسي أو العاطفي. يخشى معظم الناس في مرحلة ما من حياتهم أن يموت شخص عزيز عليهم. سيعاني معظم الأشخاص من فقدان أحد أحبائهم في مرحلة ما من حياتهم. وفقًا لنظرية إدارة الخوف، يمكن أن يتسبب التفكير في وفاة شخص عزيز في شلّ الخوف. خذي مخاوفك ومشاعرك على محمل الجدّ. أخبري نفسك أنه لا بأس أن تشعري بالقلق أو الحزن. هذه ردود فعل طبيعية!
من منّا لم يشعر بالخوف من الموت؟
الخوف من الموت، هو أكثر أنواع الخوف انتشارًا، وهو شعور أساسي داخل قلب كل إنسان، يؤثّر عليه في حياته اليومية، وعادةً ما يختبرها المرء بشكل دائم كالخوف من المجهول، والخوف من الموت، والأذى والفقدان والمرض.
ربّما تتجمع في رأسك أفكار مختلفة حول الخوف من موت شخص عزيز عليك، فيبدأ قلبك في الضجيج، وربّما يترافق ذلك مع بعض التوتر والاضطراب.
لكن فكّري في كل ما يمكن أن تتحكمي فيه في هذا الموقف، يمكنك أن تتحكمي في سلوكياتك وما تفعله حيال الموقف، يمكنك أن تركّزي على فعل ما بوسعك لرعاية وراحة أحبابك، لكي تتعاملي بشكل أفضل مع حزنك.
استحضري وعيك وانتبه للّحظة الآنية التي تحدث الآن في نفس الوقت والمكان الذي نحن فيه، وما يمكن أن نفعله في هذه اللحظة. نحن نخاف لأننا نفكّر في المستقبل وما يمكن أن يحدث فيه.