مناسبة القصيدة
كنت أُصَيِّفْ أَنَا والأسرة عَلى شاطئ البحر الجميل في مدينة العريش وكنا قد أحضرنا عوامتين لابنتي الصغيرتين حنان وصباح وأثناء راحتهما من البحر وضعت جسمي على إحدى العوامتين فوجدتها تحملني ونمت مستلقيا على ظهري على العوامة وهي تسبح بي حيث لا أدري وكنت بين الحين والآخر أضع رجلي على الأرض لأطمئن أنني لست في مكان عميق وفي إحدى المرات وضعت رجلي فلم أجد الأرض كان وجهي باتجاه البعيد من البحر وظهري للشط حاولت أن أوجه وجهي للشط دون جدوي لأنني لا أجيد السباحة ابتلعت جرعات من الماء فكرت بأنني ربما أغرق وراودني التفكير بالاستسلام للموت ولكنني قلت لنفسي : اصبري فربما يكتب الله لي النجاة وكان بعض الشباب من أبناء بلدتي يقيمون من أجسامهم تجمعا يشبه الدائرة وأخذت أنادي من بعيد لعلهم يسمعونني وبعد لحظات وجدت فرق الإنقاذ تدفعني إلي الأمام حتي وجدت قدماي الأرض حاولوا حملي فقلت لهم : أنا بخير وطالما وجدت قدماي الأرض فسأمشي معكم حتى الشط حاولوا أن يضغطوا على بطني لاستخراج الماء فقلت لهم : إنني لم أشرب كثيرا طلبوا مني أن أكتب لهم جواب {خطاب} شكر لإنقاذي حتى يصرف لهم المحافظ مكافأة على هذا العمل الجميل فاستجبت لطلبهم وشكرتهم انصرفوا فأخذت أكتب القصائد التي كانت نواة فيما بعد لديواني الجميل {ديوان العشق الأبدي }وقبل حدوث تلك القصة وفي نفس اليوم وعلى شاطئ بحر العريش مر عليَّ رجل يلبس جلبابا أبيض وعمامة بيضاء – وكأنه ولي من أولياء الله الصالحين – ألقى عليَّ السلام وسلم عليَّ يدا بيد وقال لي " اقرأ الفاتحة للبحر " قلت له : " إن شاء الله" قال لي : " اقرأ الفاتحة للبحر فإن البحر ولي " " قلت له : " إن شاء الله سأفعل" وأخذنا نقرأ الفاتحة فانصرف وهو يدعو لي قائلا : "ربنا ينجيك يا بني ربنا ينجيك يا بني ربنا ينجيك يا بني "
وكانت هذه القصيدة بعنوان :
{جُدْ لِي بِالْحُبْ }
يَا بَحْرُ يَا طَيِّبْ
يَا قُطْبَ الْأَقْطَابِ
وَيَا عَلَماً
فِي دُنْيَا النَّاسْ
ظَلَمُوكَ
فَقَالُوا:
إِنَّكَ غَدَّارْ
خَابَتْ قَوْلَتُهُمْ
تَاهُوا
***
يَا بَحْرُ يَا طَيِّبْ
أنْتَ وَلِيٌّ
تَعْرِفُ
مَا لِلْقَلْبِ الطَّيِّبِ
مِنْ أَثَرٍ
بَيْنَ عِبَادِ اللَّهْ
تَعْرِفُ
مَا لِلْكَلمِ الطَّيِّبِ
مِنْ فَضْلٍ
عِنْدَ اللَّهْ
***
يَا بَحْرُ يَا طَيِّبْ
كَادَ الْمَوْتُ
يَلُفُّ خُيُوطاً
سَودَاءْ
حَوْلَ الشَّاعِرْ
لَكِنَّكَ كُنْتَ
الْأَنْبَلَ
فِي الْإِحْسَاسِ
بِظُلْمِ الدَّهْرْ
ظَلَّتْ أَمْوَاجُكَ
تَحْمِلُنِي
فِي {حِنِّيَّةْ}
حَتَّى
أَنْجَانِي اللَّهْ
فَتَوَجَّهَ
قَلْبِي
بِالشُّكْرِ
وَبِالْعِرْفَانْ
لِلَّهِ
الْعَاطِي
الْمَنَّانْ
أَعْطَاكَ
النُّبْلَ
الصَّبْرَ
الْإِحْسَاسَ
بِحُبِّ النَّاسِ
بِحُبِّ الْكَوْنْ
بَلْ حُبِّ
جَمِيعِ الْمخْلُوقَاتْ
يَا بَحْرُ
يَا أَكْرَمْ
يَا عَاشِقِي الْأَعْظَمْ
اِمْلَأْ كَفَّيْكَ
بِخَيْرَاتِ اللَّهِ
الْمَنَّانْ
جُدْ لِي
بِالْحُبِّ وَبِالْعِرْفَانْ
قَالَ لِي:
يَا شَاعِرَ عَالَمِنَا الْفَنَّانْ
عِشْ بِأَمَانْ
عِشْ بِأَمَانْ
عِشْ بِأَمَانْ
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان alarab@alarab.com