رفضت اللجنة المحلية لقرية وادي النعم غير المعترف بها قرار الإعتراف من قبل السلطات الإسرائيلية، لافتة أن "السلطة تقوم بإجبار سكان وادي النعم على مخططهم الاقتلاعي وتحاول فرض رأيها على الجميع لنكبة وتهجير آخر للسكان".
قرية وادي النعم - مسلوبة الإعتراف
وقال رئيس اللجنة المحلية، لباد أبو عفاش، أن "السلطة هدفها أكثر عدد سكان على أقل رقعة أرض وإخلاء السكان من أرضهم وترحيلهم قسريا".
وروى أبو عفاش تاريخ الصراع مع السلطات من أجل انتزاع الحقوق حيث قال: "نحن في مفاوضات منذ 1984 عندما حاولت السلطة ترحيل المدارس للشقيب وفعلا تم ترحيل المدرسة آنذاك وأضرب الأهل كل الفصل الأول وشهر من الفصل الثاني، وأجبرت السلطة لإرجاع المدرسة. اليوم في القرية ثلاث مدارس ابتدائية وعناقيد البساتين حوالي 3500 طالب. عام 1987 توجهت السلطة إلى المحاكم لإجبار الناس على الرحيل أو بما يسمى رفع اليد عن الأرض وحكمت المحكمة لصالح السلطة. قدمنا استئناف للمحكمة المركزية، وكان الحكم جائرا وحكم ضدنا لأننا لم نعرف الضابط الذي أخلى الأهل من أرضهم وأسكنهم في وادي النعم - فمن يستطيع آنذاك أن يسأل الضابط عن أسمه.
لباد أبو عفاش -رئيس اللجنة المحلية وادي النعم
ويذكر أن عام 1998 تم الاستئناف إلى المحكمة العليا، وفي عام 2005 حكمت المحكمة على أن الأرض للدولة ولكن على السلطة والسكان التوصل لحل ملائم للطرفين. منذ ذلك الوقت ونحن في مفاوضات إلى قبل أشهر معدودة. أعطينا السلطة عدة بدائل لكنها وللأسف لم تجد لنا أي مكان يلائم إلا تلك الجبال والمنحدرات التي لا تلائم بتاتا لإقامة قرية عادية فما بالك بزراعية! كل مخططات السلطة كانت غرب شقيب السلام، شرق الشقيب، شمال الشقيب، حارات من الشقيب، حارات بشكل قرن الموز في الشقيب".
"سنقاوم تخطيطهم بكل الوسائل"
وحول المخطط الأخير قال أبو عفاش: "التخطيط الأخير كان قطعة أرض بحيث يدخل فيها أربع دونمات أثنين 500 م وأثنين 750م. على الـ500 م يسكن شخصين وعلى الـ750 تسكن ثلاث عائلات. يعني وضع لا تتحمله البهائم".
وأكد رئيس اللجنة المحلية: "لن نرضى ولن نوافق على وضعنا في كنتونات. سنقاوم تخطيطهم بكل الوسائل المتاحة لنا. سيكون أجتماع جماهيري لأخذ رأي الناس والنضال مستمر حتى نيل حقوقنا كاملة".
"المخطط هدفه خنق القرية"
وقال النائب سعيد الخرومي (الموحدة): "المخطط الجديد لقرية وادي النعم الذي أقرته اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء هذا الأسبوع ترفضه اللجنة المحلية للقرية وقدمت إعتراضا واضحا على ذلك. للأسف، فإن سلطة توطين البدو ودائرة التخطيط في لواء الجنوب، تغاضت بشكل واضح عن مطالب اللجنة المحلية والسكان في تخطيط خارطة هيكلية للقرية تلائم حياة الناس البدوية الريفية الزراعية".
وتابع الخرومي: "المخطط ملاصق تماما لقرية شقيب السلام من الجهة الجنوبية ويهدف الى تحقيق أمرين تصر عليهم السلطة منذ زمن بعيد؛ الأول، تحويل شقيب السلام إلى مدينة تضم كل القرى غير المعترف بها الواقعة بالقرب منها وعلى رأسها وادي النعم. ثانياً، الحد من تطور شقيب السلام جنوباً وعملياً محاصرتها وعدم فتح حارات جديدة إلا ضمن إطار المدينة
المرتقبة!".
النائب سعيد الخرومي
وأشار النائب الخرومي إلى أن "هذا المخطط يضاف إلى مخططات أخرى تعمل عليها سلطة توطين البدو جنوب غرب شقيب السلام بهدف محاصرة القرية بشكل نهائي. إزاء هذا الوضع، فإن الوقوف مع أهلنا في وادي النعم ومساندتهم ودعمهم لتغيير هذا المخطط بما يلائم ظروف حياتهم ويحافظ على خصوصية القرية وإستقلاليتها هو مطلب الساعة".
وأنهى قائلا: "السلطات في الجنوب، حتى عندما تضطر وترغم على الإعتراف بالقرى العربية تبدأ بتخطيط خرائط هيكلية مشوهة وتتنافى تماماً مع المطالب المحقة للناس. وادي النعم وأهلها باقون وصامدون بإذن الله رغم أنف كل عنصري وحاقد حسود".