الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 08:01

موسكو تستقبل "عدوين" لدودين-الإعلامي/ أحمد حازم

الإعلامي/ أحمد حازم
نُشر: 22/03/21 11:24

الدبلوماسية الروسية تنشط في الفترة الأخيرة لصالح إسرائيل، التي يلجأ رئيس حكومتها نتنياهو إلى الاستعانة بصديقه الرئيس الروسي بوتين في الأوقات الحرجة لمساعدته. فمن دuم روسيا في إعادة دبابة إسرائيلية كانت قد اغتنمتها سوريا في حرب عام 1982 ، إلى استعادة فتاة إسرائيلية دخلت الحدود السورية خلسة، إلى المساعدة المبذولة روسياً لإرجاع بقايا عظام الجاسوس الإسرائيلي كوهين، الذي كاد أن يصل إلى منصب رئيس حكومة في سوريا، تستمر النشاطات "البوتينية" في خدمة نتنياهو.


المعروف أن حزب الله هو العدو رقم 2 بعد إيران لإسرائيل ، التي تحاول دائماً وضع حد لممارساته عسكرياً وضبط تحركاته والعمل على معرفة كل شيء حول مخططاته المستقبلية، ولا سيما عن قوته الصاروخية.
في الأيام القليلة الماضية كثفت إسرائيل من وتيرة تحركها الدبلوماسي للضغط على حزب الله. وسائل إعلام إسرائيلية كشفت عن زيارة خاطفة لوزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي إلى موسكو بدعوة من نظيره الروسي سيرغي لافروف. والغريب في الأمر أن هذه الزيارة جاءت مع وجود وفد من حزب الله برئاسة النائب محمد رعد في زيارة لموسكو، بدأها الاثنين واستمرت حتى الأربعاء الماضي بدعوة أيضا من الخارجية الروسية. وتأتي الزيارة بالتزامن مع بدء الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين الثلاثاء الماضي جولة أوروبية برفقة رئيس هيئة الأركان أفيف كوخافي، تشمل كلا من ألمانيا والنمسا وفرنسا.
توقيت هذه الزيارات لم يكن صدفة لا سيما تزامن زيارة الوفدين الإسرائيلي وحزب الله، حيث يعتقد محللون سياسيون بوجود مساعٍ روسية حثيثة لتطبيع الأوضاع الحدودية الملتهبة بين الطرفين، خصوصاً أن روسيا هي المرجع الأساس لإسرائيل في كل الأمور التي تتعلق بسوريا وحزب الله.
ويرى خبراء في المنطقة، أن دعوة روسيا لوفد من حزب الله لها أكثر من هدف، وقد تكون مشكلة الحدود اللبنانية الإسرائيلية أحد هذه الأهداف، لا سيما وأن إشارات ظهرت من حزب الله بشأن الموافقة على مفاوضات لبنانية فيما يتعلق بالحدود البحرية مع إسرائيل. فهناك مناطق بحرية يدور عليها خلاف وأن الجانب اللبناني الرسمي متمسك بموقفه، خصوصاً أن هذه المناطق البحرية يوجد فيها كميات هائلة من الغاز الطبيعي.
لكن عملية تطبيع الأوضاع الحدودية الشائكة بين الجانبين، ليس بالأمر السهل وهذا الأمر لا يمكن تحقيقه بدون ضوء أخضر إيراني. وهنا يكمن الدور الروسي، كون موسكو ترتبط بعلاقات وثيقة جداً مع إسرائيل، ويوجد بينهما تنسيق قويّ، كما يوجد لها علاقات قوية ومؤثرة مع الجانب الإيراني، وأبضاً مع الجانب السوري. ولا ننسى أيضاً أن قاعدة حميميم الروسية في محافظة اللاذقية السورية احتضنت لقاء بين مسؤولين إسرائيليين وسوريين بداية العام الجاري. نقطة مهمة أخرى وهي العلاقة المميزة مع حزب الله، الذي تقاتل ميليشياته جنباً إلى جنب مع القوات الروسية في سوريا، الأمر الذي يسمح بشكل كبير بنجاح مساعي روسيا لضبط إيقاع الوضع بين إسرائيل وحزب الله المدعوم إيرانيا.
في شهر شباط/ فبراير الماضي أطلق حزب الله صاروخ أرض – جو متطور على طائرة إسرائيلية بدون طيار كانت تحلق فوق الأجواء اللبنانية، الصاروخ لم يصب الطائرة، وهذا أمر مستغرب طبعا كيف أن صاروخ أرض جو يوجه على مسيّرة صغيرة من أفراد ميليشيا مدربة بشكل قوي يخطيء هدفه. صحيح أن الطائرة لم تسقط لكن الدوائر العسكرية الإسرائيلية اعتبرت أن ما حدث يعد تطورا خطيرا، لأنها المرة الأولى التي يتجرأ فيها حزب الله على اعتراض طائرة إسرائيلية تنتهك الأجواء اللبنانية. لذلك قامت إسرائيل مؤخرا بالتصعيد من تحذيراتها تجاه حزب الله.
الجنرال الإسرائيلي أوري جوردين اعترف قي صحيفة“بي شيفا”الصادرة في القدس، بأن الإسرائيليين قد يتعرضوا للضرب بألفي صاروخ يومياً إذا نشبت حرب مع حزب الله في المستقبل. لكنه حاول طمأنتهم بالقول:" أنهم لا يستطيعون هزيمتنا في ساحة المعركة، لذلك يحاولون نقل الحرب إلى جبهة ثانية، وهي منازلنا ومدننا ويجب أن يعرف أعداؤنا على الجبهات المختلفة أنه عند الحاجة سنفعّل قوة عسكرية لم يسبق لها مثيل من قبل”.
ويبدو واضحاً أن إسرائيل ومن خلال تكثيف نشاطها الدبلوماسي في أوروبا تحاول ضرب عصفورين في حجر واحد: خلق ضغط أوروبي فعال على إيران بشأن برنامجها النووي، وبالتالي إرغام إيران على وقف دعمها لحزب الله، من خلال أن يتضمن أي اتفاق دولي مع طهران بندا ينص على وقف دعمها لحزب الله.
وبذلك فإن إسرائيل، كما يعتقد محللون، تراهن على تغير في الموقف الأوروبي حيال حزب الله حيث ظهر ذلك في إقدام عدة دول أوروبية من بينها ألمانيا على تصنيفه ضمن التنظيمات الإرهابية.

مقالات متعلقة

.