الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 04:02

لا أسف على المشتركة- بقلم : مهند صرصور

مهند صرصور
نُشر: 04/02/21 20:27,  حُتلن: 22:50

لا اسف على المُشتركة لانها لم تكن مشتركة ، بل كانت عبارة عن أمل مُغلف مجهول محتواه ، يمشي في ظُلمات سياسية لم ولن يتفق افرادها عليه يوما من الأيام  ، مشروع دُفعوا اليه من اجل عبرور نسبة الحسم ، وصدقوا كذبتهم التي كان من المريح التستّر خلفها تحت شعارات وحدوية ووطنية فاقدة للمعنى والمضمون ، ومحمليها عبء إختلافات وإنشقاقات تاريخية منها الفلسطيني كما العربي العالمي ، ملوحين بِها نحن نتحد ولسنا كمثل كل من إختلف وفاحت رائحته ، ولكن الفرحة الزائفة لم تدم يوما . 

لم تدم لانها لم تكن يوما شراكة حقيقة ، وبعكس ما يقال فان المُختلف عليه اكثر بكثير من المُتفق عليه ، ولننظر في المرآة لنرى الصورة على حقيقتها  ، ما الذي وحد الاسلامي والجبهوي ؟ ولا تقل لي المصلحة العربية ، لأن تلك المصلحة في أعيُن الاسلامي تختلف عن الناظر الجبهاوي . تختلف في الدرب ووسائل الحل والربط ، وتتباين في عمق الدوافع ، ولكل منهما مؤثرات خارجية تاتي من بوابة مختلفة ، ومرجعيات دينية وفلسفية لا يمكن التراجع عنها عند بعضهم حتى لو تصادمت وأفشلت مشروعهم العربي المُعلن ، وخاصة تلك الفئة التي ارتمت تاريخيا في حضن اليسار وربطت مصيرها بهم رغم يقينها من ضياع ذلك اليسار وتلاشيه . 

ومن يتغنى الان بان المشتركة باقية وما زالت ولكن البعض تخلف عنها فهو واهم ، لان المشتركة الحزبية لا تمثل اكثر من ٣٠% من المجتمع ، وفي اوج شعبيتها - في الانتخابات السابقة -  المدفوعة بتحريض اليمين المكثف على العرب وصفقة القرن الامريكية ، وبعد ان وصلت لكل بيت ، استطاعت الوصول الى ما يقارب ٦٤% من المصوتين العرب ، الامر البعيد كل البعد في الحالة السياسية الراهنه من إحتقان شعبي وفرقة سياسية ، وتراشق إعلامي  وخطاب تخوين ، اي ان المشتركة كمشروع وطني كما يحب البعض تلقيبه بتركيبته الثلاتية الحالية بعد الانشقاق الاخير من قبل إحدى اكبر مركّباته لم يعد يتواجد ، ووجب الترحم عليه لانه تراجع ليمثل المتحزبين مع بعض الحالمين بالوحدة المزيفة . 

ولكن لننتبه ان الامور كعادتها ليست قاتمة بالكلية ، ولا تخلو ثناياها من بعض الايجابية ، فبعد أن كانت المُشتركة وأحزابها سابقا يقيدون ويحددون ويحتكرون كون المرشحين فقط من المُنتمين لاحزابهم ، طل علينا الخير الكبير برايي عندما رأينا الاسلامية تبحث بل وتضم الى صفوفها شخصيات مُعتبرة اجتماعيا من خارج المتحزبين كالسيد غنايم وغيره ، الامر الذي حثثنا عليه دائما وكاد ان يكون مطلب جماهيري عام ، ولكن سُكت عنه فقط من اجل عدم التشويش على وحدة المشتركة المزعومة وتعكير صفوها المبتذل ، ليبقى فقط بعض من بصيص امل ،  حيث لم تحذوا الاحزاب الاخرى حذو الاسلامية ، وفضلت مصالحها الضيقة على المصلحة العربية العليا التي تقترب الى الاكتمال فقط كلما توسع التمثيل البرلماني ليضم شرائح مجتمعية متعددة وخامات وهمم مختلفة . 

وللعيون القلقة اقول ، لا تحزن ولا تظن انه بالاختلاف الحاصل او حتى بعدم عبورهم جميعهم لنسبة الحسم ستسقط السماء على الارض ، او سينقطع الرزق  او ستنتهي العناية الربانية ، او سيقذفنا اليهود صباحا في البحر ، فقد اوهموك ظلما بان كل امورك تتوقف على مشروع شراكتهم ، وتأكد ان فرقتهم فيها الخير الكثير ، في ابسطه قد يخرجون عن خمولهم ، وتبدا تتوضح الفروق بينهم حين يبدا التنافس الحقيقي يضغط عليهم .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com     

مقالات متعلقة

.