تُرك ثلاثي الجبهة ليستعملوا اسم المشتركة ، حيث انطلت بذلك على الكثيرين ان المشتركة القديمة باقية على حالها بينما الاسلامية هي من خرجت عن السرب ، فكان الاجدر بالاسلامية ان تمنع - حتى قانونيا - من استعمال منافسهم لهذا الاسم لما فيه من ايحاءات معنوية ، مما كان سيحققُ بداية متوافقة تضع الطرفان عند نفس نقطة البداية ، بينما الحاصل ان الثلاثي سبق الاسلامية باشواط في الوعي الاعلامي .
يبدو ان الاسلامية لم تفكر إعلاميا في اليوم الذي سَيَلي المشتركة ، حين كانت مشتركة باربع اطرافها ، حيث لم يتربّع الرّفيق ايمن عودة على رأسِ القائمة فقط وإنما كان هو الوجه الاوحد المسيطر على إعلامها عبر صفحته الخاصة التي نمّاها حتى وصلت الى ما يقارب 250 الف متابع على حساب صفحة المشتركة التي كانت تُترك أشهُرا طِوال دون أيّ حتلنة ولا تحديثٍ .
منابر الاسلامية الإعلامية شحيحة المتابعين وأحسها تخاطب نفسها رغم ان طرحها طرح جدي وعلمي ويخاطب العقل والمنطق ، بينما نجد لمافسيهم مواقع معتبرة تجمع تحت سقفها مئات الاف المتابعين كموقع 48 وغيره ، مواقع لا تُخفي مرجعيّتها لمن يهمه الامر ، ولكن عامة الناس تستهلك منشوراتها على أنها مواقع إخبارية - ليست موسمية ولا تعمل فقط في الإنتخابات - بل تدعم مندوبيها دوما وابدا ، الامر الذي يتطلب موارد مادية جمة ليست متاحة لكل الأحزاب ، او انّ بعض الاحزاب كالإسلامية فضل توجيه ميزانياته للمساعدات وليس لتمويل مواقع كتلك .
الجبهة وبحنكتها الإعلامية استطاعت اختراق الصحافة العامة عبر شخصيات صحفية معروفة كفرات نصار ووائل عودة كمثال وليس للحصر ، ومن اجل ان تنطلي اللعبة على الجميع ، بين الفينة والاخرى يعرضون اخبار لمنافسي الجبهة ولكن دوما مصحوبة ببعض الايماءات التي تقلل من قيمة الخبر ، بينما تظهر اخبار الجبهة وإئتلافها بأبهج صورة واكثرها وضوحا وتاثيرا .
تمويل إنتخابات الاسلامية الحالي هو ربع ما يمتلكه منافسهم ، ومع ذلك لا يزالُ كِلا الطرفَين يقتصِدونَ في الإنفاقِ على إعلامهم ، الامر الذي تعوّدنا عليه من اعلامهم المشترك سابقا ، ولكن في حينها ارجعنا ذلك لعدم وجود مكان للتنافس الداخلي الذي قوقعم حينها في خانة من الكسل ، بينما الوضع الحالي هو مغاير تماما وأظنهم ينتظرون للأسبوع الاخير كعادتهم ، الامر الذي اظنه خاطئ خاصة للاسلامية التي تحتاج لإعلام مضاعف واكثر نجاعة يجب ان يبدأ من الآن من خلال منشورات متعددة تصل لكل البيوت وملصقات إثبات وجود في الشوارع والأزقة .
على الإسلامية ادخال منظومتها الجماهيرية والتطوعية الى ميدان العمل للتغطية على قصورها الاعلامي ، خاصة ان اكثر من نصف الوسط العربي غير متابع للاعلام الدائر ويكتفي بتلقف الرسائل الهجوميّة الدارجة والتي معظمها تخدم مصلحة ثلاثي الجبهة ، لذلك ومن اجل موازنة الصورة يجب عليهم الوصول لهذه العقول والقلوب بشكل فعلي ومباشر ، والتي اظنها ستركن اليهم بسهولة إن تم التواصل معها من خلال مندوبي الاسلامية الجماهريين الفاعلين المعروفين في كل بلدة .
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com